مِنح فى طيات المحن

abou khaled

Junior Member
مِنح فى طيات المحن
رُبَّ ضارة نافعة، ورُبَّ مِحْنَة أعقبت مِنْحة ، ولو علمتم ما في الغيب لرضيتم بالواقع ،
لا يؤخر الله أمرا إلا لخير ، ولا يحرمكِ أمرًا إلا لخير ، ولا يُنزل عليك بلاءً إلا لخير ، فلا تحزن فـربُّ الخير لا يأتي إلا بخير.
إن المؤمن يتقلّب بين مقام الشكر على النعماء ، وبين مقام الصبر على البلاء .
فيعلم علم يقين أنه لا اختيار له مع اختيار مولاه وسيّده ومالكه سبحانه وتعالى .
فيتقلّب في البلاء كما يتقلّب في النعماء ، وهو مع ذلك يعلم أنه ما مِن شدّة إلا و تزول ،
وما من حزن إلا ويعقبه فرح و سرور، وأن مع العسر يسرا ، وأنه لن يغلب عسر يُسرين .{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً،إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} الشرح
فلا حزن يدوم ولا سرور *** ولا بؤس يدوم ولا شقاء.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "إنَّ الله تعالى قال: إذا ابْتَلَيْتُ عبدي بحبيبتَيه فصبر عَوَّضْتُه منها الجنة" يريد عينيه" رواه البخارى
وقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَالَ اللَّهُ : يَا مَلَكَ الْمَوْتِ قَبَضْتَ وَلَدَ عَبْدِي ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : قَبَضْتَ قُرَّةَ عَيْنِهِ ، وَثَمَرَةَ فُؤَادِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَمَا قَالَ ؟ قَالَ : حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ . قَالَ : ابْنُوا لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ " قال الترمذى: هذا حديث حسن غريب " .
أما مَن سَخِطَ ولم يرضَ بقضاء الله وقدره فقد حُرِمَ الأجرَ وفاته الخير.
فالمؤمن يرى المنح في طيّـات المحن ويرى تباشير الفجر فى حُلكة الليل ، ويرى في سُمّ الحية الترياق ، وفي لدغة العقرب دواء ، ولسان حاله :
مسلمٌ يا صعاب لن تقهريني *** صارمي قاطع وعزمي حديد .
كيف يهون أو يضعف أو يظن بربه شرا وربه القائل {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران139
ينظر أعلى دائما فيرى تباشير النصر رغم تكالب الأعداء ، وينظر في جثث القتلى فيرى الدم نوراً
ويشمّ رائحة الجنة دون مقتله ويرى القتل فــوزاً وشهادة.
في الصحيحين عن حرام بن ملحان - رضي الله عنه - لما طُعن : قال :فُـزت وربّ الكعبة !
عندها تساءل الكافر جبار بن سلمى: وأي فوز يفوزه وأنا أقتله ؟!
أجابوه : هو رأى ما لم تـرَ ونظر إلى ما لم تنظر وأمّـل ما لم تؤمِّـل.
كان على وشك الشماتة فيه ، فذهب سروره بقتله لما رأى فرحه بشهادته
فما كان من الكافر إلا أن أسلم فسبحان من لطف ودبر الخير لهما.
 
Top