الاسلام ضد الارهاب

Status
Not open for further replies.

ayman

La Ilaha Illa Allah
Staff member
بيان من هيئة كبار العلماء حول الارهاب

بيان من هيئة كبار العلماء حول الخلايا الارهابية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .. اما بعد :


فان مجلس هيئة كبار العلماء فى دورته التاسعة والخمسين التى انعقدت في مدينة الطائف ابتداء من تاريخ 11 / 6 / 1424ه- قد استعرض ما جرى مؤخرا في المملكة العربية السعودية من تفجيرات استهدفت تخريبا وقتل اناس معصومين واحدثت فزعا وازعاجا .

كما استعرض ما اكتشف من مخازن للاسلحة ومتفجرات خطيرة معدة للقيام باعمال تخريب ودمار فى هذه البلاد التى هى حصن الاسلام وفيها حرم الله وقبلة المسلمين ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولان مثل هذه الاستعدادات الخطيرة المهياة لارتكاب الاجرام من اعمال التخريب والافساد فى الارض مما يزعزع الامن ويحدث قتل الانفس وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة ويعرض مصالح الامة لاعظم الاخطار ونظرا لما يجب على علماء البلاد من البيان تجاه هذه الاخطار من وجوب التعاون بين كافة افراد الامة لكشفها ودفع شرها والتحذير منها وتحريم السكوت عن الابلاغ عن كل خطر يبيت ضد هذا الامن راى المجلس وجوب البيان لامور تدعو الضرورة الى بيانها فى هذا الوقت براءة للذمة ونصحا للامة واشفاقا على ابناء المسلمين من ان يكونوا اداة فساد وتخريب واتباعا لدعاة الضلالة والفتنة والفرقة وقد اخذ الله تعالى على اهل العلم المثياق ان يبينوا للناس قال الله سبحانه // واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه // .

لذلك كله وتذكيرا للناس وتحذيرا من التهاون فى امر الحفاظ على سلامة البلاد من الاخطار فان المجلس يرى بيان ما يلى . .

اولا : ان القيام باعمال التخريب والافساد من تفجير وقتل وتدمير للممتلكات عمل اجرامى خطير وعدوان على الانفس المعصومة واتلاف للاموال المحترمة فهو مقتض للعقوبات الشرعية الزاجرة الرادعة عملا بنصوص الشريعة ومقتضيات حفظ سلطانها وتحريم الخروج على من تولى امر الامة فيها يقول النبى صلى الله عليه وسلم // من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة او يدعو الى عصبة او ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على امتى يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفى لذى عهد عهده فليس منى ولست منه // اخرجه مسلم .

ومن زعم ان هذه التخريبات وما يراد من تفجير وقتل من الجهاد فذلك جاهل ضال فليست من الجهاد فى سبيل الله فى شيء.ومما سبق فانه قد ظهر وعلم ان ما قام به اولئك ومن وراءهم انما هو من الافساد والتخريب والضلال المبين وعليهم تقوى الله عز وجل والرجوع اليه والتوبة والتبصر فى الامور وعدم الانسياق وراء عبارات وشعارات فاسدة ترفع لتفريق الامة وحملها على الفساد وليس فى حقيقتها من الدين وانما هى من تلبيس الجاهلين والمغرضين وقد تضمنت نصوص الشريعة عقوبة من يقوم بهذه الاعمال ووجوب ردعه والزجر عن ارتكاب مثل عمله ومرد الحكم بذلك الى القضاء .

ثانيا : واذ تبين ما سبق فان مجلس هيئة كبار العلماء يؤيد ما تقوم به الدولة اعزها الله بالاسلام من تتبع لتلك الفئة والكشف عنهم لوقاية البلاد والعباد شرهم ولدرء الفتنة عن ديار المسلمين وحماية بيضتهم ويجب على الجميع ان يتعاونوا فى القضاء على هذا الامر الخطير لان ذلك من التعاون على البر والتقوى الذى امرنا الله به فى قوله سبحانه // وتعاونواعلى البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب // . ويحذر المجلس من التستر على هؤلاء او ايوائهم فان هذا من كبائر الذنوب وهو داخل فى عموم قول النبى صلى الله عليه وسلم // لعن الله من اوى محدثا// متفق عليه وقد فسر العلماء // المحدث // فى هذا الحديث بانه من ياتى بفساد فى الارض .فاذا كان هذا الوعيد الشديد فيمن اواهم فكيف بمن اعانهم او ايد فعلهم

ثالثا : يهيب المجلس باهل العلم ان يقوموا بواجبهم ويكثفوا ارشاد الناس فى هذا الشان الخطير ليتبين بذلك الحق . رابعا . . يستنكر المجلس ما يصدر من فتاوى واراء تسوغ هذا الاجرام او تشجع عليه لكونه من اخطر الامور واشنعها وقد عظم الله شان الفتوى بغير علم وحذر عباده منها وبين انها من امر الشيطان قال تعالى // يا ايها الناس كلوا مما فى الارض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين انما يامركم بالسوء والفحشاء وان تقولوا على الله ما لا تعلمون // ويقول سبحانه // ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب اليم // ويقول جل وعلا // ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا // وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال // من دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه لا ينقص من اثامهم شيئ // متفق عليه .
 

ayman

La Ilaha Illa Allah
Staff member
رابعا : ومن صدر منه مثل هذه الفتاوى او الاراء التى تسوغ هذا الاجرام فان على ولى الامر احالته الى القضاء ليجرى نحوه ما يقتضيه الشرع نصحا للامة وابراء للذمة وحماية للدين وعلى من اتاه الله العلم التحذير من الاقاويل الباطلة وبيان فسادها وكشف زورها ولا يخفى ان هذا من اهم الواجبات وهو من النصح لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم ويعظم خطر تلك الفتاوى اذا كان المقصود بها زعزعة الامن وزرع الفتن والقلاقل ومن القول فى دين الله بالجهل والهوى لان ذلك استهداف للاغرار من الشباب ومن لا علم عنده بحقيقة هذه الفتاوى والتدليس عليهم بحججها الواهية والتمويه على عقولهم بمقاصدها الباطلة وكل هذا شنيع وعظيم فى دين الاسلام ولا يرتضيه احد من المسلمين ممن عرف حدود الشريعة وعقل اهدافها السامية ومقاصدها الكريمة وعمل هؤلاء المتقولين على العلم من اعظم اسباب تفريق الامة ونشر العداوات بينها .

خامسا : على ولى الامر منع الذين يتجراون على الدين والعلماء ويزينون للناس التساهل فى امور الدين والجراة عليه وعلى اهله ويربطون بين ما وقع وبين التدين والمؤسسات الدينية . وان المجلس ليستنكر ما يتفوه به بعض الكتاب من ربط هذه الاعمال التخريبية بالمناهج التعليمية كما يستنكر استغلال هذه الاحداث للنيل من ثوابت هذه الدولة المباركة القائمة على عقيدة السلف الصالح والنيل من الدعوة الاصلاحية التى قام بها شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله .

سادسا : ان دين الاسلام جاء بالامر بالاجتماع واوجب الله ذلك فى كتابه وحرم التفرق والتحزب يقول الله عز وجل // واعتصموا بحبل الله جميعاولا تفرقوا // ويقول سبحانه // ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شيء // فبرا الله رسوله صلى الله عليه وسلم من الذين فرقوا دينهم وحزبوه وكانوا شيعا وهذا يدل على تحريم التفرق وانه من كبائر الذنوب

وقد علم من الدين بالضرورة وجوب لزوم الجماعة وطاعة من تولى امامة المسلمين فى طاعة الله يقول الله عز وجل // يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم // وعن ابى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم // عليك السمع والطاعة فى عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك .... // اخرجه مسلم وعن ابى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم // من اطاعنى فقد اطاع الله ومن عصانى فقد عصى الله ومن يطع الامير فقد اطاعنى ومن يعصى الامير فقد عصانى // متفق عليه وقد سار على هذا سلف الامة من الصحابة رضى الله عنهم ومن جاء بعدهم فى وجوب السمع والطاعة .

