Sunnah محاضرة: صفات الفرقة الناجية | العلامة اللحيدان

Shishani

moderator
Staff member
صفات الفرقة الناجية والطائفة المنصورة

:الشيخ العلامة الفقيه
صالح بن محمد اللحيدان / حفظه الله
عضو هيئة كبار العلماء، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء سابقاً

www.lohaidan.af.org.sa

http://www.al-tawhed.net/Audio/Show.aspx?ID=1365 :استمع


header.jpg

 

Shishani

moderator
Staff member
مقدمة

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، نشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده، وخليله، ورسوله، أرسله رحمة للعالمين، فأنقذ الله به العباد، وأذل الشرك وأهله، وارتفعت راية التوحيد، وانطلقت قوافل الدعوة في كل مكان، من مدينة النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم تمض مدة إلا وقد أضاءت الأرض بضياء الحق والهدى، وعَزَّ أمر الدين، وانخذل أمر الكفر والشرك والأوثان.

فضل الصحابة ومكانتهم

إن الله -جل وعلا- هيأ لمحمد -صلى الله عليه وسلم- أناسًا، وصفهم -صلى الله عليه وسلم- بأنهم خير الناس، آثروه، وجاهدوا معه، ونقلوا علمه، تركوا لنا ثروة علمية عظيمة، مما تلقوه من سيد البشر -صلوات الله وسلامه عليه-، فرضي الله عنهم وأرضاهم، وجعلنا جميعا من محبيهم، ومن أهل الولاء لهم، وكَبَتَ كلَّ من ينتقصهم أو يبغضهم، وقد جاء في الحديث الصحيح عن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»( 1)، جاء هذا الحديث من حديث عبد الله بن مسعود ، ومن حديث عمران بن حصين -رضي الله عنهما-، إلا أن عِمْرَانُ قال: “فَلَا أَدْرِي أَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ قَرْنِهِ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً”(2 ).

الذي لا شك فيه أن خير الناس بعد الأنبياء صحابة -محمد صلى الله عليه وسلم-، ثم خير الناس بالجملة مِنْ بَعْدِهم القرن الذين جاءوا بعدهم، وهم التابعون، ثم الذين يلونهم، هذه القرون التي شهد لها أصدق الخلق -صلى الله عليه وسلم- بأنها أهل الخيرية، هم الذين نشر الله بهم الإسلام حتى بلغوا في الشرق إلى حدود الصين، وبلغوا في الغرب إلى أن دخل جزء من أوروبا في دائرة الإسلام، وبلغ ملك الأمة الإسلامية ما أخبر به الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- حين قال: «إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا»( 3)، وقد بلغت ما أخبر به -صلوات الله وسلامه عليه-، وقد أخبر المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أنه رأى الأنبياء ومن يتبعونهم يوم القيامة فقال: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلاَنِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ لِي: انْظُرْ هَكَذَا وَهَكَذَا، فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ: هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ، وَمَعَ هَؤُلاَءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ» فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَلَمْ يُبَيَّنْ لَهُمْ، فَتَذَاكَرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: أَمَّا نَحْنُ فَوُلِدْنَا فِي الشِّرْكِ، وَلَكِنَّا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَكِنْ هَؤُلاَءِ هُمْ أَبْنَاؤُنَا، فَبَلَغَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «هُمُ الَّذِينَ لاَ يَتَطَيَّرُونَ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ، وَلاَ يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا؟ فَقَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَاشَةُ».(4 )

وقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ»( 5) فلننظر إلى فضلهم -رضوان الله عليهم- ولنتعجب من أولئك الذين ينتقصونهم ويكفرونهم، ساءت وجوههم.

لا شك أن من وفقه الله -جل وعلا- وهداه لأن يكون من هذه الفرقة، فهذا أمر عظيم جدا، ولكن حتى لو لم يكن، فإن الله يقول في كتابه الكريم: ﴿ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾ [سورة آل عمران: الآية 185] .

افتراق الأمم

أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن افتراق الأمم فقال: «افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفَرَّقَتِ النَّصَارَى عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً»( 6)، فأهل الحق السائرون على الصراط المستقيم ممن سبقنا، ومن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- هؤلاء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ومن كان دون ذلك فإن من مات يؤمن بالله -جل وعلا-، ورسله، واليوم الآخر، ويحقق أركان الإيمان، ولم يمت على الشرك المانع من مغفرة الذنوب، فإنه يرجى له خير، إلا أن المقنطرين وأهل الفوز إنما يسبقون بأعمالهم، التي هي بتوفيق الله -جل وعلا-، لأنه لا أحد يمكن أن يحصل على التوفيق بجده واجتهاده، فإن الله أخبر أنه لا أحد يهدي نفسه، ولا يهدي غيره في حديث أبي ذر -رضي الله عنه- المخرج في الصحيح الذي يقول الله تعالى فيه: «يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ»( 7)، فالإنسان لا يهدي نفسه، ولا يهدي غيره هداية توفيق بل هدايته لغيره هداية إرشاد، ويلح المسلم على الله -جل وعلا- بطلب الهداية.

