مصطلحات الحديث الشريف

Abu Sarah

Allahu Akbar
Staff member
الحديث الشريف


الحمد لله
الحديث هو ما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة .

والحديث أما أن يكون مؤكداً لما في القرآن كالأمر بالصلاة و الزكاة ونحوهما أو يكون مفصلاً لما أجمل في القرآن كعدد ركعات الصلوات , وأنصبة الزكاة وصفة الحج ونحو ذلك أو يكون مبيناً لحكم سكت عنه القرآن كتحريم الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها في الزواج .

وقد أنزل الله القرآن على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأمره ببيانه للناس بقوله : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) النحل/44 .

وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم وحي من ربه قال تعالى : ( ما ضل صاحبكم وما غوى ، وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ) النجم/2-4 .

وقد بعث الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم ليدعو الناس إلى عبادة الله وحده والكفر بما سواه مبشراً بالجنة ومنذراً بالنار : ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً ، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ) الإسراء/105 .

والرسول صلى الله عليه وسلم حريص على هذه الأمة ما علم من خير إلا دل الأمة عليه وما علم من شر إلا وحذرها منه : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) التوبة/128 .

وكان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعث الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة إلى الناس كافة : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) الأنبياء/107 .

ولما كان الرسول صلى الله عليه وسلم مبلغاً عن ربه الوحي الذي أنزل عليه فقد وجبت طاعته , بل صارت طاعته طاعة لله : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) النساء/80 .

وطاعة الله ورسوله هي سبيل النجاة وطريق الفوز والسعادة في الدنيا والآخرة : ( ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ) الأحزاب/71 .

ومن هنا وجبت طاعة الله ورسوله على جميع الناس لأن فيها فلاحهم ونجاتهم : ( وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ) آل عمران/132 .

ومن عصى الله ورسوله فإنما يضر نفسه ولا يضر الله شيئاً : ( ومن يعص الله ورسوله ويتعدّ حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين ) النساء/14 .

وإذا حكم الله ورسوله في أمر فليس لأحد أن يختار أو يعترض بل تجب الطاعة والإيمان بالحق : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً ) الأحزاب/36 .

ولا يتم إيمان العبد إلا بمحبة الله ورسوله والمحبة تستلزم الطاعة ومن أراد أن يحبه الله ويغفر له ذنوبه فليتبع الرسول صلى الله عليه وسلم : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم , والله غفور رحيم ) آل عمران/31 .

محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ليست كلمات تردد بل هي عقيدة وسلوك تعني طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر أن لا يعبد الله إلا بما شرع .

ولما أكمل الله هذا الدين وبلغ الرسول رسالة ربه قبضه الله إلى جواره وترك الرسول صلى الله عليه وسلم الأمة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) المائدة/3 .

وقد حفظ الصحابة رضي الله عنهم بفضل الله أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ثم جاء من بعدهم السلف الصالح فدونوها في كتب عرفت بالصحاح والسنن والمسانيد ومن أصحها صحيح البخاري وصحيح مسلم والسنن الأربع ومسند الأمام أحمد وموطأ مالك وغيرها .

وقد أكمل الله هذا الدين وما علم الرسول صلى الله عليه وسلم من خير إلا دل الأمة عليه وما علم من شر إلا حذرها منه فمن أحدث في دين الله شيئاً من البدع , والخرافات كسؤال الموتى , والطواف على قبورهم ودعاء الجن والأولياء وغير ذلك مما لم يشرعه الله ورسوله فذلك كله مردود غير مقبول كما قال عليه الصلاة والسلام : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) رواه مسلم/1718 .



من كتاب أصول الدين الإسلامي للشيخ محمد بن إبراهيم التويجري.
 

Abu Sarah

Allahu Akbar
Staff member
حكم الحديث المعلق




الحمد لله

أولا :

الحديث المعلق هو ما حذف من بداية إسناده ( أي من جهة المحدث المصنف – صاحب الكتاب-) راو واحد فأكثر .

يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله "نزهة النظر" (108-109) :

" ومن صور المعلق :

أن يحذف جميع السند ، ويقال مثلا : قال رسول لله صلى الله عليه وسلم .

ومنها : أن يحذف كل السند ولا يبقى إلا اسم الصحابي أو اسم الصحابي والتابعي.

ومنها : أن يحذف من حدَّثَه ويضيفه إلى من فوقه " انتهى بتصرف .

ثانيا :

كل حديث يذكر في الكتب محذوف الإسناد ، ويرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، دون عزو إلى شيء من كتب السنة ، فهو حديث معلق ، فإن كان الحديث موصولا بالأسانيد في كتب السنة ، أو كان المصنف الذي علقه قد وصله في مكان آخر من كتبه ، فيظهر حينئذ أن تعليق من علقه إنما كان لأجل الاختصار ، ووصفه بالتعليق لا يعني الحكم عليه بالضعف ، وليس هو محل خلاف وبحث عند أهل العلم .

تجد ذلك كثيرا ظاهرا في صحيح الإمام البخاري :

يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله "النكت" (1/325) :

" إن ضاق مخرج الحديث ولم يكن له إلا إسناد واحد ، واشتمل على أحكام واحتاج إلى تكريرها ، فإنه والحالة هذه إما أن يختصر المتن أو يختصر الإسناد " انتهى .

ويقول السيوطي في "تدريب الراوي" (1/117) :

" وأكثر ما في البخاري من ذلك موصول في موضع آخر من كتابه ، وإنما أورده معلقا اختصارا ومجانبة للتكرار " انتهى .

ثالثا :

للحكم على الحديث المعلق فإنه لا بد – كما هو الحال عند الحكم على أي حديث – من جمع طرق الحديث والبحث عن أسانيده ؛ ولا يخلو حكمه بعد ذلك من الحالات التالية :

1- إن لم نقف له على سند في أي كتاب : فحينئذ فالأصل الحكم بالضعف على الحديث ؛ وذلك للجهل بحال الرواة المحذوفين من السند ، فقد يكون منهم الضعيف أو الكذاب .

مثاله : ما علقه الحافظ ابن عبد البر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مَا مِن مُسلِمٍ يَمُرُّ عَلَى قَبرِ أَخِيهِ كَانَ يَعرِفُهُ فِي الدُّنيَا ، فَيُسَلِّمُ عَلَيهِ ، إِلا رَدَّ اللَّهُ عَلَيهِ رُوحَهُ حَتَّى يَرُدَّ عَلَيهِ السَّلامَ )

فقد بحث أهل العلم عن هذا الحديث المعلق فلم يجدوه مسندا في كتاب ، وكل من يذكره ينقله عن تعليق الحافظ ابن عبد البر ، فهو في الأصل حديث ضعيف ، إلا أن بعض أهل العلم صححه تبعا للحافظ ابن عبد البر الذي علقه وصححه .

2- إذا وجدنا للحديث سندا موصولا في كتاب آخر من كتب السنة ، فإننا حينئذ ننظر في السند ، ونحكم عليه بحسب قواعد أهل العلم في نقد الأحاديث ، كما أنه يمكن الاستعانة للحكم على الحديث المعلق بما فهمه العلماء من مناهج كتب السنة ، وهذا بيان ذلك :

رابعا :

لبعض الأئمة مناهج في ذكر الحديث المعلق ، وهذه المناهج إما أن ينص عليها الإمام نفسه ، أو يعرفها من بعده من أهل العلم من خلال دراسة كتابه واستقراء أحاديثه .