لكل ما تقدم ذكره فان المجلس يحذر من دعاة الضلالة والفتنة والفرقة الذين ظهروا فى هذه الازمان قلبوا على المسلمين امرهم وحرضوهم على معصية ولاة امرهم والخروج عليهم وذلك من اعظم المحرمات يقول النبى صلى الله عليه وسلم // انه ستكون هنات وهنات فمن اراد ان يفرق امر هذه الامة وهى جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان // اخرجه مسلم وفى هذا تحذير لدعاة الضلالة والفتنة والفرقة وتحذير لمن سار فى ركابهم عن التمادى فى الغى المعرض لعذاب الدنيا والاخرة والواجب التمسك بهذا الدين القويم والسير فيه على الصراط المستقيم المبنى على الكتاب والسنة وفق فهم الصحابة رضى الله عنهم ومن تبعهم باحسان ووجوب تربية النشء والشباب على هذا المنهاج القويم والصراط المستقيم حتى يسلموا بتوفيق من الله من التيارات الفاسدة ومن تاثير دعاة الضلالة والفتنة والفرقة وحتى ينفع الله بهم امة الاسلام ويكونوا حملة علم وورثة للانبياء واهل خير وصلاح وهدى ويكرر التاكيد على وجوب الالتفاف حول قيادة هذه البلاد وعلمائها ويزداد الامر تاكدا فى مثل هذه الاوقات اوقات الفتن كما يحذر الجميع حكاما ومحكومين من المعاصى والتساهل فى امر الله فشان المعاصى خطير وليحذروا من ذنوبهم وليستقيموا على امر الله ويقيموا شعائر دينهم يامروا بالمعروف وينهوا عن المنكر .


وقى الله بلادنا وجميع بلاد المسلمين كل سوء وجمع الله كلمة المسلمين على الحق والهدى وكبت الله اعداءه اعداء الدين ورد كيدهم فى نحورهم انه سبحانه سميع قريب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن سار على دربه واقتفى اثره الى يوم الدين .


هيئة كبار العلماء


رئيس المجلس : عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد ال الشيخ


صالح بن محمد اللحيدان < - - - - - - - - - - - - - - - - - -> عبدالله بن سليمان المنيع


عبدالله بن عبدالرحمن الغديان < - - - - - - - - - - - - - > د. صالح بن فوزان الفوزان


حسن بن جعفر العتمى < - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -> محمد بن عبدالله السبيل


د. عبدالله بن محمد بن ابراهيم ال الشيخ < - - - - - - - - - - > محمد بن سليمان البدر


د.عبدالله بن عبدالمحسن التركى < - - - - - - - - - - - - - - > محمد بن زيد ال سليمان


د. بكر بن عبدالله ابو زيد : لم يحضر لمرضه < - -> د. عبدالوهاب بن ابراهيم ابوسليمان


د. صالح بن عبدالله بن حميد < - - - - - - - - - - - - -> د. احمد بن على سير المباركى


د. عبدالله بن على الركبان < - - - - - - - - - - - - - - - > د. عبدالله بن محمد المطلق
 

beauty islam

New Member
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
امابعد......1
الاسلام يهدد من قبل ناس لم يحبو الاسلام ولى المسلمين يكينون لنا كل الحقد والعنف بسبب المعدقدات الخاطئه حول الاسلام فاصبحو يقومون بجرائم قذره ويلبسونها الى الاسلام الذي كانت رسالته الرحمه والاحسان والاحترام فاي عقل يصدق ان اي انسان قد يقتل ويدمر ماله وارضه وجيرانه واناس من عقيدته
فقط اريد جوابا على ما سبق فعند اذن لن نجد الى انه هناك من يريد للاسلام الدمار وتخريب صورته الجميله الرائعه لتسامح والغفران ولاكن هناك الذين يحبوووووووووون هذا الدين ال ال ال لا اسطيع ان اوصف الدين الاسلامي لاني مهما وصفته سوف اكون مقصر في وصفه فابذن الله ان تصل رسالة الاسلام الى هاؤلاء الذين يحاربون الدين الاسلامي ويعرفون الحقيقه ويتوقفون عن القتل والتدمير وواجبنا نحن المسلمين ان نوصل هذه الرساله الخالصه
احبو الاسلام وكونو مخلصين
 

