السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد اطلعت في هذه الأيام على بعض الأحداث و القصص المؤلمة التي مر بها الشعب الجزائري في ما يسمى عندنا نحن الجزائريين بالعشرية السوداء أو الحرب الأهلية التي اشتعل فتيلها في أوائل التسعينات ( بين الحكومة الجزائرية و المجاهدين الذين يسعون لإقامة لإمارة إسلامية ) . وكم آلمتني و أحزنتني خاصة قصة تلك الفتاة المتجلببة حيث أنها أثناء عودتها إلى المنزل مرت بحاجز أمني فطلب منها مسؤول كبير في الشرطة أن تخلع جلبابها للتأكد من هويتها وطبعا ككل فتاة متدينة قابلت طلبه بالرفض و من دون سابق إنذار ضُربت بالرصاص فوقعت على الأرض جثة هامدة و هذا المسؤول بعد أن تأكد من هويتها طبعا بعد أن كشف عن جسمها وجدها فتاة شابة في غاية الجمال اسمها سمية طالبة جامعية في كلية العلوم الإسلامية بالجزائر العاصمة فندم على فعلته و ولات حين مندم و ولات حين مناص بعد أن أزهق روحها و هي في زهرة الشباب بعد أن أفجع أهلها الذين كانوا ينتظرونها لتدخل عليهم بابتسامتها ليُدخل بها عليهم و هي محمولة على الأكتاف .
كم فتاة اعتقلها رجال الأمن أو جردت في الطريق و أمام عامة الناس من جلبابها ؟
و كم شاب عذبوه و أحرقوه أو سجنوه أو قتلوه لأنه مرخ للحيته أو يلبس اللباس الاسلامي؟
وفي المقابل هؤلاء المجاهدون المزعومون .
كم من الأبرياء قتلوا ؟ كم من امرأة رملوا ؟ كم من طفل يتموا ؟ و كم فتاة مسلمة اختطفوها و أطلقوا عليها اسم ( سبية ) ثم اقتادوها إلى الجبال لتعامل معاملة الأمة ؟ كم و كم و كم ؟
من المستفيد من هذا كله ؟ و لماذا لا تكون القلاقل و الفتن دائما إلا في البلدان الاسلامية ؟ و ما السبب الرئيس لحدوث هذه الفتن ؟ و ما السبيل إلى الخلاص منها ؟
من أسباب ذلك : 1 - بعد المسلمين عن دينهم و عدم اتباعهم لعلمائهم .
2 – تفرقهم و عدم اجتماع كلمتهم .
3 – تربص أعدائهم بهم من يهود و نصارى و كيدهم لهم .
لم تمر مائة سنة من البعثة النبوية إلا و كان سكان شمال إفريقيا الذين يطلق عليهم اسم البربر تقريبا كلهم من المسلمين فقد دخلوا في دين الله أفواجا أفواجا لما رأوا فيه من عدل و إنصاف أما تسمية البربر فقد أطلقها عليهم الرومان الذين كانوا يطلقون هذه التسمية على كل من لا يقبل الدخول تحت إمرتهم حتى لو كان من الأوروبيين لكن هذه التسمية ألصقت بسكان شمال إفريقيا على وجه الخصوص لأنهم قاوموا الرومان مقاومة عجيبة و رفضوا الدخول في النصرانية لأنهم وجدوا أن جيوش الروم تحتقرهم و تعتبرهم بلغة العصر أناسا من الدرجة الثانية بخلاف جيوش المسلمين الذين كان هدفهم إبلاغ دعوة الحق فأسلم البربر جميعهم و خرج آلاف منهم إلى ما وراء البحر ففتحوا الأندلس ( حاليا اسبانيا و البرتغال و أكثر من نصف فرنسا ) و غيرها كجزيرة مالطا التي لا يزال سكانها إلى زماننا هذا يتحدثون باللهجة المغاربية وقد يتعجب السامع لهذا الكلام فيجب أن يعلم أن سكان جزيرة مالطا كانوا