سبل الوقاية من الفتن قبل وبعد وقوعها

abou khaled

Junior Member
سبل الوقاية من الفتن قبل وبعد وقوعها






الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :
فإن الفتن والبلاياء لم تكن خاصة بأُمة دون أمة بل هي عامة شملت الأولين والأخرين والصالحين وغير الصالحين
وتختلف كل فتنة عن غيرها من حيث قوة التأثير أو التغيير في المفتون
فقد يسقط المفتون في وحلها ويهلك مع الهالكين في الدنيا والآخرة وقد ينجو بفضل الله ثم اتخاذه سبل الوقاية منها
فمن اسباب الوقاية من الفتن : تدبر القرآن العظيم والعمل به
فالقرآن من اعظم اسباب الوقاية من الفتن ومن أقوى الثبات على الدين لما تشتمل عليه آياتُه من ترغيب وترهيب ووعد ووعيد وانباء السابقين واحوالهم وكيفية نجاتهم من الفتن
قال الله تعالى ( وكلا نقص عليك من انباء الرسل مانثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين )
فسماع القرآن مع التدبر والتطبيق يزيد الإيمان واذا زاد الإيمان جاء التوكل والرضاء بأقدارالله تعالى والتسليم بها
كما قال الله تعالى ( إنما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون )
وجاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان حفظ اوائل سورة الكهف تعصم من فتنة المسيح الدجال
ومن عوامل الثبات حال الفتن : الاستجابة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم وعدم مخالفة اوامرالله تعالى
فمن يخالف اوامر الله تعالى فإنه يخشى عليه من الفتنة او العذاب
قال الله تعالى ( ياايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وأنه اليه تحشرون واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب)
وقال الله تعالى ( فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم )
ومن عوامل الثبات حال الفتن : كثرة ذكر الله عز وجل على كل حال
فإن المداومة على ذكر الله تعالى تقوي القلب وهو عمق الطمانينة ومصدرها عند الشدائد قال الله تعالى ( الا بذكر الله تطمئن القلوب )
فاالله جل وعز يأمرعباده المؤمنين وهم في مواجهة الكفار في سبيل الله بأن يكثروا من ذكر الله تعالى قال الله تعالى ( ياايها الذين آ منوا اذا لقيتم فئة فااثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون)
اذاً فاالمسلم احوج الى ذكر الله تعالى في حال الرخاء ليستعين به بعد الله على مواجهة الفتن والنجاة منها في وقت الشدة
قال صلى الله عليه وسلم ( تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة )
ومن عوامل النجاة من الفتن : كثرة العبادات وخصوصا النوافل
كما جاء في الحديث القدسي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : لايزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه فإذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سالني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه )
فالذي يتقرب الى الله بالنوافل زيادة على العبادات المفروضة لاشك أنه سيحضى بالإجابة وسيعيذه الله من كل فتنة كما وعد سبحانه وتعالى
امابعد : فمن خير مايتقى به الفتن هو سؤال الله تعالى النجاة منها قبل وقوعها والاستعاذة به سبحانه وتعالى منها
كما كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من فتن كثيرة فيقول
( اللهم اني اعوذ بك من فتنة المحيا والممات ومن فتنة القبر ومن فتنة المسيح الدجال ومن شر فتنة الغنى ومن فتنة الفقر )
وكان صلى الله عليه وسلم يسأل الله الشوق الى لقائه من غير ضراء مضرة ولافتنة مضلة )
ومما يتقى به من الفتن البعد عن مواطنها والفرار منها اذا وقعت
قال صلى الله عليه وسلم ( ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه فمن وجد منها ملجأ او معاذا فليعذ به )
وقال صلى الله عليه وسلم ( يوشك ان يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن )
وقال صلى الله عليه وسلم ( من سمع بالدجال فلينأ منه )
فهذه السبل الوقائية تكاد تكون نافعة لجميع الفتن فلنلزمها خصوصا ونحن في آخر الزمان الملئ بالفتن نسأل الله السلامة و العصمة منها
فنعوذ بالله من كل فتنة في الدنيا والآخرة صغيرة كانت او كبيرة ظاهرة كانت او باطنة
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( ربنا لاتجعلنا فتنة للقوم الظالمين )
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
الشيخ / فهد عبدالرحمن السرداح
 

brother02

Banned
النصح للأمة لما هو آتي من الفتن والكوائن بقرب الخلافة
9:19 م كيف نعيد دولة الخلافة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أيها الأخوة الكرام جعلت لهذا الموضوع وهو بحثٌ يحتوي من فصلين
الفصل الأول : المانعين عن المغيبات
وهو مختصر يتحدث عن أهم المغيبات التي نؤمن بها لله عز وجل
وذكرت فيه من المغيبات التي تظهر للإنسان عن طريق الشارع وهي
ليست من المحظورات كما يأتي