ayman

La Ilaha Illa Allah
Staff member
وقفات مع حديث نبوي عظيم حول التكفير

وقفات مع حديث نبوي عظيم حول التكفير


الشيخ علي الحدادي





الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه
أما بعد:
عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن ما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه وكان ردءاً للإسلام غيّره إلى ما شاء الله فانسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك. قال قلت يا نبي الله أيهما أولى بالشرك المرمي أم الرامي؟ قال: بل الرامي) رواه ابن حبان في صحيحه.وقال ابن كثير عن إسناده هذا إسناد جيد ، وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد وصححه الألباني رحمهم الله.
أيها القراء الكرام إن هذا حديث عظيم القدر لأنه يشخص مرضاً من أفتك أمراض العصر، ألا وهو مرض التكفير بغير حق، ثم ما ترتب على التكفير من استحلال الدماء والأموال وإشاعة الفوضى والرعب في بلاد المسلمين.
ولنا معه في هذا المقام عدد من الوقفات:
أولاً: إن نبي الله صلوات الله وسلامه لم يكن ينطق عن هوى بل كان ما جاء به وحي أوحاه الله إليه والله علام الغيوب لا تخفى عليه خافية ماضية أو حاضرة أو مستقبلة.
وقد سبق في علمه سبحانه أن سيكون في هذه الأمة من سيكفر المسلمين بغير حق ويسفك دماءهم بغير حق فلذا حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الفتنة حتى نكون على بينة وبصيرة منها فلا تجرفنا تياراتها ولا تهلكنا أعاصيرها حيث نرى أنها الحق وأن ما خالفها هو الباطل.
ثانياً: هذا الرجل الذي تخوفه علينا النبي صلى الله عليه وسلم كان من شأنه أنه قرأ القرآن أي حفظ حروفه وأتقن قراءتها وكان ردءاً للإسلام أي صاراً ناصراً للإسلام ومدافعاً عنه وذاباً عنه بأي نوع من أنواع النصرة بتعليمه القرآن أو جهاده بالقلم أو بالسيف أو بغير ذلك من الوسائل. ولا شك أن فتنة هذا الصنف أعظم من فتنة غيره لأنه محسوب على الإسلام، يتكلم بلسان الدين، ويلبس عباءة الدين، فالناس أسرع له تصديقاً، وأعظم به ثقة، بخلاف من عرف بتهتكه وفجوره وفسوقه وانسلاخه فهذا لا يقبل منه ولا يلتفت إليه ولا يؤبه به بل لا يزيده حربه للدين إلا مقتاً عند الناس وانحطاطاً في أعينهم.
ثالثاً: هذا الرجل بعد أن قرأ القرآن وصار منه ما صار من خدمة الإسلام غيره إلى ما شاء الله أما تغيير حروفه فلا يستطيع لأنه سرعان ما يفتضح فالقرآن محفوظ ولو غيرت نسخه أو عشر أو مئة فكتاب الله محفوظ في المصاحف وفي الصدور والحمد لله كما قال تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ويدخل القرآن في الذكر دخولاً أولياً.
ولكن هذا الرجل غيّر تأويل القرآن وحرف معانيه ونزل آياته على غير محاملها الصحيحة، ومن ذلك مثلاً أن جعل الكبائر بمنزلة الكفر فكفر بالمعاصي، وبناء على ذلك تجده يكفر المسلمين بغير حق.
ومن ذلك مثلاً أن يفسر الآية تفسيراً مجملاً عاماً مع أنها تحتمل أكثر من معنى لا يستقيم المعنى الصحيح لها إلا بالتفصيل مثل قوله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) فيفسرها تفسيراً عاماً فيكفر كل من حكم بغير ما أنزل الله وهذا من أبطل الباطل إن العالم المجتهد إذا أفتى وأخطأ في فتواه فقد حكم بغير ما أنزل الله فهل يكون بذلك كافراً معاذ الله. بل هو مأجور عند الله أجراً واحداً لاجتهاده.
إن السلف الصالح فسروا هذه الآية بما مقضاه أن الحاكم يكفر إذا حكم بغير ما أنزل الله إذا كان مستحلاً والعياذ بالله أما إذا لم يستحل فهو من باب كفر دون كفر كما قاله ابن عباس وغيره أي كفر لكنه دون الكفر الأكبر، أما إذا كان خطئاً في الاجتهاد من له حق الاجتهاد فهذا مأجور على اجتهاده مغفور له خطأه.
ومن أمثلة تحريف معاني القرآن عند هذا الصنف من الناس أن يأتي إلى النص الشرعي الذي يخاطب ولاة الأمور فينزله الواحد منهم على نفسه ومثال ذلك أن الله تعالى قال في كتابه (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال) فيقوم الواحد منهم وهو في ظل دولة لها إمام فيحرض الناس على ما يسميه هو جهاداً بدون أن يخوله ولي أمر المسلمين بذلك ويقول أنا أمتثل قول الله تعالى (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال) ولا شك أن هذا باطل من القول وإذا أردت أن تعرف بطلانه فانظر هل كان الصحابة يعلنون الجهاد من عند أنفسهم أم كانوا ينتظرون أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم يجاهدون بأمره ويكفون بأمره . أفهؤلاء القوم أحرص على تطبيق القرآن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لا . ولكن منع أولئك العلمُ والتقوى والوقوفُ عند حدود الله.
إن الله خاطب نبيه بالتحريض على القتال باعتبار أنه ولي أمر المسلمين وإمامهم ، وهو خطاب من بعده لأولي الأمر فأمر الجهاد موكول إليهم باتفاق الأئمة قال صلى الله عليه وسلم (الإمام جنة يقاتل من ورائه).
ومن أمثلة تغيير معاني القرآن أنهم يجيئون إلى آيات النهي عن موالاة الكفار فأدخلوا في الموالاة المحرمة التعامل المباح الذي دل الكتاب والسنة على إباحته، فإذا تعاقدت الدولة المسلمة مع الدولة الكافرة قالوا هذا كفر وردة مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما قدم المدينة أبرم اتفاقية حسن الجوار مع يهود المدينة ثم أبرم عهد الصلح مع مشركي قريش في الحديبية.
وإذا حصل التبادل التجاري مع الدولة الكافرة قالوا هذه موالاة وحرموا على الناس شراء المنتجات التي تأتي من دول الكفر مع النبي صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي اشترى منه ثلاثين صاعاً من شعير فلم يكن عنده قيمته فرهن لديه درعه صلوات الله وسلامه عليه.
فهذه بعض صور تغيير معاني القرآن الكريم التي ضلوا بسببها وأضلوا كثيراً ممن لا فقه عنده ولا علم ولا بصيرة.
رابعاً: هذا التغيير لمعاني القرآن ولأحكام الشريعة له سببان رئيسان الأول: الجهل وسبب الجهل هو عدم تلقي العلم على أهل العلم والسنة بل يرمي الشاب نفسه على جهال مثله يتلقى على أيديهم. أو ينعزل على كتبه يقرؤوها دون وعي ولا بصيرة والله أمرنا بالرجوع إلى أهل الذكر أما تلقي العلم عن طرق الكتب وحدها أو الأشرطة وحدها أو مواقع النت وحدها ونحو ذلك فهذه لا تخرج إلا جهالاً ضلالاً إلا من عصمه الله تعالى.
إن كثيراً ممن يقتدي بهم بعض شبابنا وفتياتنا هم في الأصل من الجهال الذين لم يتلقوا العلم الشرعي على أهله بل إن فتشت اكتشفت بأن هذا تخصصه في الزراعة وذاك تخصصه في التجارة وإدارة المال والثالث تخصصه في علم النفس والرابع تخصصه فن و تمثيل والخامس تخصصه عربدة وتفحيط وبين عشية وضحاها وإذا هم أصحاب فتوى وتوجيه وصاروا مرجعاً للناس تعقد لهم المحاضرات والدروس وتصدر لهم الأشرطة وأصبح لهم جمهور عريض ترد من أجل كلماتهم فتاوى أهل العلم بل ترد لأجلهم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
السبب الثاني: الهوى فبعض الناس يكون عنده علم لكنه يفتقد المصداقية فيحرف معاني الشريعة لمصلحة شخصية أو مصلحة حزبية والعياذ بالله ولهذا تجد هذا الصنف كثيري التلون والتشكل كل يوم لهم وجه كل يوم لهم موقف، لا أقول في المسائل الفقهية التي يدخلها الاجتهاد ولكن في المسائل العقدية المحسومة التي لا تقبل إلا التسليم والانقياد.
فعلى المسلم أن يجتهد في طلب العلم قبل أن يتكلم في دين الله، وعليه أن يلتزم الصدق والتقوى وأن يمشي على مقتضى العلم لا الهوى.
خامساً: من هنا ندرك أن حفظ القرآن وحده لا يكفي، بل لابد من شيء هو أعظم من الحفظ ألا وهو الفقه فيه ومعرفة أحكامه ومعانيه، ولهذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمعون بين الحفظ والعلم فإذا تعلموا بضع آيات لم يتجاوزوا تلك الآيات حتى يتعلموا فقهها وأحكامها فجمعوا بين العلم والعمل والإيمان.
وليس معنى كلامي التهوين من شأن حفظ القرآن معاذ الله ولكن التنبيه إلى ضرورة الجمع بين الحفظ والفهم حتى لا ينزل القرآن على غير منازله. والنبي صلى الله عليه وسلم بين أن من أبرز صفات الخوارج قراءة القرآن دون فقه ولا فهم يقرؤون القرآن ولا يجاوز حناجرهم أو تراقيهم.
سادساً: هذا الرجل الذي تخوفه علينا النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتف بأن ضل في نفسه بل تعامل مع الناس على ضوء ذلك الضلال فقام على جاره أي أخيه المسلم فكفره أي بغير حق ولم يكتف بذلك بل قام عليه بالسيف فقتله فأي فساد بعد هذا.
هذا الذي كان ينظر إليه بالأمس نظرة احترام وتوقير وتقدير يقوم على من كان يوقره لفضله وقراءته القرآن فيقتله معتقداً كفره ولم يقف الأمر عند قتل جاره وأخيه ، بل وصل الأمر إلى أدهى من ذلك لقد افتخر بعض هؤلاء بأنه ذبح أباه وأمه في الله تعالى. نعم وصل الحال ببعضهم إلى هذه الدركة والعياذ بالله. ذبح أبويه وهما من أهل لا إله إلا الله ولم يكن لهما ذنب إلا أنه اعتنق فكر التكفير فكفر أباه وأمه ثم تقرب إلى الله بسفك دمائهما تدليلاً على أنه لا تأخذه في الله لومة لائم وتأكيداً على أنه لا يحابي في دين الله أحداً ولو كان أباه أو أمه فهل رأيتم أو سمعتم بمثل هذا الضلال والانحراف. فأين هذا من الأمر بالإحسان إلى الوالدين ولو كانا مشركين ولو جاهداك على أن تشرك بالله كما جاء به نص الكتاب الكريم.
انظروا إلى هذه الفئات اليوم كيف كفرت العلماء وولاة الأمور ورجال المباحث ورجال الأمن بل المجتمع كله عند بعضهم ثم استحلوا سفك دمائهم. إنه الأمر نفسه الذي تخوفه علينا النبي صلى الله عليه وسلم وصدق الله وبلغ رسوله عليه الصلاة والسلام.
سابعاً: في الحديث تحذير بالغ لكل من تسول له نفسه أن يكفر المسلمين بغير حق بأنه الأحق بالكفر والأولى به والعياذ بالله فإن من كفر مسلماً بغير حق رجع تكفيره عليه فليقدم أو ليحجم.
ثامناً: على المسلم أن يتبصر في هذا الفكر وفي رموزه وفي تنظيماته وليرجع إلى كبار العلماء فإننا نعيش فتنة عامة جرفت كثيراً من الناس لا سيما من الشباب.
تأملوا في هذه التنظيمات ماذا جرت على المسلمين من الويلات ماذا جرت عليهم من الفتن والدمار؟!
سلوا أنفسكم هل استفاد منهم المسلمون؟ هل حرروا فلسطين؟ هل رفعوا الظلم عن المستضعفين؟ هل أعانوا المنكوبين؟ هل عمروا المساجد وشيدوا المدارس؟ هل نشروا التوحيد وحاربوا لبدع ؟ هل فتحوا للإسلام بلاداً جديدة؟ هل هيئوا للمسلمين حياة سعيدة؟ هل ازداد المسلمون بسببهم ألفة ومحبة وترابطاً وأخوة ؟.
أم أنهم ما دخلوا بلدة إلا أفسدوها وفرقوا كلمة أهلها وأشاعوا الفتنة والخراب في أرجائها وتعاونوا مع كل مفسد مجرم فصاروا بذلك ذريعة لأعداء الإسلام للإفساد في أرض المسلمين.
تأملوا في مكايدهم ومخططاتهم وتفاهة أفكارهم بالأمس يقولون أخرجوا المشركين من جزيرة العرب واليوم يقولون دمروا آبار النفط وأدخلوا المشركين جزيرة العرب؟ لماذا؟ حتى يفتكون بهم بزعمهم ؟ سلوهم هل استطاعوا أن يحرروا أفغانستان حتى يزعموا أن في قدرتهم إخراجَهم من جزيرة العرب بعد أن يستدرجوهم إليها ؟ فأين العقول أين البصائر؟ أين التجرد للحق؟
أيها الإخوة من المستفيد لو تمت هذه المؤامرات التي تحاك ضد بلادكم وأوطانكم من؟ والله لن يستفيد منها إلا اليهود والصهاينة وأذنابهم.
وقبل أن أختم أحب أن أطرح عليكم سؤالاً بالغ الأهمية أتدرون من هو هذا الرجل الذي خافه علينا الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
إنه ليس شخصاً واحداً بعينه ولكنه كل من انطبقت عليه هذه الصفات فاحذر أخي الكريم أن تكون هو.
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.
علي بن يحيى الحدادي
إمام وخطيب جامع أم المؤمنين بالرياض
www.haddady.com




 

ayman

La Ilaha Illa Allah
Staff member
ابن لادن (إمام الخوارج) لا إمام المجاهدين!

