شرح الحديث الشريف - أحاديث متفرقة - الدرس (009 - 127 ) : &

bemuslim

Junior Member
ة - الدرس (009 - 127 ) : فضل ليلة النصف من شعبان .
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1990-03-11
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا إتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الأخوة المؤمنون:
رمضان شهر التقوى أطل علينا وسوف يكون الحديث في هذا اليوم إنشاء الله تعالى عن ليلة النصف من شعبان، وعن مقدمة عن هذا الشهر الكريم، وقبل هذا وذاك لابد من مقدمة.
كلكم يعلم أن الله سبحانه وتعالى يقول:

﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)﴾

[ سورة البقرة ]
الإنسان مخير يختار طريق الإيمان أو طريق الكفر، طريق الإساءة أو طريق الإحسان، طريق الطاعة أو طريق المعصية طري الإقبال عن الله أو طريق الإعراض عنه، قال تعالى:

﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾

[ سورة البقرة ]
أن الإنسان مخير هذا شيء ثابت ولولا هذا الاختيار لبطل الثواب والعقاب، ولبطل الوعد والوعيد، ولبطلت المسؤولية، والتبعة، والتغى التكليف، ولأصبح حمل الأمانة عبثاً، ولأصبح إرسال الرسل أيضاً لعباً ولهواً، ولأصبح القرآن لا جدوى منه، لو أن الله سبحانه وتعالى أجبر عباده على الطاعة لبطل الثواب، لو أجبرهم على المعصية لبطل العقاب، لو تركهم هملاً لكان نقصاً بالقدرة، الإنسان مخير،

﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾

[ سورة البقرة ]
وهذه كل نكرة أي، أي إنسان على وجه الأرض منذ أن خلق الله الأرض وحتى قيام الساعة، ولكل وجهة أي طريق هو موليها، وهو الذي يكتسب الإثم إن كانت الطريق غير صحية أو يكتسب الأجر والثواب إن كانت صحيحة، الله سبحانه وتعالى يقول:

﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾

[ سورة البقرة ]
معنى فاستبقوا الخيرات أنت الآن تنعم بحرية الاختيار، تنعم بفرص النجاة، أنت الآن تنعم بفرص السعادة، أنت الآن في دار عمل، أنت الآن في دار توبة، أنت الآن في دار تصحيح، أنت الآن في دار مغفرة , أنت الآن في دار مسابقة ومادام القلب ينبض فأنت في بحبوحة، باب التوبة مفتوح، باب المغفرة مفتوح، باب الإصلاح مفتوح، باب التقرب إلى الله مفتوح، ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات، يعني هذه الوجهة التي يمكن أن توليها حيث ما شئت، هذه الوجهة لا تملكها دائماً تملكها بشكل موقت والدليل قوله تعالى:

﴿ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً﴾

[ سورة البقرة ]
يعني أيها الإنسان سارع، سابق، هلم إلى طاعة الله، والنبي عليه الصلاة والسلام حينما صعد المنبر وقال آمين، صعد الدرجة الثانية وقال آمين، صعد الدرجة الثالثة وقال آمين، وخطب وانتهت الخطبة وصلى بأصحابه، بعض أصحابه قالوا يا رسول الله علاما أمنت ؟ يعني لماذا قلت آمين وأنت في الصعود إلى المنبر، فقال عليه الصلاة والسلام: رغم أنف عبد ذكرت عنه ولم يصلي علي فقلت آمين، ثم قال رغم أنف عبد أدرك والديه فلم يدخلاه الجنة فقلت آمين، ثم قال رغم أنف عبد أدرك رمضان فلم يغفر له، إن لم يغفر له فمتى ؟
يعني هذا الرمضان موسم، موسم من مواسم العبادة، موسم من مواسم الذكر، موسم من مواسم الإقبال، موسم من مواسم الأعمال الصالحة، موسم من مواسم القرآن، إذاً الإنسان لا ينبغي أن تكون حاله مع الله في هذا الموسم بشكل اعتيادي، لابد أن يجهد نفسه ليفوز بقصب السبق، هناك نقطة دقيقة تصلنا إلى شهر شعبان، أو إلى ليلة النصف من شعبان وهي أن الآلة لابد من فترة تجريبية، لابد من استعداد، لابد من تحمية إن صح القول، فهذا الذي يبقى على ما هو عليه إلى أن يأتي أول رمضان، هذا الجسم وهذه النفس لا تستطيع أن تقلع إقلاعاً مباشراً في أول يوم من أيام رمضان لذلك إذا انتبه الإنسان إلى قرب قدوم هذا الشهر الكريم، في شهر شعبان وفرغ نفسه من يعض المشاغل واستعد إلى لقاء الله عز وجل في هذا الشهر الكريم، لقاء الاتصال، لقاء الاستغفار، لقاء المحبة، لقاء الشوق ربما وصل إلى أول رمضان وهذه الآلة في وضع جيد أخذت وضعها المستقل وانطلقت في هذا الشهر الكريم في صيام، وقيام وذكر، وعبادة، وتلاوة، وتدبر، وعمل طيب، يرضي الله عز وجل.
الحقيقة موضوع ليلة النصف من شعبان ورد فيها شيء كثير، لكن هذا الكثير أكثره غير صحيح، ما صح من هذا الكثير هو أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:

(( عن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ))

[ النسائي ـ أحمد ]
هذا الحديث ورد في الترغيب والترهيب عن رسول الله، النبي عليه الصلاة والسلام كأنه يستعد لرمضان في الإكثار من العبادات في شعبان، كأن هذه النفس تهيئ لتأخذ سرعتها القصوى في رمضان.
شيء آخر، عن أنس رضي الله عنه قال:

(( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا نظروا إلى هلال شعبان أكبوا على المصاحف يقرؤونها، وأخرج الأغنياء زكاة أموالهم ليتقوى بها الضعيف، والمسكين على صيام رمضان، ودعى الولاة أهل السجن فمن كان عليه حد أقاموه عليه وإلا فخلوا سبيله وانطلق التجار فقضوا ما عليهم وقضوا ما لهم حتى إذا نظروا هلال رمضان اغتسلوا واعتكفوا))

[ جاء هذا في كتاب الغنية ]
يعني كأنني بهذا الشهر الكريم شهر شعبان جعله أصحاب النبي وجعله السلف الصالح استعداداً وتهيئةً لهذا الشهر الكريم من أجل كما قلت قبل قليل من أجل أن تأخذ النفس استعدادها الأوفى للبدء بموسم من أطهر المواسم ومن أجل المواسم.
يعني هذا بعض العلماء كان يقرأ في هذه الليلة سورة ياسين على نية إطالة العمر في طاعة الله، ويقرأها ثانيةً على نية أن يحميه الله من بلاء الدنيا، ويقرأها ثالثاً على نية أن يغنيه الله عز وجل عن حاجة الناس هكذا فعل بعض العلماء، ليس هذا من العبادة ولكن النبي عليه الصلاة والسلام كان يؤثر هذا الدعاء الشريف:

(( اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي))

[ الترمذي ـ ابن ماجة ]
من أكثر الأدعية التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو بها ما دامت هذه الليلة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ترفع فيها الأعمال فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يحي هذه الليلة ويصوم النهار الذي يليه، هذا من فعل النبي عليه الصلاة والسلام.
شيء آخر:
طبعاً قبل أن نقرأ الحديث، ما ورد في بعض الكتب عن صلاة مخصوصة وعن دعاء مخصوص، لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام، هذا لا أصل له، الإنسان يبقى في حدود السنة الصحيحة هناك صلاة ألفية كما يقولون، وهناك دعاء خاص، هذا لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن دائماً نتقيد بالسنة ونتمنى أن يكون العمل خالصاً وصواباً، خالصاً ابتغي به وجه الله، وصواباً وافق السنة التي جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام.
طبعاً كلكم يعلم أن إحداث أي شيء في الدين هو بدعة والنبي عليه الصلاة والسلام يقول:

((كُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ وَكُلُّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ...))

[ النسائي ـ مسلم ـ أحمد ـ ابن ماجة ـ الدارمي ـ أبي داود ]
يعني لو أننا فتحنا باب الإضافة على الدين في العقائد والعبادات لما بقي الدين، لصار الدين شيء آخر، لذلك الدين كما ورد عن الله عز وجل، الله سبحانه وتعالى يقول:

﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً﴾

[ سورة المائدة ]
أكملت لكم من حيث النوع، وأتممت عليكم من حيث العدد، إذاً جميع القضايا التي تعني الإنسان عالجها الدين وعالجها أكمل معالجة


http://www.nabulsi.com/blue/ar/print.php?art=9872
 

elqouds2020

Junior Member
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم اللهم أبلغنا رمضان
 
Top