إن نبينا -صلى الله عليه وسلم- لما ذكر أمته قال: «وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً» فأهم ذلك أصحابه -رضي الله عنهم وأرضاهم-، وصار كل واحد منهم يحب أن يعرف هذه الفرقة الناجية فقَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»(8 ).

صفات الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين-

إِنْ عَلِمْنَا أن الله -سبحانه- يخرج من النار من في قلبه إيمان سالم من الشرك، إلا أنه لا يستوي من يدخل الجنة دون أن يدخل في النار، كمن أدخلها بعد أن أخرج من النار، فينبغي أن يحرص المؤمن على سؤال الله أن يهديه، وأن يجعله من الصادقين، في تحري صحبة هؤلاء الذين وصفهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنهم الناجون، ينبغي أن نحرص على إدراك أحوال هذه الفرقة، التي قال سيد البشر عنها: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»( 9).

ما الذي كانوا عليه -رضي الله عنهم- من الصفات؟

كانوا يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، يتوادون فيما بينهم، كان أمر الله وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم- عندهم فوق كل اعتبار، كانوا شديدي الحرص -رضي الله عنهم وأرضاهم- على امتثال أمر الله -جل وعلا-، وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم-، يقول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- وعن سائر أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-: «كُنَّا إِذَا تَعَلَّمْنَا مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَشْرَ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ، لَمْ نَتَعَلَّمْ مِنَ الْعَشْرِ الَّذِي نَزَلَتْ بَعْدَهَا حَتَّى نَعْلَمَ مَا فِيهِ»(10 ).

:جهادهم

الصحابة كانوا في الجهاد لنصرة الحق، فإن أبا أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- في غزوة من الغزوات قرب القسطنطينية حَمَلَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ عَلَى صَفِّ الرُّومِ حَتَّى دَخَلَ فِيهِمْ، فَصَاحَ النَّاسُ وَقَالُوا: سُبْحَانَ اللَّهِ يُلْقِي بِيَدَيْهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ. فَقَامَ أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ لَتُؤَوِّلُونَ هَذِهِ الْآيَةَ هَذَا التَّأْوِيلَ، وَإِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةَ فِينَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ لَمَّا أَعَزَّ اللَّهُ الْإِسْلَامَ وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ سِرًّا دُونَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ أَمْوَالَنَا قَدْ ضَاعَتْ، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَزَّ الإِسْلَامَ وَكَثُرَ نَاصِرُوهُ، فَلَوْ أَقَمْنَا فِي أَمْوَالِنَا، فَأَصْلَحْنَا مَا ضَاعَ مِنْهَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَرُدُّ عَلَيْنَا مَا قُلْنَا: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [سورة البقرة: الآية 195]، فَكَانَتِ التَّهْلُكَةُ الإِقَامَةَ عَلَى الأَمْوَالِ وَإِصْلَاحِهَا، وَتَرْكَنَا الغَزْوَ «فَمَا زَالَ أَبُو أَيُّوبَ، شَاخِصًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى دُفِنَ بِأَرْضِ الرُّومِ»( 11). فكانوا -رضوان الله عليهم- أهل جهاد.

:علمهم بالوحي

كانوا -رضي الله عنهم- أهل لسان، نزل القرآن بلسانهم، وما أشكل وهو نادر وضحه لهم نبيهم -صلى الله عليه وسلم- الذي قال الله له: ﴿ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِم ﴾ [سورة النحل: الآية 44].

:إنفاقهم في أوجه البر

هم أهل بذل في وجوه البر، فإنه لما نزل قول الله تعالى: ﴿لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ [سورة آل عمران: الآية 92] قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن الله -تبارك وتعالى- يقول: ﴿لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله، أرجو بِرَّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين» فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه. ( 12)

:مبادرتهم للأعمال الصالحة

هم أهل مبادرة للأعمال الصالحة، لا يتردد أحد في بذل شيء إذا تيقن أن الله يحب البذل فيه، لأنهم يفهمون قول الله تعالى: ﴿وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾ [سورة الحديد: الآية 7] أي: أن الأموال التي بين أيديكم إنما هي مال الله، عليكم أن تنفقوا فيما يحب الله -جل وعلا- أن يُنْفَقَ فيه من المال الذي خولكم الله إياه، المال ماله -جل وعلا-.

وأحوالهم في البذل كثيرة معروفة، قَالَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا أَنْ نَتَصَدَّقَ، فَوَافَقَ ذَلِكَ مَالًا عِنْدِي، فَقُلْتُ: الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا، فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟» ، قُلْتُ: مِثْلَهُ، قَالَ: وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟» قَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قُلْتُ: لَا أُسَابِقُكَ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا. (13 )

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ، إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ»( 14).

:يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة

كان الصحابة -رضي الله عنهم- يؤثر أحدهم على نفسه ولو كان به خصاصة، ويقول الله عنهم وعن بعض خصالهم: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾ [سورة الإِنسان: الآية 8]، ثم يُبَيِّنُونَ للمطعم إنما يفعلون ذلك لوجه الله، ما يريدون ثناءً من المعطى، وإنما يريدون إرضاء رب العالمين، والله -جل وعلا- لا يضيع أجر من أحسن عملا.