ابن لادن (إمام الخوارج) لا إمام المجاهدين!




د. إبراهيم بن عبدالله المطلق



يكرر البعض ممن خدع بشيخ الخوارج وإمامهم أسامة بن لادن بأنه إمام المجاهدين وشيخ المرابطين ولا شك أن هذا اللقب لا يستحقه ابن لادن وليس أهلا له وحقيقة ما يستحق أنه إمام الخوارج المعاصرين فقد شق العصا وفرق الكلمة وكفر المسلمين الموحدين من الولاة والعلماء وخصوصاً ولاة وعلماء هذا البلد الكريم والذين هم أقرب الناس إلى الاستقامة والصلاح الظاهر والباطن وأصدق الناس في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأشد الناس عملاً بالكتاب والسنة وتمسكا بأحكامهما.



كيف يكون ابن لادن مجاهدا وقد خرج على إمام المسلمين وخلع بيعته وحكم بكفره وكيف يكون مجاهدا وقد تهجم على الإمام العلامة سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله متهما إياه بالمداهنة للحكام المرتدين وكيف يكون مجاهداً وقد خالف أحكام الجهاد التي بينها أئمة السلف وعلماء الخلف الربانيون وآكدها أن يكون الجهاد خلف الإمام الأعظم كما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم طيلة حياته الجهادية عليه الصلاة والسلام وكما كان في عهد الخلفاء الراشدين طيلة الخلافة الراشدة وكما كان في عهد دولتي بني أمية وبني العباس وتلكم هي القرون المفضلة التي زكاها النبي صلى الله عليه وسلم وحث على التأسي بها وهذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة في الجهاد في سبيل الله تعالى.



من المؤسف أن هناك من بني جلدتنا وممن هو محسوب على طلبة العلم ما زال يقرر ويؤكد مكانة ابن لادن ويردد عبارات أنه إمام المجاهدين وشيخ المرابطين وغيرها من العبارات محاولا التغرير بأكبر عدد ممكن من صغار السن ليزج بهم في غياهب الضلال الفكري والانحراف العقدي ولينهي دقائق حياتهم في عمليات انتحارية ببلاد الرافدين أو مشاركات قتالية في فتح الإسلام أو يزج بهم في غياهب سجون بعض الدول المتربصة بنا وبدولتنا وشعوبنا.



أي جهاد يحمل لواءه إمام الخوارج مخالفاً به كل أحكام ونصوص الجهاد التي جاء بها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.



أي جهاد يحمل لواءه إمام الخوارج مؤكد فيه للناشئة وجوب عقوق الوالدين للمشاركة في الجهاد المعاصر مبينا - فقيه الخوارج - بأنه واجب عيني يجب معه عقوق الوالدين مخالفاً نصوص القرآن الكريم في وجوب بر الوالدين ومن ذلك قوله تعالى "وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا".



وهل هناك جهاد أعظم وأفضل وأعلى درجة ومنزلة من الجهاد مع إمام المجاهدين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وحينما جاءه رجل يستأذنه بالجهاد معه سأله عن والديه أحيين هما قال نعم فأجابه عليه السلام بقوله "ارجع إليهما ففيهما فجاهد".



الكثير ممن زج بهم شيخ الضلال ابن لادن في قضية الجهاد اعترفوا بعقوقهم لوالديهم وقد أثمر هذا العقوق مرضا مزمنا لأحد الوالدين أو كلاهما بل أثمر عن وفاة بعض الوالدين متأثراً بمصيبة ابنه فما مصير هذا العاق بين يدي مولاه يوم أن تتطاير الصحف وقد قدم على ربه عاقا لوالديه بحجة الجهاد في سبيل الله تعالى على معتقد الخوارج.



الكثير ممن خدع بجهاد شيخ الخوارج يرتكب مخالفات كبيرة في سبيل الانضمام إلى ركب المجاهدين فنجده لا يبالي في شأن الصلاة والتي هي الركن الثاني من أركان هذا الدين فربما أهملها فترة من الزمن وتجده يصر على حق لحيته مخالفا سنة النبي صلى الله عليه وسلم ليوهم السلطات وتجده يزور جواز السفر مخالفاً للأنظمة ومرتكبا معصية صريحة لولي الأمر فأي جهاد حقيقي لا يمكن القيام به إلا بترك الواجبات وارتكاب المحرمات والمنهيات مما هي أهم من الجهاد كالصلاة وبر الوالدين وغيرهما.



ألم يأن لناشئتنا أن يتفقهوا في دينهم وأن يسألوا أهل الذكر من كبار العلماء وأهل الفتيا فيما التبس عليهم من قضايا عقدية وشرعية هامة ربما قدموا فيها أراوحهم على أكفهم بحثاً عن الدرجات العلا في الجنة.



ألم يأن لناشئتنا أن يكونوا على مستوى من الكياسة والفطنة والذكاء والدهاء ليحذروا دعاة الفتنة والضلال الذين يسعون جاهدين للزج بهم في فتن ومحن بعض الدول المنكوبة المجاورة وغيرها ولو سأل أحدهم لم لا تذهب أنت أو ترسل ابنك لحار بالجواب وتلعثم في الرد.



ألم يأن لناشئتنا أن يحذروا المواقع المشبوهة في شبكة الانترنت والتي تحرض ليل نهار على الانضمام لكتائب جهاد أئمة الخروج والتكفير وتصف الانتحاريين بالشهداء إمعانا في تضليل الآخرين ودعوتهم للتسجيل المبكر في هذه العمليات القتالية دون شرط أو قيد أو نسبة معينة في شهادة الثانوية العامة.



إن من المؤسف أن تأتي الإحصائيات بعدد لا بأس به من أبنائنا وفلذات أكبادنا قد جندوا لعمليات انتحارية في العراق وفي لبنان وفي أفغانستان وغيرها من بلدان العالم.



ألا يدل ذلك على وجود خيانة عظمى وخلل واضح وتقصير كبير في المؤسسات المناط بها توجيه الأمة وتربيتها وتعليمها ونصحها وإصلاحها.



أليس من الخيانة أن تبقى المؤسسات الأمنية وحيدة في الميدان لمعالجة هذا الخلل ومتابعة ومطاردة كل شخص يخشى تورطه في انحراف فكري ربما جره إلى الفرار إلى إحدى جبهات الفتنة والتفجير في إحدى دول الجوار.



أؤكد أن ناشئتنا فقط هم المستهدفون وأبناؤنا فقط هم وقود الفتنة والتفجير في تلكم البلدان فلِم لا يحاسب الخونة والمضللون ومروجو فكر تنظيم القاعدة وعملياته الانتحارية أشد المحاسبة ويطبق في حقهم أشد أنواع العقوبة لنبقي على البقية الباقية من صغارنا وفلذات أكبادنا؟!. والله من وراء القصد.



جريدة الرياض - الخميس 26 رجب 1428هـ - 9 أغسطس 2007م - العدد 14290.

 

ayman

La Ilaha Illa Allah
Staff member
الإنتحار ليس أستشهاداُوقتل المعاهدليس ج&

فضيلةالشيخ صالح الفوزان"الإنتحار ليس أستشهاداُوقتل المعاهدليس جهاداًوالأسماءلاتغيرالحقا ئق"

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان*

عضو هيئة كبار العلماء

الأسماء لا تغير الحقائق .


إن من المغالطات المكشوفة تسمية الأشياء بغير اسمها تلبيسا على الناس وتغريراً بالجهال ، ومن ذلك تسمية التخريب والاعتداء على الناس وسفك الدماء المحرمة وإتلاف الممتلكات مما تقوم به تلك الفئة الضالة ويسمون ذلك جهادا في سبيل الله ويسمون الانتحار استشهاداً ، وربما ينخدع بعض الناس خصوصاً صغار السن بهذا التضليل وينخرطون معهم في الإفساد في الأرض ونقول لهؤلاء ومن اغتر بهم :




أولاً :



الجهاد في سبيل الله هو قتال الكفار والمشركين لإزالة الشرك ونشر التوحيد بعد دعوتهم إلى الله وامتناعهم من قبول الدعوة ، وتنظيم الجهاد والإشراف عليه من صلاحيات إمام المسلمين ، لأن الذي تولاه في عصور الإسلام كلها هم ولاة الأمور، ابتداء بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه ومن جاء بعدهم من ولاة أمور المسلمين ، وليس الجهاد فوضى ، كل يقوم به ويأمر به ، والله تعالى يقول : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ } (38) سورة التوبة ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (وإذا استنفرتم فانفروا) فلا يجوز للمسلم أن يجاهد إلا إذا استنفر للجهاد والذي يستنفر هو ولي أمر المسلمين ، إذا توفرت شروط الجهاد وزالت موانعه .