فيما مضى مسلمين و يتحدثون اللغة العربية باللهجة المغاربية ( لهجة كل من ليبيا و تونس و الجزائر و المغرب لأن لهجات هذه الدول متقاربة جدا ) و بعدما استعمرها الأوروبيون في الحروب الصليبية أجبروا سكانها على اعتناق النصرانية واستبدلت الحروف العربية بالحروف اللاتينية و نظرا لأن كثيرا من الحروف العربية إذا كتبت بالحروف اللاتينية فإن القارئ لن يتمكن من قراءتها قراءة سليمة تكونت لغة جديدة هي اللغة المالطية و أنا كشاب جزائري أتكلم العربية باللهجة المغاربية عندما قدمت إحدى القنوات الفضائية العربية شريطا وثائقيا حول الأصول العربية للغة المالطية ضحكت بشدة فقد وجدت المالطيين يتكلمون باللهجة المغاربية و يعتبرونها لغة قائمة بذاتها و عجبت لأن الذي كان يقدم و يحاور المالطيين هو رجل سوري و معلوم أن المشارقة عموما لا يفهمون اللهجة المغاربية و هذا الرجل لم يفهم جزءا كبيرا من كلام المالطيين بخلافي أنا الذي كنت وراء الشاشة فقد فهمت كثيرا من كلامهم و كان الأحرى بهذه القناة أن ترسل مراسلا مغربيا لأنه سيفهم المالطية بسهولة ومن ما سمعت قول مديرة مدرسة ابتدائية للمراسل السوري و هي ترحب به : ( جيب لك شي حاجة تشرب ) وعبارة مكتوبة فوق باب من الأبواب : (اللي حب يدخل يدق الباب تاع برا ) وهاتان الجملتان مغربيتان مائة بالمائة و معناهما : ( هل آتي لك بشيئ تشربه ؟ ) و الثانية : ( من أحب أن يدخل فاليقرع الباب الخارجي ) وللأسف سكان مالطا حاليا كلهم من النصارى الأرثوذكس و يتكلمون اللغة المالطية التي دخلت عليها كثير من الكلمات الأعجمية و ليتهم يعلمون أن أجدادهم كانوا عربا مسلمين و أنهم يتكلمون عربية في ثوب جديد تكتب بالحروف اللاتينية .
و سكان المغرب العربي هم خليط من العرب و الأمازيغ ( البربر ) و لقد سكن العرب شمال إفريقيا قبل البعثة النبوية بخلاف ما يعتقده الكثيرون و هو أن سكان المغرب العربي كلهم أمازيغ تعربوا بعد دخولهم في الإسلام .
ويوجد الأمازيغ في كل من ليبيا وتونس لكنهم يكثرون في المغرب و الجزائر .
احتلت فرنسا الجزائر سنة 1830م و لأن الحرب صليبية في الدرجة الأولى فقد كان لزاما عليهم وضع خطة تجعل الجزائر ولاية فرنسية فحولت المساجد إلى كنائس و فرض التعليم الفرنسي و سعوا إلى إخراج المرأة الجزائرية من حيائها و حشمتها وسعوا إلى نشر النصرانية و القضاء على الإسلام لكن عملية التنصير لم تكن سهلة فركزوا على منطقة القبائل و هي المنطقة الأمازيغية لسببين رئيسيين ذكرهما أحد جنرالاتهم و هو أن الأمازيغ ليسوا عربا فظنوا أنه من السهل عليهم إدخالهم في النصرانية و السبب الثاني هو الشبه الفيزيولوجي الكبير بين أمازيغ منطقة القبائل و سكان أوروبا لكن خطة فرنسا لم تنجح كليا فقد خرجت من الجزائر سنة 1962م ونسبة المسلمين تقارب المائة بالمائة بل حتى أن اليهود الجزائريين تركوا الجزائر و شدوا الرحال إلى فرنسا مع المعمرين الفرنسيين الذين كانوا بالجزائر .