على المسلم أن يحرص على معرفة سيرة أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، فيرجع أهل العلم وطلبة العلم إلى تراجم الصحابة، إلى أحوالهم مع نبيهم -صلى الله عليه وسلم-. فأصحاب كتب التراجم قصدهم من ذكر هذه الأمثلة تصوير أحوال الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم-.

مراقبة الله تعالى

الفرقة الناجية التي تحتفظ بعقيدتها الصافية، وإحلال ما أحله الله -جل وعلا- ورسوله، وتحريم ما حرم الله -جل وعلا- ورسوله، والصدق في التقرب إلى الله -جل وعلا- بما افترضه على العباد وبالنوافل، حتى يتم للعبد ما أخبر به المصطفى -صلى الله عليه وسلم- عن ربه -جل وعلا- في حديث الولي الذي يقول الله -جل وعلا- فيه: «من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه»( 15)، فَلَذَّتُه أن يسمع ما يرضى الله -جل وعلا-، ويحقق متابعة نبيه -صلى الله عليه وسلم- من قول خَيْرٍ، ونصح، وعمل، ودعوة إلى بِرِّ، وتلاوة أشرف كتاب نزل، وتتبع أقوال أفضل نبي أرسل.

:الأمر بالتوبة

لا بد أن يجد المرء من نفسه تقصيرًا، فليحرص على محاسبة نفسه عما مضى من يومه، وليسأل ربه ألا يكون آخر عمل يرضيه، وإن كان غير ذلك فليستغفر الله وليتب إليه، والله -جل وعلا- يحب التوابين، وقد وعدهم بالمغفرة في قوله: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ﴾ [سورة طه: الآية 82]، والله يفرح بتوبة العبد كما في الحديث الصحيح الذي يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه: «لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ إِذَا اسْتَيْقَظَ عَلَى بَعِيرِهِ، قَدْ أَضَلَّهُ بِأَرْضِ فَلَاةٍ»( 16).

لينظر المرء إن وجد عملا يفرحه فليبادر إلى شكر الله الذي وفقه، وإن وجد غير ذلك فقد قال الله في محكم التنزيل لخليله ونبيه محمد: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ﴾ [سورة الزمر: الآية 53]، مهما أذنب العبد لا ينبغي له أن يقنط من رحمة الله ﴿إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ [سورة الزمر: الآية 53].

إذا علمنا أن أشرف الخلق وأكملهم إيمانًا، الذي غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذنبه وما تأخر، كان يستغفر في المجلس الواحد ربما أكثر من مائة مرة، وأمر الناس بالتوبة فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ، فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ، مَرَّةٍ»( 17) .

في كل ليلة ساعة إذا وُفِّقَ العبد لها حصل على خير عظيم، لكنه لا بد أن يستعد لها بالتوبة من الذنوب، إن علم المرء ذنوبًا تخلص منها إذا كانت بين العبد وبين العباد، وإن كانت بينه وبين الله فما عليه إلا أن يتوب من الذنب الذي بينه وبين ربه -جل وعلا-.

معنى الطائفة المنصورة

هذه الطائفة المنصورة ليس معناه منصورة في قتالها على كل من أراد أن يقاتلها، لا تهزم أمة مؤمنة إلا إذا دخلها أمر يُضْعِفُ إيمانها، وما حدث يوم حنين من إعجاب الصحابة بكثرتهم حتى قال بعضهم لبعض: لن نغلب اليوم من قلة، وإذا بالهزيمة تحصل قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ﴾ [سورة التوبة: الآية 25]، ثم عاطفهم الله، وعطف قلوبهم ورد لهم النصر بعد ما صاروا في حكم اليائسين منه.

المصائب سببها فساد الناس

ينبغي للمسلم إذا رأى ما يكره، أو حل في بلده، أو بأي بلد من بلدان المسلمين ما يكره فليعلم أن ذلك بسبب ما حصل من العباد، وإلا فإن الله لا يظلم أحدًا، يقول سبحانه: ﴿ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾ [سورة الروم: الآية 41].

فالمصائب التي تحدث لا تكون إلا بما كسبت أيدي الناس من سوء، ولو أن الناس استقاموا جميعا ما أصابهم شيء، ولكن يأبى الله -جل وعلا- أن تكون حال الناس كلهم على ما يراد شرعا، بل قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ»( 18) .

الطاعات علاج القلوب

إن المخالفات إذا تتابعت أمرضت القلوب، وربما أماتتها، فالإنسان يحتاج إلى أن يتعهد قلبه بالإكثار من التوبة، والاستغفار، وتكرار قراءة ما يوقظ في القلب الحياة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ»( 19) فعلينا أن نتعاهد هذه المضغة بقدر المستطاع، وربنا قد يسر الأسباب فقال في كتابه: ﴿أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ ﴾ [سورة الرعد: الآية 28].

ليتعهد المرء نفسه فلا يغفل عن الذكر، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ»( 20).

من صفات الفرقة الناجية

إن الفرقة الناجية هي التي تعظم أمر الله، وأمر رسوله، قولا وعملا، لا يُقْدِمُ أحد منهم على مخالفة أمر الله وأمر رسوله، ألم يقل الله -جل وعلا-: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [سورة النور: الآية 63]، فمخالفة أمره في حياته مثل مخالفة سنته بعد مماته -صلى الله عليه وسلم-.