ثانياً :





الجهاد لا يكون بقتل المسلمين والمستأمنين ، وإنما يكون مع الكفار المحاربين ، وأما قتل المسلمين والكفار المستأمنين فإنه عدوان وظلم ، والله قد حرم العدوان والظلم في حق المسلم والكافر ، وليس هذا العدوان جهادا في سبيل الله ، وإنما هو جهاد في سبيل الشيطان ، والمسلم لا يرضى أن يكون من جند الشيطان ومن أولياء الشيطان .




ثالثاً :





لا يجوز قتل الكافر المستأمن والمعاهد والذمي بحجة أن الكفار الآن يقتلون المسلمين كما يحتج بذلك الجهال ، لأن الله تعالى يقول : { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } (164) سورة الأنعام ، وهذا من فعل الجاهلية الذين كانوا يقتلون البريء بحجة الانتقام من المجرم ، وأيضا هذا قتل لمن يحرم قتله .




رابعاً :



الانتحار ليس استشهاداً لأن المنتحر يتعمد قتل نفسه ، ومن قتل نفسه فهو متوعد بالنار كما صحت بذلك الأحاديث والله تعالى يقول :{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا } (169) سورة آل عمران ، ولم يقل قتلوا أنفسهم ، والمقتول في سبيل الله مأجور ، وقاتل نفسه آثم ففرق بين الحالتين ، ولا يسوي بينهما إلا ملبس أو جاهل .. فنصيحتي لهؤلاء الذين غُرِّر بهم وخدعوا بهذا الفكر المنحرف أن يرجعوا إلى صوابهم ، ويتوبوا إلى ربهم ويلقوا سلاحهم ويضعوا أيديهم بأيدي إخوانهم ، وولاة الأمور - حفظهم الله - قد وعدوا من سلم نفسه تائباً أنه سيعامل معاملة خاصة .. والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .

المصدر : جريدة الجزيرة السعودية العدد 11590الثلاثاء 4/5/1425 هـ .
 

ayman

La Ilaha Illa Allah
Staff member
مفتي عام المملكة: لا يجوز إنشاء المواقع لل&#15

لا يجوز إنشاء المواقع للعدوان وتضليل الآخرين ونشر الأفكار الهدامة




سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ



مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء
يقول سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ : (شبكة الإنترنت من وسائل الاتصالات الحديثة السريعة في إيصال المعلومات الواسعة من حيث الانتشار وسهولة الوصول إليها وهي إن استغلت في الخير والدعوة إلى الله ونشر دين الله في أصقاع الأرض من قبل الأفراد والمؤسسات الإسلامية المختلفة ، فلا شك أنها من الجهاد في سبيل الله بالبيان واللسان ويجب على المسلمين استغلالها وتسخيرها لهذا الغرض الخير.


أما المواقع الفاسدة المخلة والمضرة بعقائد المسلمين من خلال التلبيس والتشكيك والمضرة بأخلاقهم كذلك من خلال ما يعرض فيها من الدعوة إلى الفساد وتيسير طرقه وتعليم الناشئة لهذه الأمور ، وتربيتهم عليها من خلال ما يعرض فيها . . . فلا ريب أن هذا من أعظم المنكرات التي يجب التصدي لها وإنكارها وفق قواعد إنكار المنكر التي جاء بها النص من الكتاب والسنة ، وبينها وفصلها علماء الأمة ، والله تعالى يقول :( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ).


وقال صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه :(‎ من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان )


المصدر: (صحيفة المدينة) الجمعة 3 ربيع الآخر 1428 - الموافق - 20 ابريل 2007 - العدد 16067))
 

ayman

La Ilaha Illa Allah
Staff member
نداء الى المفجرين

نداء الى المفجرين من الشيخ الفوزان .. الاستدلال الباطل وآثاره المدمرة​

صالح بن فوزان الفوزان*

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، فبلَّغ الرسالة وأدى الأمانة وبيَّن للناس ما نزل إليه من ربه، فصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أعلام الهدى، ومصابيح الدجى، وبعد قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا}، والمتشابه هو الذي لا يُعلم المراد منه حتى يرد إلى غيره من النصوص فيفسره، والمحكم هو الذي لا يحتاج في تفسيره إلى غيره.. وذلك كالمطلق والمقيد، والخاص والعام، والمجمل والمبين، والناسخ والمنسوخ، وهذه مدارك لا يعرفها إلا الراسخون في العلم الذين يردون المتشابه إلى المحكم فيفسرونه به ويقولون {كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} وكلام الله يفسر بعضه بعضاً ويوضح بعضه بعضاً..( وأما أهل الزيغ والضلال فإنهم يستدلون بالمتشابه من الكلام، كما قال الإمام أحمد - رحمه الله - ويتركون المحكم ابتغاء الفتنة، ويقطعون ما أمر الله به أن يُوصل، ويفسدون في الأرض، ويقولون نحن استدللنا بالقرآن، وهم في الحقيقة لم يستدلوا بالقرآن وإنما أخذوا طرفاً وتركوا الطرف الآخر مثل الذين يستدلون بقوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ} على ترك الصلاة ولا يأتون بالآية التي بعدها وهي:{الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ }، وقد لا يكون هؤلاء أهل زيغ وإنما هم أهل جهل وتعالم وحماس جاهل وليسوا من الراسخين في العلم ولا يرجعون إلى أهل الرسوخ في العلم فيقعون في الهلاك ويُوقعون غيرهم فيه.. خُذ مثلاً في وقتنا هؤلاء المخربين الذين روّعوا العباد وأفسدوا في البلاد وصاروا يفجرون المباني وينسفونها على من فيها ويقتلون الأنفس التي حرّم الله قتلها إما بالإيمان وإما بالعهد والأمان, ويستدلون بقوله صلى الله عليه وسلم: (أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب) ولم يعلموا ان هذا الخطاب لولاة الأمور وليس هو خطاباً لكل أحد من الناس بدليل أن الصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوا ذلك أفراداً، وإنما الذي قام به عمر بن الخطاب الخليفة الثاني فدلّ هذا على أن هذا الخطاب يتولى تنفيذه ولي الأمر إذا رأى المصلحة في ذلك وأمكنه تنفيذه. (و الرسول صلى الله عليه وسلم قال أخرجوهم) ولم يقل: اقتلوهم واغدروا بهم إذا أمنتموهم بل إن الله سبحانه قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} وإبلاغه مأمنه أن يوصل إلى بلاده آمناً.. لأن الإسلام دين الوفاء، لا دين الغدر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين سنة) خرجه في الصحيح. ( إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب لا يمنع استقدامهم لأعمال يقومون بها، ثم يرجعون إلى بلادهم إذا انتهت مهماتهم كالسفراء والعمال والتجار وأصحاب الخبرات التي يحتاجها المسلمون وليس عندهم من يقوم بها.. فقد استأجر النبي صلى الله عليه وسلم مشركاً يدله على طريق الهجرة، واستدان من يهودي في المدينة وجاءه نصارى نجران ودخلوا عليه في مسجده، وتفاوضوا معه، وربط ثمامة بن أثال في المسجد، وهو مشرك.

إن ما يصنعه هؤلاء الجهّال من التخريب وقتل المستأمنين إنما هو تشويه للإسلام وصد عنه وهو حرام ومعصية لله ولرسوله، فالواجب على من يريد النجاة لنفسه وفيه بقية من عقل أن يراجع صوابه ويتوب إلى ربه..

وولاة أمور المسلمين قد عرضوا على هؤلاء التوبة والرجوع إلى الصواب، وأنهم إذا فعلوا ذلك فسيعاملون بالمعاملة الحسنة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له والتوبة تجب ما قبلها..

فالواجب على هؤلاء أن يتوبوا إلى الله وأن يلقوا سلاحهم ويضعوا أيديهم بأيدي إخوانهم من المسلمين ويلتزموا بالسمع والطاعة لولاة أمور المسلمين كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} وقال النبي صلى الله عليه وسلم أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمَّر عليكم عبد) وقال: (من شق عصا الطاعة وفارق الجماعة ومات فميتته جاهلية) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، هذا وأسأل الله أن يهدي ضال المسلمين، ويرد مخطئهم إلى الصواب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

*عضو هيئة كبار العلماء

الجزيرة /11578

الخميس 22 ربيع الثاني 1425
 

ayman

La Ilaha Illa Allah
Staff member
نَبْذُ (الفِكْر التكفيري ) ...