ومن كلام أهل العلم في منهج البخاري في التعليق ، نستطيع تقسيم معلقاته ( والتي تصل إلى مائة وستين حديثا معلقا ) إلى قسمين :

الأول : ما علقه بصيغة الجزم ، مثل قال ، رَوَى ونحو ذلك :

فحكم هذه المعلقات هو الصحة أو الحسن ، لأنه لا يستجيز أن يجزم بذلك إلا وقد صح عنده ، بل منها ما هو على شرطه وإنما علقه لأنه أخذه مذاكرة أو إجازة .

ويستثني العلماء من هذه القاعدة حديثا واحدا فقط ، وهو ما علقه في كتاب الزكاة (2/525) :

( وقال طاوس : قال معاذ رضي الله عنه لأهل اليمن : ائتوني بعرض ثياب : خميص أو لبيس في الصدقة مكان الشعير والذرة ، أهون عليكم ، وخير لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة )

قالوا : فهذا إسناده إلى طاوس صحيح ، إلا أن طاوسا لم يسمع من معاذ .

الثاني : ما علقه بصيغة التمريض : مثل : رُوِيَ ، يُذكَر ونحوها .

فهذا قد يكون فيه الصحيح ، وقد يكون فيه الحسن ، ويكون علقها لأنه رواها بالمعنى .

كما قد يكون فيه الضعيف ضعفا يسيرا : وقد يبين ضعفه بقوله عقبه : ( لم يصح ) .

( ملخصا من كتاب "النكت" للحافظ ابن حجر (1/325-343) ، "تدريب الراوي" للسيوطي (1/117-121)

أما صحيح مسلم :

فإن جميع ما فيه من المعلقات يصل فقط إلى خمسة أحاديث ، يرويها الإمام مسلم مسندة متصلة من طريق ، ثم يعلقها عقبه من طريق أخرى غير الطريق التي أسندها ، لغرض علمي يريده الإمام مسلم ، وقد جمعها الشيخ رشيد الدين العطار في رسالة مطبوعة ، وبين وصلها وأسانيدها الصحيحة .

وليس في صحيح مسلم – بعد المقدمة – حديث معلق لم يصله من طريق أخرى إلا حديث واحد : قال مسلم في حديث رقم (369) :

وروى الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن عبدالرحمن بن هرمز عن عمير مولى ابن عباس أنه سمعه يقول : : أقبلت أنا وعبدالرحمن بن يسار مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخلنا على أبي الجهم بن الحارث ابن الصمة الأنصاري ، فقال أبو الجهم :

( أَقبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مِن نَحوِ بِئرِ جَمَلٍ ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ ، فَسَلَّمَ عَلَيهِ ، فَلَم يَرُدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَلَيهِ حَتَّى أَقبَلَ عَلَى الجِدَارِ ، فَمَسَحَ وَجهَهُ وَيَدَيهِ ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيهِ السَّلامَ ) وانظر "النكت" للحافظ ابن حجر (1/346-353)

وقد وجد هذا الحديث مسندا متصلا من طريق الليث بن سعد أيضا عند البخاري في صحيحه (337) وأبو داود (329) وغيرهما .

والله أعلم .
 

Abu Sarah

Allahu Akbar
Staff member
بسم الله الرحمن الرحيم
كثر سماعنا في هذا العصر تصنيف الأحاديث الواردة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديث الصحيح أو الضعيف فقط ، فعندما تأتي بدليل من الحديث الشريف ترى من يتبرع طواعية إلى تضعيفه فوراً حتى يفقد حديثك مصداقيته . مع أن علماء الحديث قسموا الحديث إلى أقسام وأنواع مختلفة وصلت إلى أكثر من أربعين تصنيفاً ، ولكل منها استعماله فمثلاً يستعمل في باب أصول العقيدة الحديث المتواتر وفي فروعها يستعمل الحديث المشهور والعزيز ، وفي أصول الفقه يؤخذ بالحديث الصحيح والحسن وفي فروع الفقه يؤخذ خبر الآحاد المتحف بالقرئن والمختلف وأحياناً المعلق ، وفي فضائل الأعمال يؤخذ بالحديث حتى الضعيف من منطق أن الحكمة ضالة المؤمن فأينما وجدها فهو أحرى بها . وهذا ما كان عليه دأب جميع علماء الأمة عبر أربعة عشر قرناً مضت حتى جاء زماننا الأغر ووجدنا تصنيف الأحاديث قد تحول من أربعين قسماً إلى قسمين فقط هما الحديث الصحيح والحديث الضعيف فتأمل حجم المشكلة أخي في الله ! ! !


معاني الفاظ الحديث
المتواتر
: هو ما رواه عدد كثير يستحيل فى العادة تواطؤهم على الكذب.
المتواتر اللفظي
: هو ما اتفق الرواه فيه على لفظه و معناه.
المتواتر المعنوي
: هو ما اتفق فية الرواه على معنى كلى وانفرد كل حديث بألفاظه..
الآحاد
: هو ما لم يجمع شروط المتواتر.
المشهور
: هو ما رواه ثلاثة فأكثر من كل طبقة و لم يبلغ حد المتواتر.
العزيز
: هو ما لا يقل رواته عن اثنين في أي طبقة من طبقات السند.
الغريب
: هو ما تفرد بروايته راو واحد فقط في أي طبقة من طبقات السند.
الصحيح لذاتة
: هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ و لا علة.
الصحيح لغيره
: هو الحسن لذاته إذا روي من طريق آخر مثله أو أقوى منه.
الحسن لذاتة
: هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط الذي خف ضبطه عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ و لا علة.
الحسن لغيره
: هو الضعيف الذي تعددت طرقه و لم يكن سبب ضعفه فسق الراوي أو كذبه.
الضعيف
: هو ما لم يجمع صفة الصحيح أو الحسن بفقد شرط من شروطه.
خبر الآحاد المحتف بالقرائن
: هو الخبر الذي أحاط و اقترن به من الأمور الزائدة على ما يطلبه المقبول من الشروط (مثل أن يسلسل بالأئمة الحفاظ أو ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما مما لم يبلغ حد التواتر).
المحكم
: هو الحديث المقبول الذي سلم من معارضة مثله.
المختلف
: هو الحديث المقبول المعارض بمثله مع إمكان الجمع بينهما.
الحديث الناسخ
: هو الحديث الذي رفع حكما تقدم قي حديث سابق.
الحديث المنسوخ
: هو الحديث الذي حوى حكما ينسخ بحديث آخر.
الخبر المردود
: هو الذي لم يترجح صدق المُخبِر به.
المعلق
: هو ما حذف من مبدأ إسناده راو فأكثر.
المرسل
: هو ما سقط من سنده الصحابي.
المعضل
: هو ما سقط من إسناده راويان فاكثر على التوالي.
المنقطع
: هو ما لم يتصل إسناده على أى وجه كان إنقطاعة.
المعنن
: هو أن يقول الراوى فلان عن فلان. و هو متصل بشروط: أولا ألا يكون المعنعن مدلسا، و ثانيا ألا يستحيل لقاء الراويان فلان عن فلان. و زاد البخاري شرطا آخر و هو ثبوت اللقاء بين الراويين.
المؤنن
: هو قول الراوى حدثنا فلان أن فلان قال. و حكمه هو حكم المعنعن.
التدليس
: هو إخفاء عيب في الإسناد و تحسين ظاهره.
تدليس الإسناد
: هو أن يروي الراوي عمن قد سمع منه ما لم يسمع منه من غير أن يذكر انه سمعه منه.
المرسل الخفي
: هو أن يروي عمن لقيه أو عاصره ما لم يسمع منه بلفظ يحتمل السماع.
الموضوع
: هو الكذب المختلق المصنوع المنسوب إلى رسول الله (صلى) و هو الذي فى إسناده راو كاذب.
المتروك
: هو الحديث الذي في إسناده راو متهم بالكذب.
المنكر
: هو الحديث الذي في إسناده راو فحش غلطه أو كثرت غفلته أو ظهر فسقه.
المعروف
: هو ما رواه الثقة مخالفا لما رواه الضعيف.
المعلل
: هو الحديث الذي اطلع فيه على علة تقدح في صحته مع أن الظاهر السلامة منها.
الشاذ
: هو ما رواه الثقة مخالفا لمن هو أوثق منه.
المدرج
: هو ما غير سياق إسناده أو أُدخل في متنه ما ليس منه بلا فصل.
المقلوب
: هو إبدال لفظ بأخر في سند الحديث أو متنه بتقديم أو تأخير و نحوه.
المضطرب
: هو ما روي على أوجه مختلفة متساوية في القوة.
المبهم
: هو الحديث الذي فيه راو لم يصرح باسمه
 