الحذر من الفتن

لا بد أن يحذر المسلم من الفتن، فإنها متنوعة، ومصادرها لا تكاد تحصر، تجد مصادرها شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، ومن كل ناحية، ولهذا على المسلم أن يكون في غاية الحذر لئلا تعصف به ريح الفتن ، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر عن حال الناس في الفتن فقال: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا»( 21).

فتنة الدنيا

أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يخشى علينا الدنيا، ما كان يخشى علينا الفقر فقال: «مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ»( 22)، فإذا وفق المؤمن إلى أن يجعل دنياه خادمة لدينه كان في ذلك وقايته من عذاب الله، إذا رأى فيها أسباب غفلة له أو صَدًّا عن الخير، فَلْيُهِنْهَا وليكرم ما يعتز بكرامة دينه، وليتق الله -جل وعلا- ويلجأ إلى الله.

المأكل الحلال

ينبغي للمسلم أن يحرص أن تكون مكاسبه من حلال، ألم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: « أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}[المؤمنون: 51] وَقَالَ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}[البقرة: 172] ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟»( 23)، نحن ندعوا كثيرًا، ندعوا أن يكبت أعدائنا، وأن يصون بلادنا، وأن يهدي ذرارينا للإسلام، ثم نرى انحرافات وشذوذًا في الأعمال وقَحْطًا في كثير من الأماكن، والله -جل وعلا- أصدق القائلين، وقد وعد: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [سورة غافر: الآية 60]، فإذا لم تظهر لنا استجابة للدعاء فلنفتش في دخائل أنفسنا، بل لنفتش عن ذنوبنا، فإن علماء السلف يقول قائلهم: إني لأرى أثر المعصية في خُلُق زوجتي ودابتي.

الصلاة بخشوع وخضوع

إن الله -جل وعلا- أخبر أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فإذا رأينا كثيرًا من المصلين يرتكبون المنكرات، فليس لأن الصلاة لا تنهى، ولكن لأن الصلاة التي صليت لم تكن الصلاة الكافية التي قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عنها: «صَلوا كَمَا رَأيْتُمُوني أُصَلِّي»( 24)، ثم أخبر -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْصَرِفُ وَمَا كُتِبَ لَهُ إِلَّا عُشْرُ صَلَاتِهِ، تُسْعُهَا، ثُمْنُهَا، سُبْعُهَا، سُدْسُهَا، خُمْسُهَا، رُبْعُهَا، ثُلُثُهَا، نِصْفُهَا»( 25)، فإذا كانت حصيلة المرء من صلاته عشرها، فكيف يقوى هذا العشر على الصد عن المنكرات؟

أوقات إجابة الدعاء

كل يوم جمعة جعل الله فيه وقتا يستجيب فيه الدعاء، وإن كان قليلا لكنه عظيم، وجعل في كل ليلة ساعة يستجيب فيها الدعاء، كل واحد منا محتاج، أكثر الناس منعة وأوسعهم سلطانا وأعظمهم ثراء محتاج، لكن كثيرًا منا يغفل عن هذه الحاجة، ينبغي لمن أراد أن يسأل الله -جل وعلا- أن يُفَرِّغَ بقدر المستطاع الأثقال التي على ظهره، يتوب إلى الله من كل ذنب يعلمه توبة صادقة، ويتوب من كل ذنب لا يعلمه، فإن الذنوب التي لا يعلمها لها تأثير، فالإنسان قد يكون حاد النظر لكن لا يرى الذي على اليمين واليسار، وقد يكون قريب النظر، والنظر الحقيقي هو نظر القلب الذي قال الله تعالى عنه: ﴿إِنَّهَا لَا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [سورة الحجج: الآية 46].

اتباع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وهدي صحابته

خلاصة الأمر أن يحرص المسلم على أن يعلم كيف كان يعمل النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في الصلوات الخمس؟ كيف كانوا يفعلون في نوافل العبادات؟ كيف كانوا يفعلون في التعامل فيما بينهم؟ كيف تكون حالهم إذا انتهكت محارم الله؟ كيف حالهم مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ»( 26).

الخلاصة أن الفرقة الناجية: هي المتمسكة بما جاء عن الله -جل وعلا- وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وعلى ما كان عليه صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنهم الذين شهد لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهم خير الناس، ومن جاء بعدهم، فإنما الشهادة لهم بالجملة، وأما من جاء بعد أولئك فقد ذكر فيهم أوصافا كثيرة، هي كثيرة في الخلق.

واقع مرير

أعظم أركان الدين الصلوات الخمس معطلة في كثير من بلاد العالم إلا ما شاء الله، الحدود التي لا حق لأحد أن يهملها إذا ثبت موجبها لا تقام في عامة بلاد العالم الإسلامي، اللهم إلا في بلاد المملكة، الشرك الأكبر لا يستنكر استنكارًا في الدنيا كلها إلا ما كان في المملكة، في المملكة ولله الحمد تحكيم الشريعة في أكثر ما يكون بين الناس، وفي العالم قل أن تجد من يعرف أحكام قطع اليد، أو جلد الزاني، أو رجم الزاني، أو جلد شارب الخمر، أو جلد القاذف بالزنا، لا تجد أحدًا يغضب إذا سُبَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بحيث يقام على من يسب النبي حكم الله . أضف إلى ذلك ما قامت أسواق العالم الإسلامي على تبجيله والعناية به ألا وهو الربا.