الفصل الثاني : النصح للأمة لما هو آتي من الفتن والكوائن بقرب الخلافة
وهو لب الموضوع لبحثنا هذا وهو الذي خصصناه بموضوع البحث
وهو يتحدث عن الفتن القادمة التي تنبئ بقدوم الخلافة لما يحصل الآن
من زماننا هذا .

اسأل الله أن اكون مصيباً لهذا البحث المختصر
إن أصبت فمن الله عز وجل وإن أخطأت فمني والشيطان
وأستغفر الله على ذلك



الفصل الأول
( المانعين عن المغيبات )قال تعالى : ( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم )
وقوله تعالى : ( عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )
وقوله تعالى : ( عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )
وقوله تعالى : ( ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )
وقوله تعالى : ( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ )

وعلى ذلك يكون تقسيم الكون المخلوق إلى عالَمين , عالم غيب ، وعالَم شهادة ، فما جهله الإنسان فهو عالم الغيب ، وما علمه فهو عالَم شهادة , ومعلوم أنّ اطّلاع الإنسان على عالم الغيب إمّا أن يكون عن طريق : الخبر الصادق وهو الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن الرؤى وتعبيرها , أو عن الفراسة المتمثل من الحس ، أو العقل ، أو عن التطور العلمي للإنسان ولهذا يكون : اتساع مساحة عالم الشهادة على حساب مساحة عالم الغيب , وعندما نؤمن بأنّ الله تعالى هو مطلق العلم فإنّ ذلك يعني أنّه لا يقتصر في حقه سبحانه وتعالى على الغيب ، بل كل الوجود عنده شهادة . وعليه فإنّ معنى : أنّه تعالى عالم الغيب والشهادة : أنه سبحانه عالم لما يشهده الخلق ، ولما يغيب عنهم .
ومعلوم أن لفظ " الغيب " هو لفظ نسبي : فغيب اليوم هو حاضر الغد بالنسبة للزمان
ومن طبائع النفوس البشرية التطلع إلى معرفة المغيبات ، والخوض في أنفاق المجهولات ، يبعثهم على ذلك فضولاً يؤزهم أزاً ، وتطفل يحملهم على تجاوز حدود الشرع المطهر




ولذلك كانت الرؤى والأحلام قائمة على أساس الروح , وعلى أساس صلة هذه الروح بعالم الغيب
وليس على تنبؤات خرافة الإلحاد والكهنة والمشعوذين الذين لا يؤمنون بالغيب .

ومن ثم فلا ينبغي أن يعتقد أحداً أو أياً كان بأن علم الرؤى عن الغيب حتى وإن كان تعبير المعبر عن التاريخ والسنين والأيام
أمور تتعلق برجمٍ بالغيب من غير أن يسند دليلٌ ولا تمحيص .
بل كانت أغلب الأدلة تتعلق بالسنين كما حصل ليوسف عليه السلام , أو كما حصل للمعبرين
السابقين , ونحن نذكر لكل جيل له تعبيراً خاص , وليس هو شرعاً لا يتغير كالصلاة والصوم
والحج , وغيره من أمور العبادات .
بل أن أغلب الرؤى ومن يعبرها تتعلق بالرائي والماضي والحاضر والمستقبل , والواقع .
فمثلاً : أذا عبرت بقولي سوف تقع الرؤية بعد سبع سنين والرؤية كانت بتاريخ
15/3/2011 – فلا شك أنها تكون بتاريخ 15/3/2018 فلا ضير من قال بعد سبع سنين بمبهم
أو من ذكر التاريخ وقيده من بداية تاريخ الرؤية وقيدها بسبع سنين .
ولهذا كانت الرؤى تتعلق عن طريق الشارع الشريف والإسلام - قرآناً وسنةً – يلزمنا الاعتقاد أن بعض
الرؤى تحمل نبوءات عن المستقبل القريب أو البعيد , وأنها جزءً من النبوة .



وليس حديث الشرع عن الرؤى والأحلام شعوذةٍ فكرية أو رجماً بالغيب كما يحب
من يسميها , أو بعيداً عن الواقع , بل أن أغلب الرؤى مرتبطة بواقع الإنسان نفسه أو بواقع الأمة
إن كانت عامة .

