ابو بكر الصديق رضي الله عنه

Proud_2b_Muslim

Ahmad M. Al-Marshoud
هذا بحث نقلته من كتاب عندما كنت بالثانويه لمادة التربية الاسلامية
الكتاب : أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين
المؤلف : محمد رضا

ترجمة حياة أبي بكر الصديق رضي الله عنه

هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي . يلتقي مع رسول الله في مرة بن كعب . أبو بكر الصديق بن أبي قحافة . و اسم أبي قحافة عثمان . و أمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ، و هي ابنة عم أبي قحافة .
أسلم أبو بكر ثم أسلمت أمه بعده ، و صحب رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال العلماء : لا يعرف أربعة متناسلون بعضهم من بعض صحبوا رسول الله ، إلا آل أبي بكر الصديق و هم : عبد الله بن الزبير ، أمه أسماء بنت أبي بكر بن أبي قحافة . فهؤلاء الأربعة صحابة متناسلون. و أيضاً أبو عتيق بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة رضي الله عنهم .
و لقب عَتيقاً لعتقه من النار و قيل لحسن وجهه . و عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ((أبو بكر عتيق الله من النار )) فمن يومئذ سمي (( عتيقاً )) .
و قيل سمي عتيقاً لأنه لم يكن في نسبه شيء يعاب به .
و أجمعت الأئمة على تسميته صديقاً . قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : (( إن الله تعالى هو الذي سمى أبا بكر على لسان رسول الله صلى الله عليه و سلم صديقاً )) و سبب تسميته أنه بادر إلى تصديق رسول الله صلى الله عليه و سلم و لازم الصدق فلم تقع منه هنات و لا كذبة في حال من الأحوال .
ولد أبو بكر الصديق سنة 573م بعد الفيل بثلاث سنين تقريباً ، و كان رضي الله عنه صديقاً لرسول الله قبل البعث و هو أصغر منه سناً بثلاث سنوات و كان يكثر غشيانه في منزله و محادثته . و قبل : كنى بأبي بكر لابتكاره الخصال الحميدة . فلما ألم آزر النبي صلى الله عليه و سلم في نصر دين الله تعالى بنفسه و ماله . و كان له لما أسلم 000 , 40 درهم أنفقها في سبيل الله مع ما كسب من التجارة .

صفـته رضـي الله عنه

كان أبو بكر رجلاً أبيض خفيف العارضين لا يتمسك إزاره ، معروق الوجه ، ناتىء الجبهة عاري الأشاجع أقُنى غائر العينين حمُش الساقين ممحوص الفخذين يخضب بالحناء و الكتم .
زوجـاتـه و أولاده

تزوج أبي بكر في الجاهلية ( قتيلة بنت سعد ) فولدت له عبد الله و أسماء . أما عبد الله فانه شهد يوم الطائف مع النبي صلى الله عليه و سلم و بقي إلى خلافة أبيه ، و مات في خلافته و ترك سبعة دنانير فاستكثرها أبو بكر ،. و ولد لعبد الله إسماعيل فمات ولا عقب له . و أما أسماء فهي ذات النطاقين ، و هي التي قطعت قطعة من نطاقها فربطت به على فم السفرة في الجراب التي صنعت لرسول الله ، و أبي بكر عند قيامها بالهجرة و بذلك سميت (( ذات النطاقين )) و هي أسن من عائشة . و كانت أسماء أشجع نساء الإسلام ، و أثبتهم جأشاً ، و أعظمهن تربية للولد على الشهامة ، و عزة النفس ، تزوجها الزبير بمكة فولدت له عدة أولاد ، ثم طلقها فكانت مع إبنها عبد الله بن الزبير حتى قتل بمكة ، و عاشت مائة سنة حتى عميت ، و ماتت .
و تزوج أبو بكر أيضاً في الجاهلية ( أم الرومان ) فولدت له عبد الرحمن ، و عائشة زوجة رسول الله توفيت في حياة الرسول الله في سنة ست من الهجرة فنزل رسول الله قبرها و استغفر لها . و كانت حية وقت حديث الإفك ، و حديث الإفك في سنة ست في شعبان ، فعبد الرحمن شقيق عائشة ، شهد بدراً و أحداً مع الكفار ، و دعا إلى البراز فقام إليه أبو بكر ليبارزه ، فقال له رسول صلى الله عليه و سلم (( متعنا بنفسك )) و كان شجاعاً رامياً ، أسلم في هدنة الديبية و حسن إسلامه ، شهد اليمامة مع خالد بن الوليد فقتل و هو من أكابرهم ، و هو الذي قتل محكم اليمامة ابن الطفيل الذي كان من قواد بني حنيفة المشهورين ، رمه بسهم في نحره فقتله ، كما سيأتي ذكر ذلك في موقعة اليمامة . و كان عبد الرحمن أسن ولد أبي بكر و كان فيه دعابة . توفي فجأة بمكان اسمه حبش على نحو عشرة أميال من مكة ، و حمل إلى مكة و دفن فيها ، و كان موته سنة 53هـ .
و تزوج أبو بكر في الإسلام ( أسماء بنت عميس ) و كانت قبله عند جعفر بن أبي طالب . فلما قتل جعفر تزوجها أبو بكر الصديق فولدت له محمد بن أبي بكر ثم مات عنها فتزوجها علي بن أبي طالب فولدت له يحيى .
و أما محمد بن أبي بكر فكان يكنى أبا القاسم ، و كان من نسابة قريش ، ولاه علي بن أبي طالب رضي الله عنه مصر فقاتله صاحب معاوية ، و ظفر به فقتله ، و ولد له القاسم .
وتزوج أيضا في الاسلام ( حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير الخزرجي ) فولدت له جارية سمتها عائشة أم كلثوم . تزوجها طلحة بن عبيد الله فولدت له زكريا ، و عائشة ، ثم قتل عنها فتزوجها عبدالرحمن بن عبيد الله بن أبي ربيعة المخزومي .
قال الاستاذ و انشجتون ايرفنج في كتاب ( محمد و خلفاؤه *) : كان أبو بكر رجلا عاقلا سديد الرأي و قد كان في بعض الاحيان شديد الحذر و الحيطة في ادارته ، لكنه كان شريف الاغراض غير محب للذات ، ساعيا للخير لا لمصلحته الذاتية فلم يبتغ من وراء حكمه مطامع دنيوية بل كان لا يهمه الغنى زاهدا في الفخر ، راغبا عن اللذات و لم يقبل أجرا على خدماته غير مبلغ زهيد يكفي لمعاش رجل عربي و لم يكن له سوى جمل و عبد .و كان يوزع ما كان يرد اليه في كل يوم جمعة الى المحتاجين ، و الفقراء ، و يساعد المعوزين بماله الخاص .
أفضل الناس بعد رسول الله