خرجت فرنسا من الجزائر مخلفة فراغا روحيا رهيبا فالفتيات في المدارس و الجامعات لا يعرفن الحجاب و لغة فولتير هي اللغة المنتشرة بين المثقفين و شيئا فشيئا بدأت المياه تعود إلى مجاريها فقد عُربت المناهج التعليمية وبدأت علامات التدين تظهر بين الجزائريين و هذا ما لم يرق لكثير من العلمانيين و أحباب الفرنسيس وقامت انتخابات رئاسية ففاز الحزب الإسلامي المسمى بالجبهة الإسلامية للإنقاذ بنسبة ثمانين بالمائة لكن النتيجة ألغيت لأن المتفرنسين يأبون الحكم بالشريعة الإسلامية و لأن أمريكا و أوروبا ترفضان ذلك أيضا و قد قال أحد الجنرالات الفرنسيين خلال الحقبة الاستعمارية أن الجزائر تعتبر بوابة المسلمين لاسترداد الأندلس فإذا قامت حكومة إسلامية في الجزائر و بعدها في دول إسلامية أخرى فهذا يعني أن أمن الأوروبيين في خطر وبالتالي فإنهم يسعون إلى إبقاء المسلمين دويلات دويلات متناحرة فيما بينها .
بعد إلغاء نتائج الانتخابات سعى القادة الإسلاميون إلى إعلان الجهاد فاستشاروا في ذالك بعض علماء المشرق كالشيخ الألباني و الشيخ ابن عثيمين فأفتوهم بعدم جواز الخروج على الحاكم حقنا لدماء المسلمين ( كما قيل أن العالم يعرف الفتنة قبل أن تقع و الجاهل لايعرفها إلا بعدما تقع ) لكن هؤلاء القادة المناضلين لم يمتثلوا كلام أهل العلم فكفروا الحكومة الجزائرية و كل من لم يتبن أفكارهم من الشعب الجزائري فأعلنوا الجهاد ضد تلك الحكومة الراشدة فكانت النتيجة أكثر من مائة ألف قتيل .عدد كبير من المفقودين .آلاف من الفتيات انتُهكت أعراضهن .عدد هائل من أبناء الجبال . تقهقر الدعوة الإسلامية و تراجعها سنينا إلى الوراء و تضييق شديد على الدعاة السنيين و السلفيين بدعوى أنهم يدعون إلى الإرهاب و التطرف .
و الجزائر الآن تلملم جراحها ونسأل الله أن يمكن لدينه في جميع بلدان المسلمين و أن يقصم أظهر المنافقين و أن يردنا إلى دينه ردا جميلا و أن تعود الخلافة و يجتمع المسلمون كلهم تحت راية واحدة .
الجزائري
لقد اطلعت في هذه الأيام على بعض الأحداث و القصص المؤلمة التي مر بها الشعب الجزائري في ما يسمى عندنا نحن الجزائريين بالعشرية السوداء أو الحرب الأهلية التي اشتعل فتيلها في أوائل التسعينات ( بين الحكومة الجزائرية و المجاهدين الذين يسعون لإقامة لإمارة إسلامية ) . وكم آلمتني و أحزنتني خاصة قصة تلك الفتاة المتجلببة حيث أنها أثناء عودتها إلى المنزل مرت بحاجز أمني فطلب منها مسؤول كبير في الشرطة أن تخلع جلبابها للتأكد من هويتها وطبعا ككل فتاة متدينة قابلت طلبه بالرفض و من دون سابق إنذار ضُربت بالرصاص فوقعت على الأرض جثة هامدة و هذا المسؤول بعد أن تأكد من هويتها طبعا بعد أن كشف عن جسمها وجدها فتاة شابة في غاية الجمال اسمها سمية طالبة جامعية في كلية العلوم الإسلامية بالجزائر العاصمة فندم على فعلته و ولات حين مندم و ولات حين مناص بعد أن أزهق روحها و هي في زهرة الشباب بعد أن أفجع أهلها الذين كانوا ينتظرونها لتدخل عليهم بابتسامتها ليُدخل بها عليهم و هي محمولة على الأكتاف .
كم فتاة اعتقلها رجال الأمن أو جردت في الطريق و أمام عامة الناس من جلبابها ؟
و كم شاب عذبوه و أحرقوه أو سجنوه أو قتلوه لأنه مرخ للحيته أو يلبس اللباس الاسلامي؟
وفي المقابل هؤلاء المجاهدون المزعومون .
كم من الأبرياء قتلوا ؟ كم من امرأة رملوا ؟ كم من طفل يتموا ؟ و كم فتاة مسلمة اختطفوها و أطلقوا عليها اسم ( سبية ) ثم اقتادوها إلى الجبال لتعامل معاملة الأمة ؟ كم و كم و كم ؟
من المستفيد من هذا كله ؟ و لماذا لا تكون القلاقل و الفتن دائما إلا في البلدان الاسلامية ؟ و ما السبب الرئيس لحدوث هذه الفتن ؟ و ما السبيل إلى الخلاص منها ؟
من أسباب ذلك : 1 - بعد المسلمين عن دينهم و عدم اتباعهم لعلمائهم .