وهنا ملاحظة مهمة : وهي تعبير الرؤى لا تكون جزماً ولا قطعاً , بل بالظن , لقوله تعالى :
( وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك )

فلهذا : ذهب بعض أهل العلم إلى أن معنى ( ظن ) أي : رجح عنده أنه هو الذي يسقي الملك
خمراً , لأن الظن لا تعني : اليقين , ولكنها تعني الترجيح .
قال القاسمي : قيل : الظن بمعناه المعروف " الاجتهاد " وتأويل يوسف بطريق الاجتهاد " .
وقال القرطبي : وفسره قتادة على الظن الذي هو خلاف اليقين , قال : إنما ظن نجاته
لأن المعبر يظن ظناً وربك يخلق ما يشاء " .
ولهذا فلا ضير من اجتهد بتعبيره , سواءً بتحديد الرؤية والزمن
أو من اقتصر , على الإبهام بإطلاق الزمن دون قيده .

نقتصر على ذلك لما ذكرناه مطولاً ببحثنا ( تساؤلات الأحبة بتحديد زمن الرؤية )
فقد ذكرنا من الأدلة ما هو مطولاً فمن أراد الاستزادة فعليه بقسم النبوءات , ونحن نستغني بذكره هنا لما نحن خصصنا بموضوع مهم عن الفتن
بقرب الخلافة .



الفصل الثاني

( النصح للأمة لما هو آتي من الفتن والكوائن بقرب الخلافة )الباب الأول
الفتن والمحن من السنن الإلهية الكونية وشدتها في آخر الزمان
وخاصةً زماننا هذا


وهي :-

1- الفتن السياسية في الحكم والسلطة :

لاشك أن التاريخ الإسلامي برز على مر العصور في أبرز أسباب الفتن والمحن في مشكلة الحكم والسلطة
واستبداد ذوي السلطة في تقرير الأمور , وقهرهم العامة حتى والعلماء ما يرونه , وحتى في أخطر الأزمات
وانفراد الحكام دون العلماء والفقهاء بتوجيه الأمور وعدم المبالاة بآراء غيرهم .

فهذا الذي يحصل في هذا الزمن ليس من الأمور التي ذُكرت في الكتاب والسنة , ما هو عليه الحاكم
والخليفة بما يقوم به من أمور المسلمين وإعلان الجهاد وسياسة الأمور المتعلقة بالشرع .

وغاية ما فيه من تسلسل الحكم في كل بقاع أرض الأمة الإسلامية وكلٌ له شأناً خاصاً غير بقية الدول الإسلامية



2- الفتن الاقتصادية :


لا شك أن الاقتصاد له أهمية كبيرة في حياة الإنسان لأنه وسيلة جمع الثروات والمال الذي يحبه الإنسان
فهو عصب الحياة ولا تقوم الحياة إلا به .

وتشكل المشكلة الإقتصادية جانباً مهماً من جوانب الحياة الإجتماعية منذ القدم , بل تعد أخطرها في
التأثير المباشر على سلوك الإنسان وتصرفاته .

كذلك الإقتصاد يؤثر على الأوضاع الإجتماعية والسياسية لكل أمة , ويختلف هذا التأثير الاختلاف
ازدهار الاقتصاد وتدهوه , ولهذا يكون الاقتصاد من أشد الفتن في هذا الزمان .



3- الفتن الاجتماعية :

الفتن الاجتماعية كثيرة ومتشعبة ومتداخلة , لأنها تتعلق بالنفس الانسانية ذات التركيبة المزدوجة
وما يستقر فيها من قيم فطرية ومكتسبة تظهر في السلوك والأخلاق .

كذلك هذا الانسان يحتوي من عنصرين :
1- الجسد
2- الروح

فهذا الروح تحل في الجسد , كما قال تعالى : ( إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين فإذا سويته
ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين )

فلهذا يتكون الإنسان من فطرته المحافظة على الحياة , وهذا يشذ فيه بقاءه عليه حتى وإن وصل إلا القتل
فينتج فيه الإفراط وتجاوز الحد .