لذا لا نستغرب إذا كانت الأمة الإسلامية في مواقف كثيرة تُغْلب والله تعالى قال عن أهل الربا:{فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّه} [سورة البقرة : الآية 279] والمحارب لله لا ينتصر.

الفرقة الناجية لا يخلو منها زمان

الأمة الإسلامية لم تخلُ منها الفرقة الناجية، وهي الفئة المنصورة بالحق لأن من ثبت على الإيمان ثُبُوتًا حقا، ولم تستهوه الأهواء، ولم يتجرأ على المحرمات، ولم يَلِنْ لدعاية النفس الأمارة بالسوء، بل جعل أمره وهواه ورغبته مقيدة في أمر الله، وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

اقتضاء العلم العمل

بعض طلبة العلم الشرعي والمتمسكين بسنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- نجده مخالفا للسنة بفعله، وهذا شيء يعرفه المتعلمون، ومن شرف العلم يَشرف حامله بالصدق به، أن يعمل بالعلم الذي يعرف في: المكاسب، والمطاعم، والمشارب، والزي، والزينة.

إنه لا يحقق النصر للأمة إلا أن تنصر الله، فإن الله تعالى يقول: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ﴾ [سورة محمد: الآية 7]، ويقول -جل وعلا-: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ﴾ [سورة الحجج: الآية 40]، فنصر الله لنا مرتبط بأن ننصر الله، ونصرنا لله أن نطيعه فلا نعصيه في كل أمورنا.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا.
__________________________________


الأسئلة

السؤال الأول: سماحة الشيخ هنالك دعوة خرجت تفرق بين الفرقة الناجية و الطائفة المنصورة، فما رأي سماحتكم في ذلك، وما حكم هذا التفريق؟

ما كل قول إذا سُمِعَ يُعَارُ انتباها، ويلقى تقديرًا، لو كان مع القائل نص من الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-، الذي لا ينطق عن الهوى قُبِلَ، وإنما الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة هي الفرقة القائمة بأمر الله -جل وعلا- ، وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ليس كُلُّ خلاف يعتبر، إلا ما كان من خلاف ينصر الحق فيه الخبر من الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-، ولهذا لا يلتفت لمثل هذا الكلام.

السؤال الثاني: إليكم سماحة الشيخ، إن هذه الدعوة التي تفرق بين الفرقة الناجية والطائفة المنصورة يحتج صاحبها بأن حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة حديث ضعيف.

ليت هذا السائل ساق لنا السند، وبَيَّنَ لنا وجه الضعف فيه، ومن هو الرواي الذي لا يُقْبَلُ قوله، وهل يظن أنه هو من المنزلة بمكان التي يستدرك منها على فحول الإسلام، الذين تلقوا هذ الخبر بالقبول، وإنما اختلفوا في بعض الْفِرَقِ هل تدخل من الثلاثة والسبعين أم لا تدخل؟ هل ظن أنه أحاط علما بهذه الأمور كلها، قد كفي مؤونة تفتيش ذلك وأراحه فحول الإسلام، الذين جعلهم الله -جل وعلا- حماة لشريعته، وصيانة لسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وألة بحث وتدقيق، فرحمهم الله ورضي عنهم، وملأ قلوبنا من حبهم.

السؤال الثالث: سماحة الشيخ، هذا سائل يقول: لو أن هنالك فرقة أو طائفة تعمل في مجال الدعوة، ويكون عندها بدع، ويحتج البعض بأنها مشتملة على بعض الخير فلا بأس من الذهاب معها، فما رأي سماحتكم في ذلك؟ حيث اغتر بهذا الأمر كثير من الناس، فذهبوا وأصبحوا من رواد القبور والقباب.

ما دمت ذكرت أنهم أصبحوا من رواد القبور والقباب، فإن هذا الإصلاح الذي انجروا إليه يكفي لرد إحسان الظن الذي اصطحبوه، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»( 27) وفي لفظ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»( 28)، والحديث في الصحيح من حديث عائشة -رضي الله عنها-، فكون هؤلاء يكون لهم أثر إن كان خيرًا نرجوا الله أن يهديهم، لكن لا يصح أن يُكَثَّرُوا وأن ينصروا، وأن يُحَسِّنُوا للمسلم أن الذهاب للسيد الفلاني أو الضريح الفلاني، هذا طاعة لله، وتعظيم لأمر الله -جل وعلا-، عظم أهله في حياتهم، هذا ضلال مبين، علماء السلف -رحمة الله عليهم- لا سيما من كانوا في القرون الثلاثة، التي شهد لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنها خير الناس، لم يكن هذا طريقهم، ولا هذه السيرة سيرتهم -رحمة الله عليهم-.