Abu Sarah

Allahu Akbar
Staff member
الفرق بين الحديث المنكر والحديث المضطرب


الحمد لله
لمعرفة الفرق بين هذين النوعين لا بد أولا من توضيح معنى كل منهما ، وبيان الصور التي يطلق عليها العلماء هذين الوصفين ، ثم تحديد أوجه الشبه وأوجه الافتراق بينهما . فيقال :
أولا :
يطلق العلماء الوصف بالنكارة على الصور التالية :
الصورة الأولى : بعض حالات التفرد ، وذلك في :
1- أن ينفرد برواية الحديث الراوي الصدوق النازل عن درجة أهل الإتقان ، وليس له عاضد يصحح به ، ترى هذا في كلام أحمد بن حنبل وأبي داود والنسائي والعقيلي وابن عدي وغيرهم .
2- تفرد المستور ، أو الموصوف بسوء الحفظ ، أوالمضعف ، وليس له عاضد يقوى به . ( انظر الموقظة/42 ، تدريب الراوي 2/278 ، النكت لابن حجر 2/674 )
الصورة الثانية : بعض حالات المخالفة :
1- مخالفة المستور ، أو الموصوف بسوء الحفظ ، أو المضعف ، وإذا كثرت مخالفة الرواي أصبح متروكا ، وعليه أكثر ما يطلق الوصف بالنكارة .
2- مخالفة الثقة من هو أوثق منه أو أكثر عددا .
(انظر تدريب الراوي 2/277)
الصورة الثالثة : أنواع من الحديث الضعيف لأسباب أخرى ، كالمدرج ، والمنقطع ، وحديث المجهول ، وقع ذلك في كلام غير واحد من الأئمة المتقدمين ، كيحيى بن سعيد القطان ، وأحمد بن حنبل ، وأبي زرعة ، وأبي حاتم ، وأبي داود ، والنسائي ، وغيرهم ، يطلقون لقب ( المنكر ) على هذه الأنواع .
(انظر النكت لابن حجر 2/675 ، تحرير علوم الحديث لعبد الله الجديع 2/ 1036 ) .
ثانيا :
الحديث المضطرب لقب أطلقه العلماء على الصور التالية :
الصورة الأولى : أن يروى الحديث على أوجه مختلفة متساوية في القوة ، بحيث يتعذر الترجيح .
وتصح دعوى الاضطراب حين يتعذر الجمع بين الوجوه المختلفة ، فإذا أمكن الجمع فلا اضطراب .
والصورة الثانية : التردد في الإسناد أو المتن من الراوي المعين ، فيقال : ( كان فلان يضطرب فيه فتارة يقول كذا ، وتارة يقول كذا ) .
(انظر تدريب الراوي 2/308 ، النكت لابن حجر 2/773) .
ثالثا :
يتبين مما سبق الفرق بين النكارة والاضطراب وذلك من جهتين :
الأولى : أن المنكر يطلق على تفرد من لا يُحْتمل تفرده ، من مستور أو ضعيف برواية لم يتابع عليها ، يعني : أن الوصف بالنكارة لا يشترط له تعدد الروايات والمخالفة بينها ، أما المضطرب فلا يطلق إلا على ما جاء من أكثر من وجه ، ثم اختلفت هذه الوجوه بحيث لا يمكن الجمع ولا الترجيح بينها .
الثانية : ثمة فرق آخر ، وهو أنه عند تعدد الطرق فإننا ننظر ، إن استطعنا تحديد الأرجح منها فإن المرجوح يوصف بالنكارة ، في حين أننا لا نصفه بالاضطراب إلا حين تستوي الأوجه الواردة ، ولا يمكن الترجيح بينها .
والله أعلم
 

Abu Sarah

Allahu Akbar
Staff member
مدخل إلي علم الحديث

علم الحديث

بيان بعض الكلمات المصطلح عليها في علم الحديث

هذه الكلمات يكثر المحدثون من ذكرها فلا بدَّ لطالب هذا الفن من معرفتها.

السند: هو:
الطريق الموصلة إلى المتن-يعني رجال الحديث-.
وسموا بذلك لأنهم يسندون الحديث إلى مصدره.



المتن: هو:
ما انتهى إليه السند.

الحديث النبوي:
هو: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم قولاً أو فعلاً أو وصفاً أو تقريراً، وسمي بذلك مقابلة للقرآن الكريم فإنه قديم، وقد أطلق كثير من المحدثين اسم الحديث على أقوال الصحابة والتابعين وأفعالهم وتقريرهم، ولكنهم يسمون ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً مرفوعاً، وما أضيف إلى الصحابي يسمونه حديثاً موقوفاً، وما أضيف إلى التابعي يسمونه مقطوعاً، كما سيتضح لك إن شاء الله تعالى.

الخبر:
قال في شرح النخبة: الخبر عند العلماء هذا الفن مرادف للحديث. وقيل: الحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، والخبر ما جاء عن غيره، ومن ثمة قيل لمن يشتغل بالتواريخ وما شاكلها: الأخباري،ولمن يشتغل بالسنة النبوية: المحدّث.

الأثر:
قال في التقريب: إن المحدثين يسمون المرفوع والموقوف بالأثر، وإن فقهاء خراسان يسمون الموقوف بالأثر والمرفوع بالخبر.

أقسام و أنواع الحديث




* الحديث القدسى:
معنى كلمة القدسي فى اللغة :
هى نسبة إلى القُدس أي الطهر, فالحديث القدسي هو المنسوب إلى الذات القدسية أي إلى الله سبحانه وتعالى.

