مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ

noor aldeen

Junior Member
بسم الله الرحمن الرحيم
مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ{22} لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ{23}
ما أصابكم- أيها الناس- من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم يعني جميع المصائب التي تصيب الإنسان في الأرض أو في نفسه قد كتبت من قبل. والمصيبة في الأرض كالجدب، وقلة الأمطار، وغور المياه وصعوبة منالها، وربما يقال أيضاً الفتن والحروب وغيرها
ولا في أنفسكم أي: في نفس الإنسان ذاته من الأمراض والجوع والأسقام ، أو فقد حبيب، أو فقد مال، أو نحو ذلك، حتى الشوكة يشاكها { إلا في كتاب }، هذا الكتاب هو اللوح المحفوظ، كتب الله فيه مقادير كل شئ، لما خلق الله سبحانه وتعالى القلم قال له: اكتب قال: ربي وماذا أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة إن ذلك على الله تعالى يسير.
لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من الدنيا, ولا تفرحوا بما آتاكم فرحَ بطر وأشر. والله لا يحب كل متكبر بما أوتي من الدنيا فخور به على غيره.
سبحان الله ما أعظم هذا اللوح الذي يسع كل شئ إلى يوم القيامة، ولكن ليس هذا بغريب على قدرة الله عز وجل، لأن أمر الله تعالى إذا أراد شيئاً، يقول له: كن. فيكون، ولقد كان الإنسان يتعجب من قبل ولكن لا يستبعد أن يكتب في هذا اللوح مقادير كل شئ، فقد ظهر الآن من صنع الآدمي قطعة صغيرة يسجل فيها آلاف الكلمات وهي عبارة عن لوحة صغيرة كالقرص تسجل فيها آلاف الكلمات، وقد يسجل فيها جميع كتب الحديث المؤلفة، أو جميع التفاسير،
أو جميع كتب الفقهاء وهي من صنع الآدمي، فكيف بصنع من يقول للشئ كن فيكون،
 
Top