نَبْذُ (الفِكْر التكفيري ) ...
فضيلة الشيخ علي الحلبي



وافَقَ في الأمسِ القريبِ الذِّكْرى الثالثة لأحداث (تفجيرات عمَّان)؛ تلكُم التفجيرات الأليمة التي كشفتْ عن عورة فكريَّةٍ، وأزمةٍ أخلاقيَّةٍ تعيشُها فئةٌ مِن {الأخسرين أعمالاً}، ممَّن {يحسبون أنَّهم يُحسنون صُنعاً}!! حيثُ ظَنُّوا أنفُسَهُم حُماةً للإسلامِ! ونصَّبُوا أنفُسَهم رُعاةً للمسلمين!!

ولقد كانت نتيجةُ الجِناية الواقعةُ مِن هذه (الحماية) و(الرعاية): إفساداً لمصالح المسلمين، وهَتْكاً لإيمانِهم، وإخلالاً بأمنِهم، وزعزعةً لأمانِهم.

ولكنْ؛ سَرَعانَ ما انْقَلَبَ السِّحْرُ على السَّاحِرِ -والفضلُ لله-وحده -على معنى قولِ الله -تعالى-: {فعسى أنْ تَكْرَهُوا شيئاً ويجعلَ اللهُ فيها خيراً كثيراً}: فقد عَرَفَ النَّاسُ -عامَّتُهُم وخاصَّتُهُم- ضلالَ هذه الفئةِ، وأنَّ فعائلَها الشَّنْعاءَ يبرَأُ مِنها الإسلام الحقّ، وأنَّ أدبيَّاتِها الفكريَّةَ خاويةٌ مِن العِلمِ الشَّرْعِيِّ، والبصيرةِ الصَّادقةِ؛ إذ غايةُ ما عندهُم دغدغةُ العواطف، وتثويرُ الهِمَم، واستجلابُ -بل استحلاب!- الحماسات الفارغات!

ولقد جاءتْ كلمةُ الملكِ عبد الله الثاني ابن الحُسَين -أيَّدَهُ اللهُ ورَعاهُ-ملكُ الأُرْدُنِّ- الحاسمةُ-بالأمس- تثبيتاً للموقف الإسلاميِّ الصحيح مِن هذه الفعائلِ البشِعة، وتوكيداً على براءةِ الإسلامِ الحقِّ ممَّن ينتسبُ إليه بالباطلِ؛ فقد أكَّدَ -ثبَّتَ اللهُ مُلكَه بطاعتِه- على: (ضرورة مُواجهة الإرهاب، والفِكر التكفيري الذي لا يَمُتُّ للإسلامِ بصلةٍ)، مُؤكِّداً -حفظهُ اللهُ بتقواهُ-: (أهميَّة إيصال رسالة الإسلام الحقَّة، وجوهرِها السَّمْح؛ القائم على الوسطيَّة والاعتدال، ونَبْذِ الغُلُوِّ والتطَرُّف).

والغُلُوُّ -والتطرُّفُ- له سِمَتانِ مُهِمَّتانِ؛ تُمَيِّزانِهِ عن كُلِّ ما قد يختلطُ به:

أولُـهُما: انقطاع صلةِ أصحابِه وأذنابِه بأهلِ العِلْمِ الشَّرْعِيِّ، بل التَّشْكِيكُ بهم، والتخذيل عنهم.

ثانيهما: مُجاوزَة الحَدّ في إدراكِ مآلاتِ الأفعالِ، ودرايةِ المصالحِ والمفاسدِ، فضلاً عن الترجيحِ بينهما.

... وبَدَهِيٌّ -جِدًّا- أنَّهُ لنْ يُدْرِكَ الثانيةَ مَن لمْ يُحَصِّل الأُولى، وهُما -معاً- الفَيْصَلُ الحاسمُ بين الحقِّ والباطِلِ في هذه الأزمانِ -بل منذُ أزمان-.

حفِظَ اللهُ -تعالى- بلادَنا، وسائرَ بلادِ المسلمين -أجمعين- مِن كَيدِ الكائدين، وحقد الحاقدين.

وجَعَلَ هذه الفتنةَ المنكشفةَ -بحمدِ الله- مِغلاقَ شرٍّ على الأُمَّةِ، تتَّعِظُ به، ويكونُ لها فيه أعظمُ كاشفٍ عن هذه الفئة المُنحرفة في سُلوكِها، المنحرفة في منهجِها، المنحرفة في تطبيقاتِها....

{ولا عُدوانَ إلاّ على الظَّالمي
almenhaj.net
 

ayman

La Ilaha Illa Allah
Staff member

التَّكفيرُ .. سَرطانُ العَصرِ
علي بن محمد أبو هنية



الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه, أما بعد:

فلا زالت فتنة التكفير تطلُّ علينا بين الحين والآخر, وإذا هدأت في مصرٍ, هاجت في مصرٍ آخر,

فتنةٌ لا تنتهي, كما قال فيهم -صلى الله عليه وسلم-: (كلما خرج قرنٌ قُطِع, كلما خرج قرنٌ قُطِع, حتى يخرجَ في أعراضهم الدجال). (صحيح الجامع/8171)

فتنةٌ عمياء, شوهاء, صلعاء, يركب موجتها زمرة من البلهاء, ورهط من الحدثاء, فتنةٌ طالت العديد من بلدان المسلمين! وآذت الكثير من عباد الله المؤمنين!

وآخر ذلك ما رأيناه اليوم من أحداث داميةٍ في أرض الكنانة, بلد الإسلام والمسلمين, كان الله لهم ومعهم, ورد كيد الباغين في نحورهم, وجنب المؤمنين شرورهم.

فالسؤال هو:

ألم يأنِ لهؤلاء السفهاء البلهاء أن يردعهم رادع الدِّين الذي تنكَّبوه؟ أو يزعهم وازع الإيمان أم فقدوه؟

ألم يأنِ لأجلافهم أن يتأملوا في حال أسلافهم؟

ألم يروا عاقبة أمرهم, ونتائج فكرهم؟

أين ذو الخويصرة, وابن الأزرق؟

أم أين نجدة, وابن حطان؟

بل أين ابن ملجم, وماذا جنى على الإسلام؟




أتى على الكلِّ أمرٌ لا مرد له *** حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا


وكنت قد كتبت مقالاً قبل سنتين بعنوان: (التكفير .. سرطان العصر), نُشر في مجلتنا الغرَّاء: (الدعوة السلفية)؛ بيَّنت فيه حقيقة التكفير وخطره, قلت فيه:

(إنَّ من الفتن العظيمة والبلايا الجسيمة التي أصابت كثيراً من المسلمين في دينهم في هذا العصر ولم ينج منها إلا من رحم الله: (فتنة التكفير), هذه الفتنة التي لطالما حذر علماؤنا وأئمتنا منها, ومن الوقوع فيها وبها, ولطالما أوصوا بتركها لأهلها والأعلم بها, لأن التكفير في شرعنا الحنيف هو حكم شرعي له شروط وموانع, وقيود وضوابط, لا يقدم عليه إلا أهل العلم الراسخون, والأئمة المعتبرون, أما في زماننا هذا فهو داءٌ وبلاءٌ, أقدم عليه السفهاء, وتجرأ عليه الدهماء, وتكلم فيه كل إنسان, بلا حجة ولا برهان, فحق لنا أن نسميه بالسرطان, كيف لا؟! وهو لم يسلم مجتمع من المجتمعات الإسلامية من الخوض فيه, وطالت شبهاتُه الآلاف من المسلمين, وكأن الفطرة عند عامة الناس قد انقلبت, وصار الأصل عندهم هو التكفير, وليس الحكم بالإسلام, وما وصل الحال بالمسلمين إلى هذه الدرجة من الانحراف الفكري والعقدي ـ إلا من رحم ربي منهم ـ إلا بسبب الجهل, والبعد عن العلم وأهله, ووجود الفرق والأحزاب والجماعات التي تُروِّج لهذا الفكر الخطير, والشر المستطير, كيف لا وهم لا يزال يطرق أسماعهم كلمات التكفير تنطلق من على المنابر, وكيف لا وهم لا يزالون يقرؤون الأفكار المسمومة التي تسطرها الأقلام والمحابر, فتربى المسلمون ـ مع بالغ الأسف الشديد ـ على ترهات هذه الأحزاب وأفكارها, ونشأ أبناؤهم في محاضنها وأوكارها, من خلايا وتنظيمات, وتكتلات واجتماعات, وحتى مدارس وجامعات, بل لم تسلم دور تحفيظ القرآن وحلق المساجد من هذا الفكر الخطير, فصار شغلها الشاغل تهييج عامة الناس على المخالفين من الجماعات الأخرى, ومن العلماء والدعاة, والحكومات والأنظمة, وإلقاء الأحكام على الناس جزافاً, حتى صار المؤمن الحق يمنى الموت قبل أن يبتلى بهذا المرض القلبي الخطير ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ.