فمن كان منهجه الذي هو عليه مُخَلِّطًا بين خير وشر، إما أن يترك الشر كله ويكتفي بالخير، والاكتفاء بالخير أن يسير على ما سار عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته، أما أن يدعي لنفسه ما لم يدعه أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، ولا بقية العشرة، ولا الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين-، ولا ادعاه التابعون، ولا الأئمة الأربعة، فهذا قول يطرح، والله المستعان.

السؤال الرابع: سماحة الشيخ، أسئلة كثيرة جاءت تسأل عن قول الله تعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ﴾ [سورة المائدة: الآية 44] و ﴿الظَّالِمُونَ﴾ [سورة المائدة: الآية 45] و ﴿الفَاسِقُونَ﴾ [سورة المائدة: الآية 46] ، وفحوى هذه الأسئلة في معناها: أن حكام المسلمين، وعامتهم إذا ارتكبوا كبيرة من الكبائر فإنهم يخرجون من دين الإسلام، ما حكم هذا القول ؟ وما صحة ذلك؟ أفتونا مأجورين، جزاكم الله خيرًا.

إن هذا الأسئلة فيها رائحة غير مستحسنة، ينبغي للسائل إن كان طالب علم أن يراجع كلام العلماء في التكفير والتفسيق، وادعاؤه عدواة الله إلى آخره، ألا يأخذ كلمة ويجعلها هي المنطلق، قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ»( 29)، هل هؤلاء الذين ضرب بعضهم رقاب بعض كفروا، وأصبحوا من الكفار الذين يخلدون في النار؟ هل يظن هذا في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «اثْنَتَانِ فِي النَّاسِ هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ: الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ»( 30)، هل يرى أن هذا يصير كفرًا يخرج من الملة، عتابي على الذي يكون بادئًا في طلب العلم ألا يكون سؤالا لمجرد نص العبارة، وليرجع إلى كلام العلماء وما يقولونه عن هذا، جَمِّعْ هذه الأشياء بعضها إلى بعض: «ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، صدقا من قلبه، إلا حرمه الله على النار»( 31) فالأحاديث تنص على أنه مات على الحق.

الناس الآن في حاجة إلى أن يجمعوا الكلمة، لكن على الحق، لا أن يسعوا لتكفير الناس، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا، إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ، وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ»( 32)، فمن قال لآخر: يا عدو الله، ولم يكن ذلك عدوًا لله، رجع هذا الوصف السيء على القائل، وإذا فُرِضَ مثلا حكام المسلمين والمعينين لهم كفار، إلى أين يذهب؟ هل يظن أنه سوف تسلم له الأمور ليتولاها.

أسأل الله -جل جلاله- أن يهدي أصحاب هذه الأسئلة، بأن يحرصوا على تحصيل العلم، وما أشكل عليهم يسألون أهل العلم عنه، وألا يعطوا أنفسهم من الثقة أكثر مما تستحق، فإن الإنسان إذا وثق بنفسه أعطاها صفات يقصر عنها الفحول.

أيعجز الواحد أن يدعو لولاة المسلمين أن يوفقهم الله للصلاح، أن يهديهم جميعا لأن يكونوا على أحسن حال، وأكمل وصف، هل يضيره ذلك؟ لو يعتقد الواحد منا أنه إذا دعا لرئيس الولايات المتحدة، أو رئيس روسيا، أو رئيس الصين إذا دعا له أن يهديه الله للإسلام، أن الله يهديه لدعا له، ألا يحب أن يكون ممن يهتدي على يديه أحد، والنبي يقول: «وَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِهُدَاكَ رَجُلًا وَاحِدًا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ»( 33)،سامح الله صاحب هذه الأسئلة، ونور قلوبنا جميعا -وهو معنا-، وأصلح بلادنا وبلاد المسلمين.

السؤال الخامس: سماحة الشيخ، هذا سائل يقول: ما حكم العمل مع بعض الجماعات الإسلامية الآن المستجدة على الساحة، التي عندها تكتم، وسرية في عملها، وخفاء، وإعطاء بيعات لرؤساء الجماعة والحزب؟ وجزاكم الله خيرًا.

هذا عمل ضلال، ولا يحل، والدِّين لا بد أن يكون على أمر واضح جَلِِيٍّ، وإلى كل من دُعِيَ إلى هذه الجماعات أضرب مثالا لها مجرد تمثيل: القرامطة في مبدإ أمرهم كانوا يتظاهرون بحب الخير للناس، ونصرة المساكين، فلما استفحل أمرهم كَشَّرُوا عن أنيابهم، وفعلوا الأفاعيل، وسعوا لإضلال الناس، ورأوا أن مكانهم في جنوب تونس والجزائر غير صالح لتأسيس دولة، فسعوا جادين أعانهم على ذلك تفكك الأمة الإسلامية في ذلك الزمن في القرن الخامس الهجري، فزحفوا واستولوا على مصر، ومصر مكان نافع جدًّا للدعوة الطيبة والدعوة السيئة، تجد فيه أنصارًا لأن أهله خليط بين مسلمين وغير مسلمين، وهم النصارى، ولكن الله لم يمكن لتلك الدولة الخبيثة، التي يقول العلماء عنها: ظاهر أهلها الرفض، وباطنهم الكفر المحض.