و مصطلح الحديث القدسى :هو ما نقل إلينا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مع إسناد النبي - صلى الله عليه وسلم - إياه إلى ربه عز وجل, سواء اتصل سنده أو انقطع, وهو غير القرآن الكريم.

صيغ روايته :لراوي الحديث القدسي صيغتان يروى الحديث بأيهما شاء وهما :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه (أو يحكيه) عن ربه عز وجل.
قال الله تعالى فيما رواه عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

الفرق بين الحديث القدسي وبين القرآن:
"إن القرآن ما كان لفظه ومعناه من عند الله بوحي جلي، وأما الحديث القدسي فهو ما كان لفظه من عند الرسول ومعناه من عند الله بالإلهام أو بالمنام".

ويختص القرآن بخصال ليست في الحديث القدسي أهمها:
1. القرآن معجزة باقية على مر الدهور, محفوظ من التغيير والتبديل, متواتر اللفظ في جميع كلماته وحروفه وأسلوبه.
2. حرمة رواية القرآن بالمعنى.
3. حرمة مسه للمحدث, وحرمة تلاوته للجنب ونحوه
4. تعينه في الصلاة.
5. تسميته قرآنًا.
6. التعبُّد بقراءته, وكل حرف منه بعشر حسنات.
7. تسمية الجملة منه آية, وتسمية مقدار مخصوص من الآيات سورة.
8. لفظه ومعناه من عند الله, بوحي جلي باتفاق, بخلاف الحديث


الحديث المرفوع :

تعريفه فى اللغة
اسم مفعول من (رفع) ضد وضع, كأنه سُمى بذلك لنسبتها إلى صاحب المقام الرفيع وهو النبي - صلى الله عليه وسلم -.

و مصطلح الحديث المرفوع يطلق على :
ما أضيف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير أو صفة سواء اتصل سنده أم انقطع.

أنواعه :
1
. رفع تصريحي :
وهو الذي فيه إضافة القول أو الفعل أو التقرير إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - صراحة.

· مثال المرفوع من القول تصريحا :أن يقول الصحابي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول كذا, أو حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكذا أو يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا أو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال كذا.

· ومثال المرفوع من الفعل تصريحا :أن يقول الصحابي : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل كذا أو يقول هو أو غيره : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل كذا.

· ومثال المرفوع من التقرير تصريحا :أن يقول الصحابي : كنا نفعل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا, أو يقول هو أو غيره فعل بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا. ولا يذكر إنكارالنبي لذلك.

2. رفع حُكمي :وهو الذي لم يضفه الصحابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أي لم يصرح فيه بقوله : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فَعل أو فُعل بحضرته

مثال المرفوع من القول حُكما لا تصريحًا :أن يقول الصحابي قولا لا يقال من قبيل الرأي ولا مجال للاجتهاد فيه - لكن بشرط اشترطه العراقي - أن يكون ذلك الصحابي ممن لم يأخذوا عن أهل الكتاب. وضرب أمثلة لذلك :- كالأخبار عن الأمور الماضية كبدء الخلق وأخبار الأنبياء والأمور الآتية كالملاحم والفتن وأحوال يوم القيامة - وعما يحصل بفعله ثواب مخصوص أو عقاب مخصوص.

ومثال المرفوع من الفعل حُكما :أن يفعل الصحابي ما لا مجال فيه للاجتهاد فيدل على أن ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال الشافعي في صلاة عَلِيٍّ للكسوف في كل ركعة أكثر من ركوعين

مثال المرفوع من التقرير حكما :أن يخبر الصحابي أنهم كانوا يفعلون في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا فإنه يكون له حكم المرفوع من جهة أن الظاهر اطلاعه - صلى الله عليه وسلم - على ذلك لتوفر دواعيهم على سؤاله عن أمور دينهم. ولأن ذلك الزمان زمان نزول الوحي فلا يقع من الصحابة فعل شيء ويستمرون عليه إلا وهو غير ممنوع لأنه لو كان ممنوع الهبط جبريل عليه السلام النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنع الصحابة من ذلك. حكمه : يحتج ويعمل به إذا كان صحيحًا مقبولا لأنه أقوال وأفعال وتقريرات وصفات أسندت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم –



الحديث الموقوف
وهو ما أضيف إلى الصحابي من قول أو فعل أو تقرير، سواء كان الإسناد إليه متصلاً أم منقطعاً.
سمي موقوفاً لأنه وقف به عند الصحابي، ولم يرتفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

· مثال الموقوف القولي :قال ابن عمر رضي الله عنه كذا, أو قال ابن مسعود كذا.

· مثال الموقوف الفعلي :أوتر ابن عمر على الدابة في السفر وغيره. ومحل تسميته موقوفا حيث كان للرأي فيه مجال, فإن لم يكن للرأي فيه مجال فمرفوع, وإن احتمل أخذ الصحابي عن أهل الكتاب تحسينا للظن بالصحابي. وقد يطلق الموقوف على ما أضيف إلى التابعي أو من دونه بشرط أن يكون مقيدا. فنقول مثلا. هذا موقوف على عطاء أو طاووس أو مالك

· حكمه :الأصل أنه لا يحتج بالموقوف, لأنه من أقوال وأفعال صحابة, لكنها إذا ثبتت وصحت فإنها تقوي بعض الأحاديث الضعيفة وهذا كله إذا لم يكن لها حكم المرفوع, فإذا كان لها حكم المرفوع فإنه يحتج بها كالمرفوع الحقيقي.


المقطوع
ما أضيف إلى التابعي أو من دونه من قول أو فعل, سواء كان التابعي صغيرا أو كبيرا. سواء كان إسناده متصلا أم لا.

ومثال المقطوع :قول مجاهد - وهو من التابعين - إذا ودع أصحابه : اتقوا الله وانشروا هذا العلم وعلموه ولا تكتموه.

حكم الاحتجاج به:
المقطوع لا يحتج به في شيء من الأحكام الشرعية، أي ولو صحت نسبته لقائله، لأنه كلام أو فعل أحد المسلمين، لكن إن كانت هناك قرينة تدل على رفعه، كقول بعض الرواة: -عند ذكر التابعي- "يرفعه" مثلاً، فيعتبر عندئذ له حكم المرفوع المرسل.



الحديث الصحيح

الحديث الصحيح:هو الحديث الذي اتصل سنده بنقل العدل الضابط ضبطاً كاملاً عن العدل الضابط إلى منتهاه، وخلا من الشذوذ والعلة.

شرح التعريف:
1-
الاتصال:ومعناه أن يكون كل واحد من رواة الحديث سمع ممن فوقه حتى يبلغ قائله.
2-
العدالة في الرواة:الملكة التي تحث على التقوى، وتحجز صاحبها عن المعاصي والكذب وما يخل بالمروءة.
3-
الضبط: نوعان:ضبط صدر: وهو أن يسمع الراوي الحديث من الشيخ ثم يحفظه في صدره، ويستحضره متى شاء.
وضبط كتاب: وهو أن يسمع الراوي الحديث من الشيخ ثم يكتبه في كتاب عنده ويصونه من التحريف والتبديل.
4-
الخلو من الشذوذبأن لا يخالف الثقة من هو أوثق منه من الرواة.
5-
الخلو من العلة:وهي سبب يطرأ على الحديث فيقدح في صحته مع أن الظاهر السلامة منها.