كفى بك داءً أن ترى الموت شافياً *** وحسب المنايا أن يكنَّ أمانيا


فرأيت حقاً ولزاماً علي أن أكتب في هذا الباب الخطير الذي أشبعه علماؤنا ـ رحم الله ميتهم وحفظ الأحياء منهم ـ بحثاً, ـ وإن كنت لا أرى نفسي أهلاً لذلك ـ ولكن دفعتني الحرقة على هذا الدين أولاً, والشفقة على إخواني المسلمين ثانياً, فأقول وبالله أستعين, وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين:

كانت أول بوادر ظهور فكر التكفير في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-, وذلك بالدعوة للخروج على ولي الأمر, وعدم الرضا بحكمه, وكان أوَّل من نادى به, ودعا إليه رجل يدعى: ذو الخويصرة التميمي، حين تطاول على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وطعن في عدالته, وقال: اتق الله, واعدل يا محمد, فإنك لم تعدل. وقد قال فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إنّ له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ). والمقصودون بالحديث هنا هم الخوارج.

فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: بعث عليُّ بن أبي طالب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من اليمن بذهبة في أديم مقروظ, لم تُحصَّل ـ أي لم تُميَّز ـ من ترابها. قال: فقسمها بين أربعة نفر: بين عيينة بن حصن، والأقرع بن حابس، وزيد الخيل، والرابع إما علقمة بن علاثة وإما عامر بن الطفيل. فقال رجل من أصحابه: كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء. قال: فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء؟ يأتيني خبر السماء صباحاً ومساءً). قال: فقام رجل غائر العينين, مشرف الوجنتين, ناشز الجبهة, كث اللحية, محلوق الرأس, مشمر الإزار, فقال: يا رسول الله! اتق الله. فقال: (ويلك! أو لست أحق أهل الأرض أن يتقى الله). قال: ثم ولّى الرجل. فقال خالد بن الوليد: يا رسول الله! ألا أضرب عنقه؟ فقال: (لا, لعله أن يكون يصلي). قال خالد: وكم من مصلٍ يقول بلسانه ما ليس في قلبه. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشقَّ بطونهم). قال: ثم نظر إليه وهو مُقفٍ فقال: (إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطباً لا يجاوز حناجرهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية). قال: أظنه قال: (لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود). أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ( 1064 )

أما أوَّل خروجهم ومفارقتهم لجماعة المسلمين فكان على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعد حادثة التحكيم عام 37هـ، وإن كان رؤوس هذه الفرقة هم قتلة عثمان -رضي الله عنه- إلاّ أن خروجَهم وشقَّهم عصا المسلمين كان في زمن الخليفة الراشد علي بن أبي طالب, فاستأصل شأفتهم -رضي الله عنه- بأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي وصفهم بأنهم شر الخلق والخليقة وحضَّ على قتلهم ورغَّب فيه.

ثم لا زالت ثوراتهم ونكباتهم في هذه الأمة تتوالى وتتعاقب حيناً بعد حين, حتى جاء الخوارج الجدد من حملة فكر التكفير في هذا العصر فطوروا هذه الفتنة وزخرفوها بشعارات ودعايات إسلامية مبطنة بأكاذيب وأباطيل وتلبيسات وقلب للحقائق يتنـزه عنها أسلافهم الغلاة.

ولعل طالب الحق المنصف يتبين له بعد البحث والنظر أن الحامل لراية التكفير بحق في هذا الزمان ـ وإن كان غيرهم لا يخلو من التكفير كحزب التحرير ـ هم جماعة الإخوان المسلمين بشعبها الثلاث: البنائية, والقطبية, والسرورية, وما تطوَّر وتفرَّع عنها من تنظيمات وحركات وجماعات مسلحة في العراق وفلسطين والشيشان وأفغانستان, وغيرها من البلدان.

ألم تقم أصول جماعة الإخوان على فكر رمزهم وسيدهم سيد قطب؟

انظر ماذا يقول سيدهم: ( إن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم !....... وبهذا التعريف الموضوعي تدخل في إطار ( المجتمع الجاهلي) جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلاً!!

تدخل فيه المجتمعات الشيوعية ... وتدخل فيه المجتمعات الوثنية... وتدخل فيه المجتمعات اليهودية والنصرانية... وأخيـراً يدخل فـي إطار المجتمـع الجاهلـي تلك المجتمعات التـي تزعم لنفسهـا أنها مسلمة!) .اهـ (معالم في الطريق)ص98

ويقول سيدهم: ( والمسألة في حقيقتها هي مسألة كفر وإيمان، مسألة شرك وتوحيد، مسألة جاهلية وإسلام, وهذا ما ينبغي أن يكون واضحاً .. إن الناس ليسوا مسلمين ـ كما يدّعون ـ وهم يحيون حياة الجاهلية. وإذا كان فيهم من يحب أن يخدع نفسه أو يخدع الآخرين ، فيعتقد أن الإسلام يمكن أن يستقيم مع هذه الجاهلية فله ذلك. ولكن انخداعه أو خداعه لا يغير من حقيقة الواقع شيئاً.. ليس هذا إسلاماً، وليس هؤلاء مسلمين. والدعوة اليوم إنما تقوم لترد هؤلاء الجاهلين إلى الإسلام، ولتجعل منهم مسلمين من جديد!).اهـ (معالم في الطريق)ص173

ويقول سيدهم: ( لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بـ(لا إله إلا الله)؛ فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: لا إله إلا الله؛ دون أن يدرك مدلولها، ودون أن يعني هذا المدلول وهو يرددها، ودون أن يرفض شرعية الحاكمية التي يدعيها العباد لأنفسهم، وهي مرادف الألوهية، سواء ادعوها كأفراد، أو كتشكيلات تشريعية، أو كشعوب فالأفراد كالتشكيلات كالشعوب ليست آلهة، فليس لها إذن حق الحاكمية... إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية، وارتدت عن لا إله إلا الله، فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية، ولم تعد توحد الله، وتخلص له الولاء...

البشرية بجملتها، بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله؛ بلا مدلول ولا واقع... وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة؛ لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد ـ من بعد ما تبين لهم الهدى ـ ومن بعد أن كانوا في دين الله!).اهـ (في ظلال القرآن)(2/1057)

وانظر غير مأمور كتاب الشيخ ربيع بن هادي المدخلي: (سيد قطب هو مصدر تكفير المجتمعات الإسلامية).

قلت: فأي تكفير أعظم وأبلغ من هذا التكفير؟!!!

فهل بقي هناك أدنى شك بعد هذه التصريحات الخطيرة في أنَّ جماعة الإخوان تحمل راية التكفير في هذا الزمان؟ ولكنهم قد تعلو أصواتهم, وترتفع صيحاتهم حيناً وتخبو حيناً آخر, بحسب الغلبة أو عدمها؛ فإذا استضعفوا سكنوا, وإذا تمكنوا صرَّحوا, وهذا شأن وديدن أهل البدع.

وقد جاء في السنة الوعيد الشديد في حق من تجرأ على رمي أخيه المسلم بالكفر, لأن إخراج مسلمٍ من دينه والحكم عليه بالكفر والردة حق لله ولرسوله, لا يجوز لأي أحد أن يخوض فيه.

فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه).أخرجه البخاري(6104) ومسلم(111)

قال الحافظ ابن حجر نقلاً عن القرطبي -رحمهما الله-: ( والحاصل: أن المقول له إن كان كافراً كفراً شرعياً فقد صدق القائل وذهب بها المقول له, وإن لم يكن رجعت للقائل معرة ذلك القول وإثمه. قال الحافظ: وهو من أعدل الأجوبة ).اهـ (فتح الباري)(10/481)

وعن أبي قلابة أن ثابت بن الضحاك -رضي الله عنه- وكان من أصحاب الشجرة ـ حدثه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ( من حلف على ملة غير الإسلام فهو كما قال, وليس على ابن آدم نذر فيما لا يملك, ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة, ومن لعن مؤمناً فهو كقتله, ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله). أخرجه البخاري (6105)

قال العلاء بن زياد ـ رحمه الله ـ من أئمة التابعين ـ: ( ما يضرك شهدت على مسلم بكفر أو قتلته). (السير)(4/204) أي: كلا الأمرين في الإثم سواء.