ولهذا يكون من أسبابه :

أولاً : حب الدنيا , يقول الله تعالى : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً ) ومن مظاهر حب الدنيا فتنة الأموال , وفتنة الأولاد . لقوله تعالى : ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم ) .
وفتنة النساء , لقوله تعالى : ( زين للناس حب الشهوات من النساء )
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " مالي وللدنيا وإنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب سار في يوم صائف فرفعت له شجرة فقال تحت ظلها ساعة ثم راح وتركها"

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح




ثانياً : الأمراض القلبية ( النفسية ) :

في هذا المجال يطغى في زماننا هذا ما يوصل إليه الانسان من العداوة ووقوعه في الفتن
فلذلك فقد ثبت بالقرآن الكريم أن للقلوب أمراضاً هي أشد من أمراض الجسد , قال تعالى : ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ) .

ومن أسباب الفتن لأمراض القلوب :

1- غلظة القلوب : وهي الشدة والصعوبة في الخلق والطبع والقول والفعل , وهي ضد الرفق وغلظته أي : قاسية .
2- الحقد والحسد : وهو طلب الانتقام وتحقيقه , والحسد : كراهة النعمة وحب زوالها عن المنعم عليه .
3- الكبر والعجب : وهما داءان مهلكان يظهر أثرهما في أعمال تصدر وتسئ للآخرين .
4- حب الجاه : وهو انتشار الصيت والاشتهار , وهو مذموم إذا قصده المرء , لذا كانت فتنة الجاه من أعظم الفتن .
5- الرياء : وهو مشتق من الرؤية , ومعناه : طلب المنزلة في القلوب بالعبادة واظهارها .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في وصف المرائي : للمرائي أربع علامات : يكسل اذا كان وحده وينشط إذا كان بين الناس , ويزيد في العمل إذا أثني عليه , وينقص منه إذا ذم به "
6- النفاق : وهو شعبة من الرياء , والنفاق نوعان : إعتقادي بأن يظهر الاسلام ويبطن الكفر
وعملي : وهو أن يشابه عمله عمل المنافق من غير استحلاله , بل في باطنه الاقرار بالتحريم .



ثالثاً : الأمراض الأخلاقية ( السلوكية ) :

1- الغضب : وهو تغير مفاجأ يحصل عند غليان دم القلب ليحصل عنه التشفي للصدر .

والناس يختلفون في قوة الغضب وهي على درجات : إفراط , وتفريط , وإعتدال .

فالإفراط : مذموم لأنه خروج بالعقل والدين عن مقتضاهما .
والتفريط : مذموم كذلك لأنه لا يبقي حمية ولاغيرة .
والاعتدال : هو الأفضل والمطلوب .



2- المكر السيء والخديعة : وهو تدبير خفي لإيقاع ما يريده الماكر بالمكرر من حيث لا يحتسب .
لكن الأصعب من هذه الفتنة الخطيرة , عندما يصلون إلى مراكز القيادة في المجتمع , فيصدون عن سبيل الله سبحانه وتعالى , وخصوصاً إذا كان أهل الحق غافلين , أو بسبب تفرهم وجهلهم .


3- الفساد وانحراف الأخلاق : إن الأخلاق ترجمة عملية للعقيدة التي يدين لها الانسان , وجوهر عقيدة المسلم التوحيد ومصدره القرآن الكريم الذي يأمر بالمعرف وينهي عن المنكر , فالأخلاق إذن هي فعل المعروف وترك المنكر .




رابعاً : آفات اللسان :

جاءت الأدلة الشرعية تأمر بحفظ اللسان وجعلته صفة من صفات المؤمنين فقال تعالى : ( قد أفلح المؤمنون ) إلى قوله تعالى : ( والذين هم عن اللغو معرضون ) وقال : ( وإذا مروا باللغو مروا كراماً ) كما نهى عن الآفات مثل الغيبة , لقوله تعالى : ( ولا يغتب بعضكم بعضا ) والمسلم محاسب على ما يقول : ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) .

وكذلك جاءت تحذيرٌ من السنة , قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت " متفق عليه


لكن العظمة من هذه الفتنة هي الوقوع بين الناس أشد من وقوعها بالسيف , لأن لها آثار وخيمة بين المجتمع وتحريف الحقيقة وتضييع الحقوق مما يؤدي إلى التنافر بين المجتمع وتباغضهم , وإشعال نار الفتنة بينهم ولا حول ولا قوة إلا بالله .




3- الفتن الفكرية والثقافية :

ويحتوي على أبرز الفتن الفكرية في تاريخ الإسلام , وشدته في زماننا هذا الذي يوحي إلى أرهاصات قادمة يدل على أقتراب الخلافة على المنهاج الصحيح :


الأولى : ظهور البدع :

وهي الاختراع على غير مثال سابق منه , لقوله تعالى : ( بديع السماوات والأرض )
أي : مخترعها , ولم يسبقه سابق .


