حقوق الطفل التربوية في الإسلام

ayman

La Ilaha Illa Allah
Staff member
حقوق الطفل التربوية في الإسلام

الحقوق المطلوب توفرها للطفل المسلم حتى تهيء الجو المناسب لتربيه تربية إسلامية صحيحة كثيرة، نذكر منها:

1- حسن اختيار أم الولد عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

«فاظفر بذات الدين تربت يداك»(1).

2- الدعاء والتضرع من الأبوين أن يرزفهما الله ذرية صالحة:

{والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً}.

{قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء}.

فأي وسيلة وأي سبب بدون عون الله تعالى وتوفيه ستكون نهايته الفشل، فكم من أب حريص على إصلاح ولده، قد وفر له كل أسباب السعادة والتربية، ولكن جهده يبوء بالفشل، وكم من أب صلح ولده أو أولاده، وهو ليس بصالح.

3- حسن التسمية: من حقوق الطفل أن يسميه أبوه بأحسن الأسماء التي حددها الشارع، وقد رغب الشارع بتسمية الأولاد بأسماء محددة فأحبها لله:عبد الله، وعبد الرحمن، وأصدقها: همام وحارث.

4- من حق الطفل على أبويه أن يرى منهما ومن المجتمع سلوكاً صافياً بعيداً عما يمسخ الفطرة، ويزين الباطل، وسواء كان ذلك السلوك الممقوت كفراً أم بدعة، أم كبيرة، فإن لهذا العمل المخالف للفطرة تأثيراً على نفسية الطفل ومسخاً للفطرة التي فطر عليها.

فقلب الطفل مفطور على الإيمان بخالقه، والإيمان بكل فضيلة، وكراهية الكفر والكذب والخداع، ففيه نور الفطرة،ما يكاد يأمر به، وينهى في سوق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بيد أن الوحي يزيد نوراً على نور، والأصل في هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم:«كل مولود يولد على الفطرة، فأبوه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه».

5- ومن حقوق الطفل كي يترعرع صافياً نقياً ومخلصاً وفياً، إبعاده عن أهل الشرك والضلالات، وأهل البدع والمعاصي وإتباع الشهوات فهؤلاء الجلساء بالنسبة للطفل البريء الطاهر قلبه، والطيبة نفسه سم قاتل وداء عضال، وهي الحالقة لإيمانه، وحسن سلوكه فيا لله كم فسدت البشرية بسب الإختلاط بأهل السوء آيات وأحاديث وآثار عن السلف كثيرة ولو لم يكن في هذا الباب إلا حديث النعمان:

«مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير» الحديث(2) لكفى.

والخلاصة أن خطر هذه الخصلة كبير جداً، فما فسد الفاسدون إلا بسبب الجلساء المبطلين، ولا صلح الصالحون إلا بتوجيه المصلحين وقد قيل: الصاحب ساحب.

فأنت ترى أن الصديق يجر صديقه إلى دور السينما، وأماكن شرب الخمور، وارتكاب الفجور، ويحبب إليه النظر ألى صور النساء، ذوات السفور، ويحبب له الصحافة الخليعة ذات التشكيك بمكارم الأخلاق والمزينة للإلحاد والنفاق، ثم يجره إلى اعتناق أحزاب ومذاهب ذات عناد وإلحاد.

ولكن الجليس الصالح يرشد جليسه إلى مجالس العلماء، ويطوف بخ أندية الأدباء الصالحين الحكماء، ويأخذ بيده إلى المساجد، فيحب كل راكع وساجد، فيصبح قلبه معلقاً بالمساجد فيصبح مكتوباً في ديوان الأولياء.

فالمسجد مكان قلبه، والمصحف في خلوته أنيسة، والكتاب المفيد جليسه، تذرف عيناه إذا تلى القرآن، ويشتاق إلى رؤية الكريم المنان، الرحيم الرحمن، يعيش مع الناس بجسمه، وقلبه يعيش مع الحور في غرف الجنان.

ما جنى هذه الثمرات ولا عاش بقلبه في أعلى الجنات إلا بسب جلساء الخير.

والخلاصة أننا إذا أبعدنا الطفل عن الجلساء السوء وهيأنا له الجلوس في مجالس الخير؛ فقد أعطيناه حقاً عظيم من حقوقه.

6- ومنها أمره بالصلاة وهو ابن سبع، وضربه عليها وهو ابن عشر، والتفريق بين الأولاد في المضاجع.

7- ومنها تعليمه السباحة والرماية وركوب الخيل.

8- ومنها تعويده الصدق، والوفاء بالوعد ومكارم الأخلاق.

9- ومنها تعليمه هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأكل باليمين مع التسمية والأكل مما يليه: «يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك»(3).

10- ومنها منعه من مشاهدة التلفاز، وبخاصة المشاهد المحرمة من الرقص والإختلاط بين الرجال والنساء، ومنعه من رؤية القصص الغرامية والمسلسلات الإجرامية التي تعلم القتل والسرقة والخيانة.

11- ومنها التوسط في تربيته بالأمر والنهي، فلا إفراط ولا تفريط فلا يبالغ المرء في الضرب، ولا يهمله.

12- ومنها تبغيض السفهاء من الناس إليه؛ كمن اشتهر في المجتمع بالخيانة والنفاق، والممثلين والممثلات، الذين يسهمون بنجوم الفن مع محاولة ملء قلبه بحب الصاحبة، والتابعين، والعلماء، والمجاهدين.

13- تربية على أكل الحلال وعلى الأكل من عمل يده تدريجياً.

14- إعانته من قبل الأبوين على الطاعة بحيث لو اختار بعض الأمور التي لا تخالف الشرع، فلا يمنع منها.

15- حسن اختيار الزوجة الصالحة له التي تعينه على طاعة الله وطاعة أبويه.

16- صرفه قبل هذه المدة إلى نيل العلم الشرعي عند العلماء العاملين، وتحبيب حفظ القرآن إليه، وكذلك سائر العلوم الشرعية من فقه، وحديث، وتفسير، وعلوم آلة من نحو، وصرف، وبلاغة، وأصول فقه، وتحبيب اعتقاد السلف إليه.

17- تشجيعه على التخصص بما يميل إليه من العلوم الحديثة التي تخدم المجتمع- بعد أن ينال حفظه من العلوم الشرعية الواجبة عليه- .

وأخيراً : فإن حقوق الطفل التربوية في الدين الحنيف لا فرق فيها بين بلد وآخر، وعصر وآخر، إلا باختلاف المسميات والوسائل، وإلا فالأصول الثابتة صالحة لأهل كل زمان ومكان ولأهل سائر البلدان.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) متفق عليه.

(2) متفق عليه.

(3) متفق عليه.

شبكة الأصالة بإشراف الشيخ علي الحلبي
http://alnasiha.net
 
Top