السؤال السادس: سماحة الشيخ: هذا سائل يقول: أقرأ وأسمع في بعض المجالس حملة تطعن في فضلية الشيخ الدكتور ربيع بن هادي المدخلي، والتحذير منه، ومن الأخذ عنه، وأنه ليس من أهل السنة والجماعة، مما جعلني في حيرة من أمري في ذلك، فما حكم ذلك؟ نرجو التوضيح، وجزاكم الله خيرًا.

لا شك أن الشيخ ربيع من أهل العلم، وهو من تلامذة الشيخ عبد العزيز -رحمة الله عليه-، وكان من الأساتذة في جامعة المدينة، ولا أعرف عنه انحرافًا لا في عقيدة ولا في أخلاق، بل ظَنِّي فيه: أنه حسن، ومن أهل الخير، ومن المكافحين لدعاة الفتنة، ثم إني أنصح الشباب أن يتجنبوا الوقيعة في أهل العلم، ويَكُُّفوا ألسنتهم، وأن يحرصوا على تقويم أنفسهم، ثم إذا رأوا أن في أحد فيما يظنون عيبا، فليفتشوا في أنفسهم، ولينظروا فيها، فما وجدوا من عيوب يحرصون على إصلاحها، وكما قال القائل:

إذا شئت أن تبقى سليما من الأذى ودينك موفور وعرضك صيّن

لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن

هذا إذا وُجِدَتِ العورة، أما أن تلتمس للناس عورات، أو تسمع عنها، ثم تتضخم، ثم يُدْعَى لها، فهذا ليس من الإصلاح في البلاد، ولا من العمل الصالح.

نصيحتي لطلبة العلم عمومًا ألا يكونوا جريئين، لا على الحكام، ولا على العلماء، وإذا علموا أن أحدًا فيه عيبا وتأكدوا من ذلك العيب، وأنه عيب لا يحل حصوله، يُبَلَّغُ ذلك الشخص إذا علموا العيب، وعرفوا الدليل الذي يدل عن أن ذلك الأمر منكر، وفي سورة النور ذم الله الذين يخوضون بألسنتهم دون أن يتحققوا.

السؤال السابع: سماحة الشيخ، هنالك من يقرر ويقول: إن الصحابة اختلفوا في مسائل العقيدة، فما حكم ذلك؟ أفتونا مأجورين.

أستغفر الله، هذا لا يقوله إلا مبتدع ضال، الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين- أهل عقيدة، إذا وجد خلاف بينهم فإنما هو في بعض الأمور الاجتهادية، في الأعمال، وأما في أمور العقيدة بأن الله الواحد الأحد، أنه السميع البصير، أنه الفعال لما يريد، أنه الخلاق، أنه خالق كل شيء، المطلع على كل شيء، لا، لم يختلفوا.

لا يثير هذه الأمر إلا داعية فتنة، إما أنه يتستر بإدعائه أنه من أهل الخير، قد يكون عرف خيرًا، وصار يتحدث بالخير الذي يعرفه، ليوهم الناس، وليجرهم إلى الباطل الذي يجنح إليه، ويحرص على إشاعته.

إن كان من المغترين فليستغفر الله، وليَتُبْ، وليرجع إلى أهل العلم، يسألهم، وإن كان ممن يحب أن يُخْفِيَ مقاصده، ويغطي أهدافه، فَلْيُفْضَح ليَتَوَقَّى الناسُ شره.

السؤال الثامن: سماحة الشيخ، هذا سائل يقول: أتعرف شيئا عن هذه الفرقة التي خرجت هذه الأيام تقاتل أهل السنة في جنوب هذه البلاد، والمسماة الحوثية؟ نرجوا التوضيح، وجزاكم الله خيرًا.

أنا في الحقيقة لا أعرفها معرفة محددة، ولكن كون زعيم هذه الطائفة قد صار في إيران، وإيران اثنا عشرية، معروف مذهبها وحالها، وما تقوم به هذه الفرقة في جنوب المملكة، وما كان بينها وبين حكومة اليمن أيضا من شر، فإن كانت زيدية لا شك أن الزيدية في الجملة أقرب المتشيعين لأهل السنة، فإنهم يحتجون بأحاديث الصحيحين، والسنن، ومسند الإمام أحمد، وغيرها من أحاديث السنة، وفيها فرقة عندها غلو زائد، وبعضهم يمقتون بعض الصحابة كمعاذ -رضي الله عنه وأرضاه- وغيره، لكن لا أقول كلهم، وإنما بعض علمائهم يمقت الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين- وبخاصة الجارودية من الزيدية، لكني لا أعرف تفاصيل هؤلاء، لكن العمل الذي يقومون به في المملكة عمل لا يحمد.

نسأل الله -جل وعلا- أن يهدي ضال المسلمين في كل مكان، وأن يصون دولتنا وباقي دول المسلمين عن كل شر.

السؤال التاسع: سماحة الشيخ، يقول السائل: هل الدعوة السلفية، دعوة السلف الصالح، والمنهج السلفي الحق يعتبر دخيل على الإسلام؟ أفتونا مأجورين.