2 – تفرقهم و عدم اجتماع كلمتهم .
3 – تربص أعدائهم بهم من يهود و نصارى و كيدهم لهم .
لم تمر مائة سنة من البعثة النبوية إلا و كان سكان شمال إفريقيا الذين يطلق عليهم اسم البربر تقريبا كلهم من المسلمين فقد دخلوا في دين الله أفواجا أفواجا لما رأوا فيه من عدل و إنصاف أما تسمية البربر فقد أطلقها عليهم الرومان الذين كانوا يطلقون هذه التسمية على كل من لا يقبل الدخول تحت إمرتهم حتى لو كان من الأوروبيين لكن هذه التسمية ألصقت بسكان شمال إفريقيا على وجه الخصوص لأنهم قاوموا الرومان مقاومة عجيبة و رفضوا الدخول في النصرانية لأنهم وجدوا أن جيوش الروم تحتقرهم و تعتبرهم بلغة العصر أناسا من الدرجة الثانية بخلاف جيوش المسلمين الذين كان هدفهم إبلاغ دعوة الحق فأسلم البربر جميعهم و خرج آلاف منهم إلى ما وراء البحر ففتحوا الأندلس ( حاليا اسبانيا و البرتغال و أكثر من نصف فرنسا ) و غيرها كجزيرة مالطا التي لا يزال سكانها إلى زماننا هذا يتحدثون باللهجة المغاربية وقد يتعجب السامع لهذا الكلام فيجب أن يعلم أن سكان جزيرة مالطا كانوا فيما مضى مسلمين و يتحدثون اللغة العربية باللهجة المغاربية ( لهجة كل من ليبيا و تونس و الجزائر و المغرب لأن لهجات هذه الدول متقاربة جدا ) و بعدما استعمرها الأوروبيون في الحروب الصليبية أجبروا سكانها على اعتناق النصرانية واستبدلت الحروف العربية بالحروف اللاتينية و نظرا لأن كثيرا من الحروف العربية إذا كتبت بالحروف اللاتينية فإن القارئ لن يتمكن من قراءتها قراءة سليمة تكونت لغة جديدة هي اللغة المالطية و أنا كشاب جزائري أتكلم العربية باللهجة المغاربية عندما قدمت إحدى القنوات الفضائية العربية شريطا وثائقيا حول الأصول العربية للغة المالطية ضحكت بشدة فقد وجدت المالطيين يتكلمون باللهجة المغاربية و يعتبرونها لغة قائمة بذاتها و عجبت لأن الذي كان يقدم و يحاور المالطيين هو رجل سوري و معلوم أن المشارقة عموما لا يفهمون اللهجة المغاربية و هذا الرجل لم يفهم جزءا كبيرا من كلام المالطيين بخلافي أنا الذي كنت وراء الشاشة فقد فهمت كثيرا من كلامهم و كان الأحرى بهذه القناة أن ترسل مراسلا مغربيا لأنه سيفهم المالطية بسهولة ومن ما سمعت قول مديرة مدرسة ابتدائية للمراسل السوري و هي ترحب به : ( جيب لك شي حاجة تشرب ) وعبارة مكتوبة فوق باب من الأبواب : (اللي حب يدخل يدق الباب تاع برا ) وهاتان الجملتان مغربيتان مائة بالمائة و معناهما : ( هل آتي لك بشيئ تشربه ؟ ) و الثانية : ( من أحب أن يدخل فاليقرع الباب الخارجي ) وللأسف سكان مالطا حاليا كلهم من النصارى الأرثوذكس و يتكلمون اللغة المالطية التي دخلت عليها كثير من الكلمات الأعجمية و ليتهم يعلمون أن أجدادهم كانوا عربا مسلمين و أنهم يتكلمون عربية في ثوب جديد تكتب بالحروف اللاتينية .