أما أسباب الابتداع والتي تعود في جملتها إلى الزيادة في الدين أو النقصان منه بالتأويل الفاسد
فهي كثيرة لا يمكن حصرها أو تحديدها لأنها متجددة متغيرة ظاهرة ومستترة , حتى يأتي الدجال .



الثانية : افتراق الأمة الإسلامية إلى فرق كثيرة :

وهي من أكبر معاول الهدم الفكري وفتنته في التاريخ الإسلامي وخاصةً في هذا الزمن الذي تشتت الأمة بالأحزاب والفرق حتى من بين الحركات الجهادية ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

لكن في بعضها قد تباينت به العناصر المعادية للإسلام , مثل ( الروافض ) وخاصةً الشيعية
( الإسماعيلية ) .

لقولهم بباطن القرآن الكريم دون ظاهره أو بالإمام الباطن المستور .
وتقوم مفاهيمهم على الرفض والتعطيل وإبطال النبوات , وإسقاط التكاليف , وغيرها مما تشق وحدة الأمة الإسلامية , وتناحرها والاقتتال بل والدعوة إلى فني أهل السنة والجماعة .

الباب الثاني

اقتراب الفتن والبلايا تمحيصٌ لإقتراب الخلافة



من الأمور التي ينبغي استحضارها في أوقات الفتن والمحن : ما تضمنه حديث عبد الله بن حوالة رضي الله عنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حول المدينة على أقدامنا... الحديث، وفي آخره : ثم وضع يده على رأسي ـ أو على هامتي، ثم قال : " يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة، فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك " رواه أحمد وأبو داود والبخاري والفسوي في تاريخيهما، والحاكم وصححه وأقره الذهبي .



ولهذا فقد نبهنا به نبينا صلى الله عليه وسلم وهو الناصح الأمين ؛ قد نبه على عظم الفتن في آخر الزمان وأن لها شدة وقوة تجعل الحليم حيرانا ، وقد وردت بذلك أخبار كثيرة نقف مع بعض منها ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنا كَقِطَعِ اللّيْلِ الْمُظْلِمِ. يُصْبِحُ الرّجُلُ فِيْهَا مُؤْمِنا وَيُمْسِي كَافِرا. أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنا وَيُصْبِحُ كَافِرا. يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدّنْيَا ".مسلم .
وروى الشيخان في صحيحيهما عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( يتقارب الزمان، وينقص العلم، ويلقى الشُّحُّ، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج). قالوا: يا رسول الله، أيُّما هو؟ قال: ( القتل القتل ) .


ومن الواجب أيضاً للنجاة من مضلات الفتن التي لا مناص للمؤمن منها التحصن والتوقي منها ، وذلك بالاعتصام بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والعمل وفق شرع الله تعالى لا وفق هوى النفس وشهواتها ولا وفق أهواء البشر وضلالاتهم ؛ فإن الله تعالى يقول في كتابه العظيم مبيناً المخرج من البلاء والفتنة ومذكراً بعظمته سبحانه وقدرته ، وأنه قادر على أهل الكفر والضلال لا يخرجون من قدرته وقوته : ( أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ ، فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ، وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ )





الباب الثالث
تحديد مراحل الحكم التي تمر على
الأمة الإسلامية






وهي كالآتي :



أولاً : مرحلة النّبوة رفعت بانتقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى .



ثانياً : خلافة النبوة وهي مدة خلافة الأربعة الراشدين : أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي – رضي الله عنهم - وهي ثلاثون سنة لحديث سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خِلافَةُ النُّبُوَّةِ ثَلاثُونَ سَنَةً، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْمُلْكَ -أَوْ مُلْكَهُ- مَنْ يَشَاء " .

أخرجه أبو داود واللفـظ له، والترمــذي والنسائي في ( فضائل الصحابة ) وابن حبان



ثالثاً : مرحلة الملك العضوض، وتبدأ بخلافة بني أمية :



عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تدور رحى الإسلام على خمس وثلاثين ، أو ست وثلاثين ، أو سبع وثلاثين ؛ فإن يهلكوا فسبيل من هلك ، وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاماً , قلت : (وفي رواية قال عمر يا نبي الله) مما بقي أو مما مضى ؟ قال : مما مضى " .

أخرجه أبو داود وأحمد وأبو يعلى .