وعن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( إن أخوف ما أخاف عليكم رجلٌ قرأ القرآن, حتى إذا رئيت بهجته عليه وكان ردءاً للإسلام, انسلخ منه ونبذه وراء ظهره, وسعى على جاره بالسيف, ورماه بالشرك, قلت: يا نبي الله! أيهما أولى بالشرك: الرامي أو المرمي؟ قال: بل الرامي ). أخرجه البخاري في تاريخه(2907), وابن حبان(81) وحسنه الألباني في (الصحيحة/3201)

فهذه الأحاديث الصحيحة وغيرها فيها وعيد أكيد, وزجر شديد لمن تجرأ على هذه الآفة اللسانية الخطيرة, وأطلق العنان لهواه في الحكم على عباد الله ـ جل وعلا ـ, بأن المُكَفَّر إن لم يكن أهلاً لهذه الكلمة ـ وهي أن يقال له: يا كافر ـ وهو الغالب, رجع إثمها على قائلها وهو المُكَفِّر.

وإليك أخي القاريء طائفة من أقوال أهل العلم في التحذير من التكفير:

1ـ قال ابن ناصر الدين الدمشقي -رحمه الله- في الأحاديث المتقدمة: ( فهل بعد هذا الوعيد من مزيد في التهديد, ولعل الشيطان يزين لمن اتبع هواه, ورمى بالكفر والخروج من الإسلام أخاه, أنه تكلم فيه بحق ورماه وأنه من باب الجرح والتعديل, لا يسعه السكوت عن القليل من ذلك فكيف بالجليل.

هيهات هيهات, إن في مجال الكلام في الرجال عقبات؛ مرتقيها على خطر, ومرتقبها هوى لا منجى له من الإثم ولا وزر, فلو حاسب نفسه الرامي أخاه ما السبب الذي هاج ذلك, لتحقق أنه الهوى الذي صاحبه هالك).اهـ (الرد الوافر)ص36,35

2ـ قال ابن حزم الظاهري -رحمه الله-: (والحق هو أن كل من ثبت له عقد الإسلام فإنه لا يزول عنه إلا بنص أو إجماع, وأما بالدعوى والافتراء فلا).اهـ (الفِصَل في الملل والأهواء والنحل)(2/91)

3ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: ( ليس لأحد أن يكفر أحداً من المسلمين ـ وإن أخطأ وغلط ـ حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة. ومن ثبت إيمانه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة ).اهـ (مجموع الفتاوى)(12/501)

4ـ ولله در العلامة ابن القيم -رحمه الله- القائل في نونيته:




الكفر حق الله ثم رسوله *** بالنص يثبت, لا بقول فلان






من كان رب العالمين وعبده *** قد كفراه فذاك ذو الكفران


5ـ قال ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله- في شرح الطحاوية بعد قول الإمام الطحاوي -رحمه الله-: (ولا نكفرأحداً من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله).

( واعلم ـ رحمك الله وإيانا ـ أن باب التكفير وعدم التكفير, باب عظمت الفتنة والمحنة فيه, وكثر فيه الافتراق..... فإنه من أعظم البغي أن يُشهد على معين أن الله لا يغفر له ولا يرحمه بل يخلده في النار, فإن هذا حكم الكافر بعد الموت. ولهذا ذكر أبو داود في سننه في كتاب الأدب: (باب النهي عن البغي), وذكر فيه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين, فكان أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة, فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول: أَقصِر. فوجده يوماً على ذنب, فقال له: أقصر. فقال: خلني وربي, أبعثت علي رقيباً؟ فقال: والله لا يغفر الله لك, أو لا يدخلك الله الجنة. فقبض أرواحهما, فاجتمعا عند رب العالمين, فقال لهذا المجتهد: أكنت بي عالماً؟ أو كنت على ما في يدي قادراً؟ وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي, وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار. قال أبو هريرة: والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته). وهو حديث حسن).اهـ ( شرح الطحاوية)ص316ـ319

6ـ قال ابن عبد البر -رحمه الله-: ( فالقرآن والسنة ينهيان عن تفسيق المسلم وتكفيره ببيان لا إشكال فيه, ومن جهة النظر الصحيح الذي لا مدفع له أن كل من ثبت له عقد الإسلام في وقت بإجماع من المسلمين, ثم أذنب ذنباً أو تأول تأويلاً, فاختلفوا بعد في خروجه من الإسلام, لم يكن لاختلافهم بعد إجماعهم معنى يوجب حجة, ولا يخرج من الإسلام المتفق عليه إلا باتفاق آخر, أو سنة ثابتة لا معارض لها. وقد اتفق أهل السنة والجماعة ـ وهم أهل الفقه والأثر ـ على أن أحداً لا يخرجه ذنبه وإن عظم من الإسلام, وخالفهم أهل البدع, فالواجب في النظر أن لا يكفر إلا من اتفق الجميع على تكفيره, أو قام على تكفيره دليل لا مدفع له من كتاب أو سنة). اهـ (التمهيد)(17/22)

7ـ قال أبو العباس القرطبي -رحمه الله-: (وباب التكفير باب خطير, أقدم عليه كثير من الناس فسقطوا, وتوقف فيه الفحول فسلموا, ولا نعدل بالسلامة شيئاً). اهـ (المفهم)(3/111)

8ـ قال أبو حامد الغزالي (الصّوفي) -رحمه الله-: (والذي ينبغي الاحتراز منه: (التكفير) ما وجد إليه سبيلاً, فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة, المصرحين بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله خطأ, والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من سفك دمٍ لمسلم). اهـ (الاقتصاد في الاعتقاد)ص269

9ـ قال الشوكاني -رحمه الله-: ( اعلم أن الحكم على الرجل المسلم بخروجه من دين الإسلام ودخوله في الكفر لا ينبغي لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقدم عليه إلا ببرهان أوضح من شمس النهار, فإنه قد ثبت في الأحاديث الصحيحة المروية من طريق جماعة من الصحابة: أن من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما). اهـ (السيل الجرار)(4/578)

10ـ قال الإمام الألباني -رحمه الله-: ( إن أمر التكفير خطير جداً؛ ولذلك قال العلماء: إذا كان هناك تسعةٌ وتسعون قولاً في تكفير شخص معين, وقول واحد في عدم تكفيره؛ فالحيطة والحذر في أن نتبنى هذا القول الوحيد, بدل تلك الأقوال؛ لأن الأمر فيه خطورة ).اهـ (الأسئلة الشامية) لشيخنا علي الحلبي ص67ـ71

11ـ قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: ( الحكم بالتكفير والتفسيق ليس إلينا, بل هو إلى الله تعالى ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ , فهو من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة, فيجب التثبت فيه غاية التثبت, فلا يُكفَّر ولا يُفسَّق إلا من دل الكتاب والسنة على كفره أو فسقه.

والأصل في المسلم الظاهر العدالة بقاء إسلامه وبقاء عدالته حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي). اهـ (القواعد المثلى)ص86

12ـ ولهيئة كبار العلماء برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ فتوى نشرت في مجلة (البحوث الإسلامية) ـ الرياض ـ العدد: (56) عام 1419هـ جاء فيها: ( التكفير حكم شرعي، مرده إلى الله ورسوله، فكما أن التحليل والتحريم والإيجاب إلى الله ورسوله؛ فكذلك التكفير، وليس كل ما وُصف بالكفر من قول أو فعل، يكون كفرًا أكبر مخرجًا عن الملة.

ولما كان مرد حكم التكفير إلى الله ورسوله؛ لم يجز أن نكفر إلا من دل الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة، فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن؛ لما يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة، وإذا كانت الحدود تُدْرَأ بالشبهات - مع أن ما يترتب عليها أقل مما يترتب على التكفير - فالتكفير أولى أن يُدْرَأ بالشبهات...

والتسرع في التكفير يترتب عليه أمور خطيرة : من استحلال الدم والمال، ومنع التوارث، وفسخ النكاح، وغيرها مما يترتب على الردة، فكيف يسوغ للمؤمن أن يقدم عليه لأدنى شبهة ؟!!).اهـ (التبصير بقواعد التكفير) لشيخنا علي الحلبي ص100

نسأل الله ـ جل وعلا ـ الثبات على الدين, وأن يهدي ضال المسلمين, والحمد لله رب العالمين).




في شهر رجب 1428هـ






الموافق: 7/2007م

 
Status
Not open for further replies.
Top