أيها الحجاج.. ماذا بعد الحج؟!

abou khaled

Junior Member
أيها الحجاج.. ماذا بعد الحج؟!

--------------------------------------------------------------------------------

يا حجاج بيت الله ـ نحمد الله ـ ابتداءً على سلامتكم ونسأله جل في علاه أنْ يكتبكم في المقبولين، وأن يجعلكم ممن رجعوا كيوم ولدتهم أمهاتهم.


ولكن ماذا بعد الحج؟!
أخي الحاج أختي الحاجة.. إياكم أن تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد تعبها وكدها وسهرها الليالي الطوال، فاحذروا أن تنقضوا العهد، وتخلفوا الوعد؛ وذاك بأنْ تعصوا الله وتقارفوا الذنوب، بعد أن أكرمك بقربه وزيارة بيته، وأداء فرضه، فتزل قدمٌ بعد ثوبتها والعياذ بالله.
* قال الفضيل بن عياض ـ رحمه الله ـ لبعض من حجّ: (يا هذا؛ إنَّ الله تعالى يختم على عمل الحاجّ بطابع من نور؛ فإياك أن تفك ذلك الختم بمعصية الله عز وجل).
واعلم ـ أيها الحجاج ـ أنّ المعاصي تُنغِّص الحياة وتكدِّرها، وتُقسي القلب وتشتته، وتُذهب بهاء الوجه ونوره، وتمحق بركة العمر والرزق، وتفقد صاحبها لذة الطاعة والأُنس بالله.
* قال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ: (على العاقل أن يحذرَ مغبّة المعاصي، فإنّ نارها تحت الرماد). [صيد الخاطر].
والحذر الحذر من ذنوب الخلوات فإنها مصيرها شؤم، قال ابن رجب الحنبلي ــ رحمه الله ــ: " خاتمة السوء؛ تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس".
وحتى نحفظ حجنا مبروراً، وسعينا مشكوراً؛ لا بد من المحافظة على الفرائض والواجبات، وترك المعاصي والذنوب، وحفظ اللسان من الغيبة والنّميمة والكذب، والمجادلة والمخاصمة، وغضّ البصر عن الحرام، فليس كل من حجّ حجّ، ولا كل من اعتمر اعتمر، فكم من أناس ليس لهم نصيب من حجّهم وعمرتهم سوى اسم حاج أو معتمر، ومن تأمل أحوال القوم أيقن ذلك.
* قال مجاهد لعبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وقد دخلت القوافل ـ: ما أكثر الحاج ! فقال: ما أقلهم ! ولكن قل: ما أكثر الركب.


خليلي قطاع الفيافي إلى الحمى كثير وجمــع الواصــلين قليـل



وجوه عليها للقبول علامــــةٌ وليس على كل الوجــوهِ قبـولُ

* قال عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ عند دفع النّاس من عرفة: (ليس السابق اليومَ من سبق به بعيره؛ إنما السابق من غـفر له).
أي: إنّ الأمر ليس بالكثرة؛ ولكن بالقـبُول.


اسأل الله أن يحفظ علينا ديننا وإسلامنا وأن يكتبنا في الصالحين وأن يثبتنا على دينه إنه نعم المولى ونعم المجيب
 
Top