رابعاً : مرحلـة الملك الجبري، وتبدأ – بسقوط الخلافة الإسلامية في مطلع القرن العشرين الميلادي :
ومعلوم أن الخلافة سقطت في عام رجب 1342 هجرية - الموافق 3 من آذار/مارس 1924 ميلادية
وهي مرحلة تملأ الأرض جوراً وظلماً ؛ ولـكن الباطل زاهـق، فستملأ – إن شاء الله - عدلا .
وهذه المرحلة التي نحن فيها الآن من زماننا هذا فقد كثرة فيها الفتن والبلايا , في جميع أنحاء العالم الإسلامي .

منذ سقوط الخلافة العثمانية , والأمة متفرقة ومختلفة كلاً بدولته له شأناً خاصاً , وهذا هو الإختلاف
بلا شك : يبعث في الأمة على اختلاف من الناس وزلازل كما جاء في الحديث الذي رواه أحمد .



خامساً : مرحلة خلافة على منهاج النبوة :



وهذه المرحلة تبدأ -بإذن الله – قبل ظهور المهدي ونزول عيسى عليه السلام , يدل على ذلك أمور : - قـوله صلى الله عليه وسلم : " يكـون خليفـة مـن خلفائكم في آخر الزمان يحثو المال ولا يعده " .
فهذا الحديث يشير إلى أن المهدي خليفة من الخلفاء في آخر الزمان الذين يحكمون بالكتاب والسنة على منهاج النبوة ، ولما كان المهدي من آخرهم ، وليس بعده إلا المسيح ابن مريم – عليه السلام - فقد ثبت أن قبله خلفاء.
المهدي يمثل قمة الإصلاح الديني في آخر الزمان , حيث يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، ومن المعلوم بداهة أن هذا المستقبل الزاهر لا يتحقق جملة ، بل بالتدريج على سنن الله الجارية في التغيير، فلذلك لا بد من وجود مصلحين سابقين , يُوطؤون للمهدي قمة إصلاحه وحكمه .






فإذا تقرر ذلك فلا بد أن نعلم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بقولة :


يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل : يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت "

الراوي: ثوبان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود

ففي هذه المرحلة يدل هذا الحديث وينطبق على هذا الزمن الذي نحن فيه من كثرة العرب , حتى شبههم النبي صلى الله عليه وسلم بغثاء السيل
وهذه مرحلة ما قبل الخلافة الإسلامية , لأن الشاهد من قول النبي صلى الله عليه وسلم يوشك أن تتداعى عليكم الأمم من أمريكا وأوروبا واليهود وغيرهم على هذه الأمة المنكسرة

التي سوف يأتي عزها ونصرها بإذن الله تعالى قريباً , ما بعد أنتهاء الحكم الجبري الذي حددنا
في عام 1439 – 2018 .





ففي الحديث : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين ، بعز عزيز ، أو بذل ذليل ، عزا يعز الله به الإسلام ، وذلا يذل الله به الكفر "

الراوي: - المحدث : الألباني - خلاصة حكم المحدث : على شرط مسلم وله شاهد على شرط مسلم أيضا




فهذا الحديث : يدل على نصرة المسلمين على باقي الأمم عند نزول الخلافة وبدايتها في أرض
أكناف بيت المقدس .

وهذا عند سقوط الحكام الحاليين , الذي وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم : بالحكم الجبري .




الباب الرابع

تونس ومصر وقبلهم العراق
مقدمة لما هو آتي من حكم السنين إلى حكم الشهور


وهذا يكون عند أعقاب مراحل نهاية الحكام المتمسكين بالجبر والقهر على الأمة الإسلامية وشعوبها

فسبحان الله ها هي الأحاديث تنزل على زماننا هذا الذي تشبث بهم وأجبروا الناس على الحكم كما وصفه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونرى هذه الأحداث اليوم في تونس
ومصر واليمن والجزائر والأردن وغيرهم والبقية تأتي إن شاء الله , الغضب يعم العالم
اليوم كل حاكم طاغوت أو عادل أو حاكم على أجبار الناس سيهلك ويبدأ حكم الشهور والأيام والذي بعده حكم
على منهاج النبوة

" ‏تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم
تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا ‏ ‏عاضاً ‏ ‏فيكون ما شاء الله أن يكون ثم
يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا ‏ ‏جبرية ‏ ‏فتكون ما شاء الله أن
تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت "
رواه أحمد



أسأل الله العلي القدير لي ولكم الهداية والعلم والعمل الصالح


والله اعلم
 
Top