ووجه دلالة هذه الشروط الخمسة على صحة الحديث:
أن العدالة والضبط يحققان أداء الحديث كما سمع من قائله، واتصال السند على هذا الوصف في الرواة يمنع اختلال ذلك في أثناء السند، وعدم الشذوذ يحقق ويؤكد ضبط هذا الحديث الذي نبحثه بعينه وأنه لم يدخله وهم، وعدم الإعلال يدل على سلامته من القوادح الخفية.

حكم الحديث الصحيح:
أجمع العلماء من أهل الحديث ومَنْ يُعْتَدُ به من الفقهاء والأصوليين على أن الحديث الصحيح حجةْ يجب العمل به، سواء كان راويه واحدا لم يروه غيره، أو رواه معه راو آخر، أو اشتهر برواية ثلاثة فأكثر.

- مراتب الصحيح باعتبار مصنفات المشاهير مراتب سبع وهي :
1- ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم (متفق عليه).
2- ما تفرد به البخاري.
3- ما تفرد به مسلم.
4- ما كان على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه في الصحيح قال الإمام النووي : (والمراد بقولهم : على شرطهما أن يكون رجال إسناده في كتابيهما - أي في صحيح البخاري وصحيح مسلم - لأنه ليس لهما شرط في كتابيهما ولا في غيرهما).
5- ما كان على شرط البخاري ولم يروه في صحيحه.
6- ما كان على شرط مسلم ولم يروه في صحيحه.
7- ما صححه غيرهما من العلماء وليس على شرط واحد منهما.

مصادر الحديث الصحيح

1- الموطأ:
مؤلفه الإمام مالك بن أنس الفقيه المجتهد نجم الآثار النبوية ، من كبار أئمة المسلمين ، ومن فقهاء المدينة الذين تحققت بهم كلمة النبي صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة " [ أخرجه تانرمذي ].

2- الجامع الصحيح للبخاري:
مؤلفه: الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري الجُعْفيّ وَلاءً .
ولد سنة 194 بخزتنك قرية قرب بخارَى ، وتوفي فيها سنة 256 هـ.
وبدت عليه علائم الذكاء والبراعة منذ حداثته: حفظ القرآن - وهو صبي- ثم استوفى حفظ حديث شيوخه البخاريين ونظر في الرأي وقرأ كتب ابن المبارك حين استكمل ست عشرة سنة، فرحل في هذه السن إلى البلدان وسمع من العلماء وأكب عليه الناس وتزاحموا عليه ولم تطلع لحيته.

3- صحيح مسلم:
مصنفه الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري ولد بمدينة نيسابور سنة 206 هـ وتوفى بها سنة 261هـ. كان إماما جليلا مهابا، وكان غيوراً على السنة والذب عنها، تتلمذ على البخاري وأفاد منه ولازمه. وهجر مِنْ أجله من خالفه، وكان في غاية الأدب مع إمامه البخاري.

4- صحيح ابن خُزَيْمَة :
للإمام المحدث الكبير أبي عبد الله أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، المتوفى سنة إحدى عشرة وثلاثمائة (311هـ). وقد عُرِفَ بالتحري، حتى انه يتوقف في التصحيح لأدنى كلام في الإسناد، فيقول: (( إن صح الخبر )) أو (( إن ثبت كذا )) ونحو ذلك.

5- صحيح ابن حِبّان:
للإمام المحدث الحافظ أبي حاتم محمد بن حِبّان البُسْتي، المتوفى سنة (354هـ) تلميذ ابن خزيمة، ويسمى كتابه هذا: ((التقاسيم والأنواع )).
هذان الكتابان صحيحا ابن خزيمة وابن حبان اشترط صاحباهما الصحة فيما يخرجانه فيهما، إلا أن العلماء لم يجمعوا عليهما بل وقعت انتقادات لأحاديث فيهما تساهلا في تصحيحها.

6- المختارة،للحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي المتوفى سنة (643هـ)، وهو كتاب التزم ما يصلح للحجية.
لكن انتقد على الكتاب تصحيح أحاديث لا تبلغ رتبة الصحة، بل ولا رتبة الحسن.



الصحيح لغيره
الصحيح الذي سبق تعريفه هو الذي بلغ درجة الصحة بنفسه دون أن يحتاج إلى ما يقويه، ويسميه العلماء الصحيح لذاته. وهذا لا يشترط للحكم بصحته أن يكون عَزيزاً أي أن يُرْوّى من وجه آخر.

أما الصحيح لغيره:فهو الحديث الحسن لذاته إذا روي من وجه آخر مثله أو أقوى منه بلفظه أو بمعناه، فإنه يقوى ويرتقي من درجة الحسن إلى الصحيح، ويسمى الصحيح لغيره لأن الصحة لم تأت من ذات السند، وإنما جاءت من انضمام غيره له.

مرتبته:هو أعلى مرتبة من الحسن لذاته، ودون الصحيح لذاته.



الحديث الحسن
ما اتصل سنده بنقل عدْل خفيف الضبط من غير شذوذ ولا علة . فالراوي في كلا النوعين من الحديث (الصحيح والحسن) عدْل لكن ضبطه في الحسن أقل من ضبطه في الصحيح وليس تامًا مثله.

مصادر الحديث الحسن

وأهم مصادر الحديث الحسن:السنن الأربعة، والمسند للإمام أحمد، ومسند أبي يعلى الموصلى، نعرف بها فيما يلي:
-1 "الجامع" للإمام أبي عيسى محمد بن عيسى بن سَوْرَة الترمذي، المولودسنة 209 هـ والمتوفى سنة 279 هـ.
وكان الترمذي من خواص تلامذة البخاري، شهد له العلماء بالعلم والحفظ والمعرفة، وبالديانة والورع، حتى إنه لغلبه الخشية عليه كُفَّ بصره آخر عمره بسبب البكاء من خشية الله تعالى.
-2 "السنن" للإمام أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني المولود سنة (202 هـ) والمتوفى سنة (273هـ). وأبو داود من تلامذة البخاري أيضاً، أفاد منه وسلك في العلم سبيله، وكان يشبه الإمام أحمد في هديه ودله وسمته.
-3 "المجْتَبَى" للإمام أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي المولود سنة (215هـ) والمتوفى (303هـ) .
قال الدارقطني: (( أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره )).
))كان النسائي إماماً حافظاً ثبتا )).
-4 "سنن المصطفى" لابن ماجه محمد بن يزيد القزويني الحافظ الكبير المفسر، ولد سنة (209هـ) وتوفي سنة (273). (( ابن ماجة ثقة كبير متفق عليه، محتج به، له معرفة وحفظ ...)).
-5 "المسند" للإمام المبجل أحمد بن حنبل، إمام أهل السنة والحديث، ولد سنة (164) وتوفي (241).
قال الشافعي: ((خرجت من بغداد فما خلفت بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفقه من أحمد بن حنبل )).
-6 "المسند" لأبي يعلي الموصلي أحمد بن علي بن المثنى، ولد سنة عشر ومئتين، وارتحل في طلب الحديث وهو ابن خمس عشرة سنة، وعمِّر وتفرد ورحل إليه الناس. وتوفي سنة (307هـ) .
أثنى عليه العلماء ووصفوه بالحفظ والإتقان والدين .