و سكان المغرب العربي هم خليط من العرب و الأمازيغ ( البربر ) و لقد سكن العرب شمال إفريقيا قبل البعثة النبوية بخلاف ما يعتقده الكثيرون و هو أن سكان المغرب العربي كلهم أمازيغ تعربوا بعد دخولهم في الإسلام .
ويوجد الأمازيغ في كل من ليبيا وتونس لكنهم يكثرون في المغرب و الجزائر .
احتلت فرنسا الجزائر سنة 1830م و لأن الحرب صليبية في الدرجة الأولى فقد كان لزاما عليهم وضع خطة تجعل الجزائر ولاية فرنسية فحولت المساجد إلى كنائس و فرض التعليم الفرنسي و سعوا إلى إخراج المرأة الجزائرية من حيائها و حشمتها وسعوا إلى نشر النصرانية و القضاء على الإسلام لكن عملية التنصير لم تكن سهلة فركزوا على منطقة القبائل و هي المنطقة الأمازيغية لسببين رئيسيين ذكرهما أحد جنرالاتهم و هو أن الأمازيغ ليسوا عربا فظنوا أنه من السهل عليهم إدخالهم في النصرانية و السبب الثاني هو الشبه الفيزيولوجي الكبير بين أمازيغ منطقة القبائل و سكان أوروبا لكن خطة فرنسا لم تنجح كليا فقد خرجت من الجزائر سنة 1962م ونسبة المسلمين تقارب المائة بالمائة بل حتى أن اليهود الجزائريين تركوا الجزائر و شدوا الرحال إلى فرنسا مع المعمرين الفرنسيين الذين كانوا بالجزائر .
خرجت فرنسا من الجزائر مخلفة فراغا روحيا رهيبا فالفتيات في المدارس و الجامعات لا يعرفن الحجاب و لغة فولتير هي اللغة المنتشرة بين المثقفين و شيئا فشيئا بدأت المياه تعود إلى مجاريها فقد عُربت المناهج التعليمية وبدأت علامات التدين تظهر بين الجزائريين و هذا ما لم يرق لكثير من العلمانيين و أحباب الفرنسيس وقامت انتخابات رئاسية ففاز الحزب الإسلامي المسمى بالجبهة الإسلامية للإنقاذ بنسبة ثمانين بالمائة لكن النتيجة ألغيت لأن المتفرنسين يأبون الحكم بالشريعة الإسلامية و لأن أمريكا و أوروبا ترفضان ذلك أيضا و قد قال أحد الجنرالات الفرنسيين خلال الحقبة الاستعمارية أن الجزائر تعتبر بوابة المسلمين لاسترداد الأندلس فإذا قامت حكومة إسلامية في الجزائر و بعدها في دول إسلامية أخرى فهذا يعني أن أمن الأوروبيين في خطر وبالتالي فإنهم يسعون إلى إبقاء المسلمين دويلات دويلات متناحرة فيما بينها .
بعد إلغاء نتائج الانتخابات سعى القادة الإسلاميون إلى إعلان الجهاد فاستشاروا في ذالك بعض علماء المشرق كالشيخ الألباني و الشيخ ابن عثيمين فأفتوهم بعدم جواز الخروج على الحاكم حقنا لدماء المسلمين ( كما قيل أن العالم يعرف الفتنة قبل أن تقع و الجاهل لايعرفها إلا بعدما تقع ) لكن هؤلاء القادة المناضلين لم يمتثلوا كلام أهل العلم فكفروا الحكومة الجزائرية و كل من لم يتبن أفكارهم من الشعب الجزائري فأعلنوا الجهاد ضد تلك الحكومة الراشدة فكانت النتيجة أكثر من مائة ألف قتيل .عدد كبير من المفقودين .آلاف من الفتيات انتُهكت أعراضهن .عدد هائل من أبناء الجبال . تقهقر الدعوة الإسلامية و تراجعها سنينا إلى الوراء و تضييق شديد على الدعاة السنيين و السلفيين بدعوى أنهم يدعون إلى الإرهاب و التطرف .
و الجزائر الآن تلملم جراحها ونسأل الله أن يمكن لدينه في جميع بلدان المسلمين و أن يقصم أظهر المنافقين و أن يردنا إلى دينه ردا جميلا و أن تعود الخلافة و يجتمع المسلمون كلهم تحت راية واحدة .
الجزائري