هذا السائل لو سأل ما معنى السلفية كان وُضِّحَ له ، فالدعوة السلفية أن يُدْعَى الناسُ لما كان عليه الصحابة، والتابعون، وتابعوهم، فهذا ليس بدخيل على الأمة الإسلامية، أفضل هذه الأمة على الاطلاق الصحابة بعد نبيها، وهم أفضل أتباع الأنبياء، ثم يأتي بعد هؤلاء تلامذة الصحابة، وهم القرن الثاني، الذين شهد لهم النبي أنهم خير الناس بعد الصحابة، ثم يأتي الثالث.

هذه الحياة العظيمة المباركة إنما يُدْعَى الناس إلى المنهج الذي كانت عليه، ثم كل من تبع هذا المنهج من الأئمة الأربعة، وأتباعهم، إلى أن وصل في بلادنا إلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، ثم أبنائه وتلامذته، ثم ما كان عليه علماؤنا الذين أدركناهم ودرسونا وصاحبناهم، فهذا هو المنهج الحق الذي يوافق ما جاء عن الله -جل وعلا-، وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فهو الدعوة التي سلفت عليها هذه الأمة المباركة سلفها، وبحول الله سوف يستمر خلفها على ما كان عليه السلف بفضله -جل وعلا- وجوده.

ونصيحتي للشباب: ألا يغتر بأقوال المرجفين، ودعاة الفرقة، وألا يغتروا بتزيين الأمور، وتسهيل المسالك، فالفرقة الناجية هم الذين صدقوا الله ورسوله، واتبعوا رسوله وأصحابه، وصدقوا في هذا الاتباع.

أما من دعا إلى ضلال كالذي جاء في سؤال السائل، فهؤلاء يجب أن يحذر منهم غاية الحذر، والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، وسلم تسليما .

*********************************************************************************************************************************************

( 1) أخرجه البخاري (2/938، رقم 2509)، ومسلم (4/1962، رقم 2533) من حديث عبد الله بن مسعود.
( 2) أخرجه البخاري (2/938، رقم 2508) ومسلم (4/1964، رقم 2535).
( 3) أخرجه مسلم (4/2215، رقم 2889).
( 4) أخرجه البخاري (5/2170، رقم 5420)، ومسلم (1/199، رقم 220) .
( 5) أخرجه البخاري (3/1343، رقم 3470)، ومسلم (4/1967، رقم 2541).
( 6)أخرجه أحمد (2/332، رقم 8377)، وأبو داود (4/197، رقم 4596)، والترمذي (5/25، رقم 2640).
( 7) أخرجه مسلم (4/1994، رقم 2577).
( 8) أخرجه الترمذي (5/26، رقم 2641).
( 9) أخرجه الترمذي (5/26، رقم 2641).
( 10) أخرجه الحاكم (1/743، رقم 2047)، والبيهقي (3/119، رقم 5072) .
( 11) أخرجه أبو داود (3/12، رقم 2512)، والترمذي (5/212، رقم 2972).
( 12) أخرجه البخاري (3/1014، رقم 2607)، ومسلم (2/693، رقم 998).
( 13) أخرجه أبو داود (2/129، رقم 1678)، والترمذي (5/614، رقم 3675).
( 14) أخرجه مسلم (2/713، رقم 1028).
( 15) أخرجه البخاري (5/2384، رقم 6137).
( 16) أخرجه البخاري (5/2325، رقم 5950)، ومسلم (4/2105، رقم 2747) .
( 17) أخرجه مسلم (4/2075، رقم 2702) .
( 18) أخرجه مسلم (4/2106، رقم 2749).
( 19) أخرجه البخاري (1/28، رقم 52)، ومسلم (3/1219، رقم 1599) .
( 20) أخرجه أحمد (4/188، رقم 17716)، والترمذي (5/458 رقم 3375).
( 21) أخرجه مسلم (1/110، رقم 118).
( 22) أخرجه البخاري (3/1152، رقم 2988)، ومسلم (4/2273، رقم 2961).
( 23) أخرجه مسلم (2/703، رقم 1015).
( 24) أخرجه البخاري (1/282، رقم 785) . ومسلم (1/465، رقم 674).
( 25) أخرجه أحمد (4/321، رقم 18914)، وأبو داود (1/211، رقم 796) .
( 26) أخرجه مسلم (1/69، رقم 49) .
( 27) أخرجه البخاري تعليقا (3/69)، ومسلم (3/1343، رقم 1718).
( 28) أخرجه البخاري (3/184،2697 )، ومسلم (3/1343، رقم 1718).
( 29) أخرجه البخاري (4/1598، رقم 4141)، ومسلم (1/82، رقم 66).
( 30) أخرجه مسلم (1/82، رقم 67).
( 31) أخرجه البخاري (1/37، رقم 128).
( 32) أخرجه البخاري (5/2264، رقم 5753)، ومسلم (1/79، رقم 60).
( 33) أخرجه البخاري (3/1077، رقم 2783)، ومسلم (4/1872، رقم 2406).
———————————————————

المحاضر : معالي الشيخ / صالح بن محمد اللحيدان

رابط الموضوع : http://www.assakina.com/mohadrat/18200.html#ixzz413BztWmS
 
Top