في الجزء الثالث نكمل الحديث عن آخر اللحظا&#157

abou khaled

Junior Member
في الجزء الثالث نكمل الحديث عن آخر اللحظات في حياة الصحابة والتابعين
.................................................
الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه حين حضرته الوفاة نادى ربه قائلا : يا رب إنني كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار .. وإنما لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم ثم فاضت روحه بعد أن قال : لا إله إلا الله
روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نِعمَ الرجل معاذ بن جبل
وروى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أرحم الناس بأمتي أبو بكر .. إلى أن قال وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ

.................................................
حينما أتى بلال بن رباح رضي الله عنه الموت قالت زوجته : واحزناه
فكشف الغطاء عن وجهه وهو في سكرات الموت .. وقال : لا تقولي واحزناه ، وقولي وافرحاه
ثم قال : غدا نلقى الأحبة .. محمداً وصحبه

.................................................
لما حضرت أبا ذر الغفاري رضي الله عنه الوفاة .. بكت زوجته ، فقال : ما يبكيكِ؟
قالت : وكيف لا أبكي وأنت تموت بأرضٍ فلاة وليس معنا ثوب يسعك كفناً
فقال لها : لا تبكي وأبشري .. فقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا منهم : ليموتَنَّ رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين
وليس من أولئك النفر أحد إلا ومات في قرية وجماعة ، وأنا الذي أموت بفلاة ، والله ما كذبت ولا كذبت فانظري الطريق
قالت : أنَّى وقد ذهب الحاج وتقطَّعت الطريق .. ثم رأت رجال من المسلمين فأشارت لهم فقالوا لها : ما لكِ يا أمة الله؟
قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه
قالوا : ومن هو؟
قالت : أبو ذر
قالوا : صاحب رسول الله
ففدوه بأبائهم وأمهاتهم ودخلوا عليه فبشرهم وذكر لهم الحديث
وقال : أنشدكم بالله لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا
فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى ، وصلى عليه عبدالله بن مسعود
.................................................
لما جاء أبا الدرداء رضي الله عنه الموت .. قال :
ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا؟
ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا؟
ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه؟
ثم قٌبِضَ رَحِمَه الله
.................................................
بكى سلمان الفارسي رضي الله عنه عند موته ، فقيل له : ما يبكيك؟
فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب ، وحولي هذه الأزواد
وقيل : إنما كان حوله إجانة وجفنة ومطهرة
الإجانة : إناء يجمع فيه الماء
الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء والطعام
المطهرة : إناء يتطهر فيه
.................................................
لما حضر أبو مسعود رضي الله عنه الموت دعا إبنه فقال : يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود إني أوصيك بخمس خصال ، فإحفظهن عني
أظهر اليأس للناس فإن ذلك غنى فاضل
ودع مطلب الحاجات إلى الناس فإن ذلك فقر حاضر
ودع ما تعتذر منه من الأمور ولا تعمل به
وإن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا وأنت خير منك بالأمس فافعل
وإذا صليت صلاة فصلِّ صلاة مُودِّع كأنك لا تصلي بعدها
.................................................
لما حضر الموت الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : أخرجوا فراشي إلى صحن الدار ، فأخرج فقال : اللهم إني أحتسب نفسي عندك ، فإني لم أصب بمثلها


.................................................
قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله : أجلسوني
فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. ثم بكى .. وقال : الآن يا معاوية جئت تذكر ربك بعد الانحطام والانهدام .. أما كان هذا وغض الشباب نضير ريان؟
ثم بكى وقال : يا رب .. يا رب .. ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقل العثرة واغفر الزلة .. وَجُد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثق بأحد سواك

.................................................
حينما حضر عمرو بن العاص رضي الله عنه الموت .. بكى طويلا .. وحوَّل وجهه إلى الجدار ، فقال له إبنه : ما يبكيك يا أبتاه؟ أما بشَّرك رسول الله
فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه وقال : إن أفضل ما نعد .. شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
إني كنت على أطباق ثلاث
لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني ، ولا أحبَّ إليَّ أن أكون قد استمكنت منه فقتلته ، فلو مُتُّ على تلك الحال لكنت من أهل النار
فلما جعل الله الإسلام في قلبي ، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : إبسط يمينك فلأبايعنك ، فبسط يمينه ، فقضبت يدي
فقال الرسول لي : ما لك يا عمرو؟
قلت : أردت أن أشترط
فقال : تشترط ماذا؟
قلت : أن يُغفَرَ لي
فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله ، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها ، وأن الحج يهدم ما كان قبله
وما كان أحد أحب إليَّ من رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا أحلى في عيني منه ، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له ، ولو قيل لي صفه لما استطعت أن أصفه لأني لم أكن أملأ عيني منه
ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة
ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها؟
فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار ، إذا دفنتموني فسنوا عليَّ التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي

.................................................
لما حضرت أبا موسى الأشعري رضي الله عنه الوفاة ، دعا فتيانه وقال لهم : اذهبوا فاحفروا لي وأعمِقوا
ففعلوا ..
فقال : إجلسوا بي فوالذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين ، إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا ، و ليفتحن لي باب من أبواب الجنة فلأنظرن إلى منزلي فيها وإلى أزواجي وإلى ما أعد الله عز وجل لي فيها من النعيم ، ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة مني اليوم إلى أهلي وليصيبني من روحها وريحانها حتى أُبعث
وإن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي حتى يكون أضيق من كذا وكذا ، وليفتحن لي باب من أبواب جهنم فلأنظرن إلى مقعدي وإلى ما أعد الله عز وجل فيها من السلاسل والأغلال والقرناء ثم لأنا إلى مقعدي من جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي ، ثم ليصيبني من سمومها و حميمها حتى أبعث
..................................................
................
لما إنتهت غزوة أحد .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع؟
فدار رجل من الصحابة بين القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه .. فناداه : ماذا تفعل؟
فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني لأنظر ماذا فعلت
فقال سعد : إقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام وأخبره أني ميت وأني قد طُعِنتُ إثنتي عشرة طعنة وأنفذت فيَّ ، فأنا هالك لا محالة ، وإقرأ على قومي مني السلام وقل لهم يا قوم .. لا عذر لكم إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف
 
Top