الحديث الحسن لغيره
هو الحديث الضعيف إذا تعددت طرق رواياته، ولم يكن سبب ضعفه فسق الراوي أو كذِبهُ.
يستفاد من هذا التعريف أن الضعيف يرتقي إلى درجة الحسن لغيره بأمرين هما:
أ) أي يُروى من طريق آخر فأكثر، على أن يكون الطريق الآخر مثله أو أقوى منه.
ب) أن يكون سبب ضعف الحديث إما سوء حفظ راويه أو انقطاع في سنده أو جهالة في رجاله.

مرتبته:
الحسن لغيره أدنى مرتبة من الحسن لذاته.
وينبني على ذلك أنه لو تعارض الحسن لذاته مع الحسن لغيره قُدِّمَ الحسنُ لذاته.


ألقاب الحديث المقبول:
كثيراً ما يستعمل المحدثون للدلالة على قبول الحديث ألقاباً غير قولهم: ((صحيح))، أو قولهم: ((حسن))، مثل ((الجيد))، و((القوي))، و ((الصالح))، و ((المعروف))، و ((المحفوظ))، و ((المُجَوَّد))، و ((الثابت)).



الحديث الضعيف
عرّفه ابن الصلاح بأنه : (كل حديث لم يجتمع فيه صفات الحديث الصحيح ولا صفات الحديث الحسن). ينقسم الضعيف باعتبار فقد شروط القبول إلى أقسام شتى ويمكن إجمالها فيما يلي :

أ - فقد اتصال السند ينشأ عنه خمسة أقسام :1-المعلق 2-المنقطع 3-المعضل 4-المرسل 5-المدلس

ب - فقد العدالة ينشأ عنه أقسام عديدة :1-الموضوع 2-المتروك 3-المنكر 4-المطروح 5-المضعف 6-المبهم

ج - فقد الضبط ينشأ عنه ما يلي :1-المدرج 2-المقلوب 3-المضطرب 4-المصحف والمحرف

د - فقد السلامة من الشذوذ ينشأ عنهنوع واحد هو الشاذهـ - فقد السلامة من العلة ينشأ عنه نوع واحد هو المعلل


حكم العمل بالحديث الضعيف
مذهب جماهير العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم، انه يستحب العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال من المستحبات والمكروهات، و لكن بالشروط الآتية :
1- أن يكون الضعف غير شديد، فيخرج من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب ومن فحش غلطه.
2- ألا يُثْبِت حكمًا شرعيًا أو صفة لله تعالى, أي من الأمور التي تتعلق بالعقائد والأحكام .
3-أن يندرج تحت أصل معمول به كتلاوة القرآن الكريم والدعاء.
4-ألا يكون باطلا موضوعا, فإن علم بطلانه ووضعه لا يجوز الالتفات إليه ولا الاحتجاج به في أي أمر من الأمور
5-ألا يُعْتَقَدَ عند العمل به ثبوته، لئلا ينسبَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله



المضعف
وهو الذي لم يجمع على ضعفه، بل ضعفه بعضهم وقواه آخرون: إما في المتن أو في المسند.


المتروك
هو الحديث الذي يرويه من يتهم بالكذب ولا يعرف ذلك الحديث إلا من جهته ويكون مخالفاً للقواعد المعلومة، وكذا من عرف بالكذب في كلامه وإن لم يظهر منه وقوع ذلك في الحديث النبوي.
وهذا النوع يسمى متروكاً ولم يسم موضوعاً، لأن مجرد الاتهام بالكذب لا يُسَوِّغُ الحكم بالوضع.

المطروح
ما نزل عن الضعيف وارتفع عن الموضوع.

الحديث الموضوع
هو الخبر المختلَق على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - افتراء عليه. وهو شر أنواع الضعيف وأقبحها, بل جعله بعض العلماء قسما مستقلا لا يندرج تحت الأحاديث الضعيفة ولا يطلق عليه لفظ حديث إلا من جهة واضعه

حكم روايته :يحرم اتفاقًا رواية الخبر الموضوع منسوبا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا مقرونا ببيان كونه موضوعا, وذلك لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : (من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار). وقوله - صلى الله عليه وسلم - (من حدَّث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذِبين).

- علامات الوضع :وضع العلماء قواعد يكشفون بها الأحاديث الموضوعة, ومن هذه القواعد :
1- إقرار الواضع نفسه, كإقرار ابن أبي مريم بوضع أحاديث في فضائل السور
2- وجود قرينة في الراوي بمنزلة الإقرار, كأن يحدث عن شيخ لم يثبت أنه لقيه أو عاصره أو توفى قبل مولد الراوي, أو لم يدخل المكان الذي ادّعى سماعه فيه
3- وجود قرينة في المتن تدل على وضعه, كأن يكون في المروي لحنٌ في الأسلوب أو ركاكة في اللفظ وسقوط في المعنى
4- مخالفته للعقل والحسِّ والمشاهدة
5- مخالفته لصريح القرآن الكريم والسنة الصحيحة, بحيث لا يقبل التأويل
6- مخالفته للحقائق التاريخية المعروفة في عصر النبي - صلى الله عليه وسلم
7- أن يكون الخبر عن أمر جسيم تتوافر الدواعي على نقله وذلك بأن يقع على مشهد من جميع الصحابة ثم لا يرويه إلا واحد ويتكتمه الجميع, كما روي من أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيد علي بن أبي طالب بمحضر من الصحابة كلهم عقب عودتهم من حجة الوداع ثم قال بعد أن عرفه الجميع : (هذا صبي وأخي والخليفة من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا) فهل يقبل مسلم هذا الخبر الذي يدل على تواطؤ جميع الصحابة على كتمانه حين استخلفوا أبا بكر وارتضوه أبا بكر وارتضوه خليفة لهم؟
8 - أن يتضمن وعيدا شديدا على ذنب صغير أو ثوابا عظيما على فعل صغير وذاك مشهور عند كثير من القصاص


المتصل
هو الحديث الذي اتصل إسناده بسمع كل راوٍ ممن فوقه من أوله إلى منتهاه، مرفوعاً أو موقوفاً.


المسند
الحديث المسند: هو ما اتصل سنده مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فلا يدخل الموقوف والمقطوع ولو اتصل إسنادهما، ولا المنقطع، ولو كان مرفوعاً.
وهذا هو المعتمد المشهور في تعريف المسند.

المعنعن والمؤنن
هذان النوعان يدرسان بعض الصيغ التي يستعملها الرواة في النقل عمن فوقهم، لما فيها من احتمال عدم الاتصال.

والمعنعن:هو قول الراوي (عن فلان عن فلان).

وأما المؤنن:فهو قول الراوي (حدثنا فلان أن فلان قال).
حكمهما: إذا كان الراوي مدلسا فالحديث مردود وإذا لم يكن مدلسا اشترط العلماء إثبات اللقاء بين الراوي وشيخه وإلا فالحديث مردود فإذا ثبت اللقاء والراوي غير مدلس فالحديث مقبول



المسلسل
المسلسل في اصطلاح المحدثين : هو الحديث الذي توارد رجال إسناده واحداً فواحداً على حاله واحدة، أو صفة واحدة للرواة و للرواية.