أفضل الناس بعد رسول الله عليه الصلاة و السلام أبو بكر رضي الله عنه . و قالت الشيعة و كثير من المعتزلة هو علي و هؤلاء جوزوا امامة المفضول مع وجود الفاضل . حجتهم أن قيام علي بالجهاد كان أكثر من قيام أبي بكر فوجب أن يكون علي أفضل منه لقوله تعالى ( و فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما .)
و أجاب أهل السنة عنه بأن الجهاد على قسمين : جهاد بالدعوة الى الدين و جهاد بالسيف . و معلوم أن أبا بكر رضي الله عنه جاهد في الدين في أول الاسلام بدعوة الناس الى الاسلام و بدعوته أسلم عثمان ، و طلحة ، و الزبير ، و سعد ، و سعيد ، و أبو عبيدة الجراح رضي الله عنهم أجمعين . و علي رضي الله عنه انما جاهد بالسيف عند قوة الاسلام فكان الاول أولى ، و حجة القائلين بفضل أبي بكر رضي الله عنه قوله عليه الصلاة و السلام ( ما طلعت الشمس و لا غربت على أحد بعد النبيين و المرسلين أفضل من أبي بكر ) .
تجهيز رسول الله و دفنه

بعد أن بويع أبو بكر جهز رسول الله عليه الصلاة و السلام و دفن ليلة الاربعاء و قد غسل في قميصه و غسله العباس ، و الفضل ، و قثم ابن العباس ، و أسامة بن زيد ، و شقران مولى رسول الله ، و حضرهم أوس بن خولي الانصاري من بئر يقال له الغرس لسعد بن خيثمة بقباء ، و كان العباس و ابناه يقبلونه ، و أسامة و شقران يصبان الماء و علي يغسله و عليه قميصه ، و هو يقول ( بأبي أنت و أمي ما أطيبك حيا و ميتا ) و كفن في ثلاثة أثواي يمانية بيض من ( قطن ليس في كفنه قميص و لا عمامة و لا عروة .
و بعد أن غسل رسول الله و كفن ، وضع على سرير و أدخل عليه المسلمون أفواجا يقومون و يصلون عليه ، ثم يخرجون و يدخل آخرون و لم يؤمهم في الصلاة عليه أمام حتى اذا فرغت الرجال دخلت النساء ثم دخل الصبيان .
و كان أول من دخل أبو بكر و عمر . فقالا ( السلام عليك أيها النبي .. و رحمة الله و بركاته ) و معهما نفر من المهاجرين و الانصار قدر ما يسع البيت ، فسلموا عليه كما سلم أبو بكر ، و عمر ، و صفوا صفوفا لا يؤمهم عليهأحد . فقال أبو بكر و عمر و هما في الصف الاول حيال رسول الله .
( اللهم أنا نشهد أن قد بلغ ما أنزل عليه و نصح لأمته ، و جاهد في سبيل الله حتى أعز الله دينه و تمت كلماته فآمن به وحده لا شريك له . فاجعلنا يا الاهنا ممن يتبع القول الذي أنزل معه ، و اجمع بيننا و بينه حتى يعرفنا و نعرفه ، فانه كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما . لا نبتغي بالايمان بدلا ، و لا نشتري به ثمنا أبدا ).
فيقول الناس آمين ، ثم يخرجون و يدخل غيرهم ، و لما فرغوا نادى عمر خلوا الجنازة و أهلها .
و لما اختلفوا في موضع دفنه قال أبو بكر : سمعت رسول الله يقول : ( ما مات نبي قط الا يدفن حيث تقبض روحه ) قال علي و أنا أيضا سمعته ، فرفع فراشه و دفن . و لما أرادوا أن يحفروا لرسول الله ، كان بالمدينة رجلان أبو عبيدة بن الجراح يضرح لاهل مكة .و كان أبو طلحة الانصاري هو الذي يلحد لأهل المدينة . فجاء أبو طلحة و ألحد لرسول الله ، و جعل في قبره قطيفة حمراء كان يلبسها فبسطت تحتح ، و كانت الأرض ندية ، و رش قبره عليه الصلاة و السلام بلال بتربة بدأ من قبل رأسه و جعل عليه من حصباء حمراً و بيضاً ، و رفع قبره عن الأرض قدر شبر ، و نزل قبره علي ، و الفضل و قثم ابنا العباس ، و شقران ، و أوس بن خولى الانصاري .
 
Top