العالي
الإسناد العالي: هو الإسناد الذي قل عدد رجاله مع الاتصال.
وكذا إذا تقدم سماع رواية، أو تقدمت وفاة شيخه.
و ينقسم العلو بالمسافة إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث العدد بإسناد صحيح.
القسم الثاني: القرب من إمام من أئمة الحديث. وهو علو نسبي.
القسم الثالث: العلو بالنسبة إلى الكتب الحديثية المشتهرة، وهو أن يعلو إسناد المحدث بالنسبة إلى روايته عن طريق الصحيحين وبقية الستة.


النازل
الحديث النازل: ضد العالي، وهو الإسناد الذي كثر عدد رجاله.
ينقسم النزول إلى :
1- كثرة الوسائط إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
2- كثرة الوسائط إلى إمام من أئمة الحديث .
3- نزول الإسناد من طريق غير الكتب الستة عن الإسناد من طريقها.



المنقطع :
هو ما سقط من وسط إسناده راو أو أكثر من غير توال.

حكمه
المنقطع ضعيف باتفاق العلماء وذلك للجهل بحال الراوي المحذوف.


المرسل :
هو رواية التابعي مطلقاً عن النبي صلى الله عليه وسلم. (وصورته أن يقول التابعي - سواء كان كبيرا أو صغيرا- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا, أو فعل كذا, أو فُعل بحضرته كذا, أو نحو ذلك).


حكمه :
اختلفت آراء العلماء في حكم العمل بالمرسل :
الرأى الأول : يرى جمهور علماء الحديث ضعف المرسل وعدم قبوله أو الاحتجاج به. وسبب ردهم للمرسل لاحتمال كون المحذوف غير الصحابي وفي هذهالحالة يحتمل أن يكون ضعيفا.
الرأى الثانى : يرى أصحابه حُجية المرسل مطلقا
الرأى الثالث :
وهو رأي الشافعي وبعض العلماء حيث يقبلون المرسل بشروط. وقد ذكر الإمام الشافعي في الرسالة شروط قبول مراسيل كبار التابعين وحجيتها وهي :
1- أن يكون الراوي المرسل من كبار التابعين.
2- إذا صرح المرسل بكون الراوي المحذوف ثقة.
3- أن يوافق المرسل في حديثه المرسل هذا رواية الحفاظ له لفظا ومعنى
4- أن ينضم إلى الشروط الثلاثة السابقة واحد مما يلي :
أ) أن يروى الحديث من طريق أخرى متصلة.
ب) أن يروى الحديث مرسلا من وجه آخر بشرط أن يكون المرسل الثاني قد روى الحديث عن شيوخ يختلفون عن شيوخ المرسل الأول.
ج) أن يوافق قول الصحابي.
د) أن يفتي بمقتضاه أكثر أهل العلم.



المعلق
هو الحديث الذي حذف من مبتدأ إسناده راوٍ فأكثر على التوالي حتى إن بعضهم استعمله في حذف كل الإسناد.

صوره :
1- حذف جميع السند كقولهم : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا
2- حذف جميع الإسناد إلا الصحابي كقولهم : قال ابن عباس قال رسول الله وكذا. .
3- حذف جميع الإسناد إلا الصحابي والتابعي كقولهم : قال سعيد بن المسيب عن أبي هريرة كذا وكذا. . .

حكمه :المعلق مردود ولا يحتج به, وذلك لأنه فقد شرطا من شروط صحة الحديث وهو اتصال السند من عدم علمنا بأحوال الرواة المحذوفين. المعلقات في الصحيحين : وهذا الحكم - وهو أن المعلق مردود - إنما هو للحديث المعلق عموما, ولكن إن وجد المعلق في كتاب التزم الصحة كالبخاري مثلا فهو على حالين
أ ) ما ذكره بصيغة الجزم مثل قال وذَكَر وحَكَى فهو حكم بصحته إلى من علق عنه
ب ) وما ذكره بصيغة المبني للمجهول مثل قيل وذُكِرَوحُكِيَ فليس فيه حكم بصحته, بل فيه الصحيح والحسن والضعيف وليس فيه حديث واهٍ شديد الضعف وهذا يستلزم البحث عن إسناده للحكم عليه بما يليق.


المعضل :
ما سقط من وسط إسناده اثنان أو أكثر على التوالي. فالراوي للحديث قد أسقط راويين فأكثر فصار انقطاع السند معضلا أي شديدا يعسر وصله.

حكمه :المعضل أسوأ حالا وأضعف من المرسل وغيره, وذلك لسقوط الاتصال بين الرواة, والسقوط هنا أفدح وأسوأ, لأنه سقوط راويين أو أكثر في موضع واحد.


المدلس
إخفاء عيب الإسناد مع تحسين ظاهره. التدليس مكروه, وتدليس الإسناد أشد كراهة من تدليس الشيوخ.

حكمه :إن لم يصرح بالسماع لم تقبل روايته كأن يقول عن ونحوها أما إذا صرح بالسماع قبلت روايته.

أقسامه :
الاول : هو أن يروي الراوي عن شيخ قد سمع منه بعض الأحاديث لكنه أضاف هذا الحديث الذي دلسه وهو لم يسمعه من شيخه وإنما سمعه من غيره, فأراد أن يسقط من سمعه منه ويضيفه على شيخه الذي سمع منه فيروي الحديث بلفظ يتوهم قارئه أنه يحتمل السماع مثل (قال) أو (عن فلان) ليوهم غيره, لكنه لا يصرح بالسماع فلا يقول (سمعت أو حدثني) حتى لا يصير كذابا.
الثاني : هو أن يحاول الراوي إخفاء اسم من سمع منه الحديث من عنده أو يكنيه أو يصفه بما لا يعرف كي لا يعرف.


المرسل الخفي
والمعتمد أن المرسل الخفي هو الحديث الذي رواه الراوي عمن عاصره ولم يسمع منه، ولم يلقه.

وسائل معرفة الإرسال:
1- أن يُعرف عدم اللقاء بينهما بنص بعض الأئمة على ذلك، أو يعرف بوجه صحيح من البحث في تواريخ الرواة.
2- أن يُعرف عدم السماع منه مطلقاً بنص إمام على ذلك، أو نحوه، كأن يصرح الراوي نفسه بذلك.
3- أن يُعرف عدم سماعه منه لذلك الحديث فقط، وإن سمع منه غيره، إمام بنص إمام أو إخباره عن نفسه.
4- أن يَرِدَ في بعض طرق الحديث زيادة اسم راوٍ بينهما.


المتواتر
هو اسم فاعل من التواتر أي التتابع, نقول تواتر المطر أي تتابع نزوله.

واصطلاحا :هو الحديث الذي يرويه عدد كثير يستحيل في العقل عادة اتفاقهم على الكذب.

شروطه :يتبين من التعريف أن التواتر لا يتحقق في الحديث إلا بشروط :
1- أن يرويه عدد كثير
2- أن توجد هذه الكثرة في جميع طبقات السند وأن يستحيل في حكم العقل عادة اتفاقهم على اختلاق الحديث
3- أن يعتمدوا في خبرهم على الحس كقولهم سمعنا أو رأينا

أقسامه :
1- متواتر لفظي : أي تواتر الحديث لفظًا ومعنى
2- متواتر معنوي : أي تواتر الحديث معنى وإن اختلفت ألفاظه.

حكمه:يفيد العلم اليقيني, وهو العلم الذي يُضطر إلى تصديقه تصديقًا جازمًا لا تردد فيه كما يفيد وجوب العمل به.

المشهور
ما رواه ثلاثة أو أكثر في كل طبقة من طبقات السند ولم يبلغ حد التواتر.

حكم الحديث المشهور:
ينقسم الحديث المشهور من حيث القبول أو الرد إلى ثلاثة أقسام: الصحيح، والحسن، والضعيف.

المستفيض
وهو الحديث المشهور عند جماعة من العلماء.

العزيز
هو الذي يكون في طبقة من طبقات سنده راويان فقط .

الغريب

لغة:هو المنفرد أو البعيد عن أقاربه.

إصطلاحاً:هو الحديث الذي تفرد به راويه، في أي طبقة من طبقات السند.
وقد قسم العلماء الغريب بحسب موضع الغرابة فيه أقساماً كثيرة، ترجع إلى قسمين:
الأول:
الغريب متنا وإسناداً .
وهو الحديث الذي لا يروى إلا من وجه واحد.

الغريب إسناداً لا متنا.
وهو والحديث الذي اشتهر بوروده من عدة طرق عن راو، أو عن صحابي أو عدة رواة، ثم تفرد به فرواه من وجه آخر غير ما اشتهر به الحديث.

الأفراد
الحديث الفرد: هو ما تفرد به راويه بأي وجه من وجوه التفرد.
وهو قسمان: الفرد المطلق، والفرد النسبي.

القسم الأول: الفرد المطلق:هو ما كانت الغرابة أو التفرد من أصل سنده، وأصل السند هو طرفه الذي فيه صحابي.

القسم الثاني: الفرد النسبي:هو ما كانت الغرابة أو التفرد في أثناء سنده.

حكم الغريب والفرد:
يخضع حكم هذين النوعين إلى استيفائهما شروط الصحة أو الحسن أو عدم استيفائها،


فينقسم كل منهما ممن حيث القبول أو الرد ثلاثة أقسام:
الغريب الصحيح، أو الفرد الصحيح، وهو ما توفرت في سنده شروط الصحة.
الغريب الحسن أو الفرد الحسن، وهو ما توفرت فيه صفات الحسن لذاته.
الغريب الضعيف أو الفرد الضعيف، وهو ما لم تتوفر فيه صفات الصحيح ولا الحسن.

أنواع الحديث من حيث قبوله ورده ينقسم
إلى ثلاثة أقسام: ‏
‎ أ- الحديث الصحيح. ‏
‎ ب- الحديث الحسن. ‏
‎ ج- الحديث الضعيف.

.....................................

أ- الحديث الصحيح: ‏
تعريفه: ‏
‎‎ هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط
عن مثله إلى منـتهاه من غير شذوذ ولا علة. ‏
يشترط لصحة الحديث شروط : ‏
1. اتصال السند:
ومعناه أن كل راوٍ من رواته قد أخذه مباشرةً
عمن فوقه من أول السند إلى منتهاه.‏
‎‎ مثال يوضح الشرط:
محمد عن علي عن سعيد
عن عبد الله عن الصحابي
عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فمحمد سمع من علي،
وعلي سمع من سعيد،
وسعيد سمع من عبد الله،
وعبد الله سمع من الصحابي،
والصحابي سمع من النبي صلى الله عليه وسلم،
فهذا سند متصل.‏
‎2. عدالة الرواة:
أي أن كل راوٍ من رواته اتصف بكونه مسلماً بالغاً
عاقلاً غير فاسق وغير مخروم المـروءة ،
يعني لا يعمل الأعمال
التي لا ييق فعلها أمام الناس
وإن كانت غير محرمة.‏
‎3. ضبط الرواة:
أي أن كل راوٍ من رواته كان تام الضبط،
إما ضبط صدر أو ضبط كتابة.‏
‎‎ والمعنى:
أن يكونوا كلهم حافظين للحديث،
ومشهورين بالضبط والإتقان،
إما غيـباً في ذاكرتهم،
أو عن طريق كتبهم
التي كتبوا فيها الحديث وحافظوا عليها،
ولم يسلموها لمن يعبث فيها،
ويعلمون معانيها وأحكامها.‏
4. عدم الشذوذ:
أي أن لا يكون الحديث شاذاً،
والشذوذ: هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه.‏
‎‎ بمعنى أنه لو روى ثقة حديثاً ثم جاء حديث
آخر عن ثقة آخر أوثق من الأول،
وجاء بالحديث مخالفاً لرواية الثقة الأول
فإننا نأخذ بالحديث الثاني
عن الراوي الأوثق ونترك الأول.‏
5. عدم العلة:
أي أن لا يكون الحديث معلولاً،
والعلة: سبب غامض خفي
يقدح في صحة الحديث
مع أن الظاهر السلامة منه.‏
‎‎ وقد أفرد العلماء مؤلفات في علم العلل،
وهو من أكثر علوم الحديث غموضاً
وصعوبةً على طالب العلم،
وهذا العلم لا يحتاجه المبتديء.‏
‎‎ وعلى هذا فالحديث
لو اجتمعت فيه كل الشروط
وجب العمل به وأصبح حجة.‏

ب- الحديث الحسن : ‏
‎‎ هو ما اتصل سنده بنقل العدل الذي خف ضبطه
عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة.‏
‎‎ والمعنى:
أن شروطه كالصحيح إلا أنه أقل رتبةً منه،
ويقبل ويجب العمل به،
ولكن نزلت رتبته لأن رواته أقل حفظاً
وأقل إتقاناً من رواة الحديث الصحيح.

ج- الحديث الضعيف : ‏
‎‎ وهو الذي لم يجمع صفة الحسن
ولا صفة الصحة لفقده شرطاً من الشروط،
فإذا لم يكن الحديث متصل السند فهو ضعيف،
وإذا كان في الحديث راو فاقد العدالة فهو ضعيف،
وإذا كان أحد الرواة غير حافظ
ولا متقن فهو ضعيف،
وكذلك إذا كانت فيه علة تقدح في صحته
يعرفها علماء الحديث فهو ضعيف.‏
حكم العمل بالحديث الضعيف: ‏
‎‎ الراجح من أقوال أهل العلم:‏
‎‎ هو عدم الأخذ بالحديث الضعيف مطلقاً،
لا في الأحكام ولا في الترغيب والترهيب
ولا في غيرها لما يلي:‏
1. لاتفاق علماء الحديث على تسمية
الحديث الضعيف بالمردود.‏
2. أن الضعيف لا يفيد إلا الظن المرجوح،
والظن لا يغني من الحق شيئاً.‏
3. لما ترتب على تجويز الاحتجاج به
من ترك للبحث عن الأحاديث الصحيحة
والاكتفاء بالضعيفة.‏
4. لما ترتب عليه من نشوء البدع والخرافات
والبعد عن المنهج الصحيح،
لما تتصف به الأحاديث الضعيفة
غالباً من أساليب التهويل والتشديد،
بحيث صارت مرتعاُ خصباً للمبتدعة
فصدتهم عن دين الله الوسط.



 
Top