وما لنا لا نعجب

Robzi

New Member
لعل البعض يظن أن العنوان مبالغ فيه، لكنه حقيقة حصلت معي شخصياً، ما أشد تلك اللحظة التي تهون عليك فيها الفروض والواجبات، لقد كان لي بمثابة الحصن الذي يحرس قلبي من السهام الدنيوية في كل موقف أقابله في يومي، لينطلق بشخصي إلى عالم الآخرة، كان يستغل كل موقف وكل لحظة، وكان ناجحا بإسلوبه الدعويّ ..

قد تعجبون مني إذ كتبت لكم هذه الحروف وتقولون ما بال هذا الرجل!


إلا أنني أخط لكم حرصاً وخوفاً ..


رغباً ورهباً ..


ما أشد شغفه بكتاب الله ..
ما أشد تعلقه بقراءته و ترتيله
وكم من دموع سالت حين سمعت جمال صوته ..
كم صلى والناس نيام ..
ما أشد حبه لفتح الباري ..
وهيامه بابن القيم وابن الجوزي ..
وكان كثيراً ما يردد :
قال ابن مسعود رضي الله عنه:"استنوا بمن مات فإن الفتنة لا يأمنها الحي"
"ولن يؤتى الإسلام من قبلي"

" ولن أتزوج إلا المتمسكة بالسنة مهما كانت الأسباب"

" وسأجعل أولادي أئمة زمانهم"

لكنّ أمر الله نافذ ومشيئة الله غالبة، أتظنون أنني سأقول لكم أن الأخ انتكس ...



إني اندهشت حين رأيت ذلك الأخ الحبيب وقد تحققت أمانيه ....
وبسرعة لا يتوقعها أحد ...
فقد يسر الله له صاحبة السنة ..
وقد أجيز بالمصحف عشراً ..
ثم نبغ في الحديث دراسةً .. متناً وسنداً ..
وقد رزق الذرية الصالحة ..
فعجبت لحاله ..
واستغربت من سرعة نواله ..
وحين قابلني : سأل عن حالي فأجبت على ما هي عليه ...
ثم همست في أذنه : كيف أصبحت هكذا ؟
فاشتد عليّ العحب من ابتسامته ..
ثمّ قال لي: إن قلت لك إن غنياً تكفلني فهل تصدقني؟
قلت: كيف وأنت منذ القديم فقير معدم
وليس لك دينار ولا درهم ..
فقال: يا أخي قال الله" ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب"
هل تذكرون مقالة عمر حين سمع أبا بكر يقرأ قول الله "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل"
فكأنني أول مرة أسمعها ..
كم نحن بحاجة إلى الصدق مع الله ..
أيها الشاب .. إن الله وعدك بالفضل العظيم والرزق الكريم
ولكن !
أين وعدك أنت ...
أين السنة الظاهرة .. والباطن الصالح
كمْ مرة ندمت ... ثم عدت
ثم عدت بعدها إلى الذنوب بلا رقيب من نفسك
إن من أعظم العقوبة ..
أن تحرم الشعور بالذنب ..
نعم
لا تستغرب
فالله جلّ وعلى عزيز الجانب ..

كيف تطلب الهداية وأنت تفرح بمعصيته وترتاح بالبعد عنه!

ما أتعسك!
أيها الملطخ بقذارات العصيان ..
ما أقبح رائحتك .. لو شمّها الناس
بادر
إلى النظافة في الطاعة ..
والجمال في السر ..
ولذة الأنس بالله ..
بادر ..
هيّا أقبل ..
"اصدق الله يصدقك"
أتريد برهانا ..
هل إن حلفت لك يمنا مغلظة تقبلها مني !
حسناً :
"والله إن صدقت الله بتوبتك فأنت تعيش في سعادة "القليل" وقليل ما هم"
أتظنني أصف الكلام لمجرد الكلام ...!
حسناً ..
دعنا نتفق على أنك تشك في كلامي ...
فأنا وأنت لا نعرف بعضنا بعضاً
والحلّ ..
أن أكفل لك من يعرفك :
" هل تعتقد ان هنالك أحدا يعرفك أكثر من الله"
لا تكذب على نفسك ..
فاسمع وأنصت لقوله لك:
الله يقول " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين"
والله عزوجل تكفل بذلك " ومن يتق الله يجعل له مخرجاً "
أخي ..
كفاك كذباً على نفسك ..
أنت تعلم في حقيقة نفسك أنك لم تجد المخرج إلا لضعف فعل الشرط لديك "يتق"
إن المخرج الحقيقي يكون بالتحصل القلبي على التقوى التي تشهد لها الجوارح..
"ومن أصدق من الله حديثاً"
أيتها المسلمة ..
أنت هنالك ..
أتريدين من الله فرجاً وأنت بعيدة عن الله !
لم تركتِ العفة ! لم تركتِ الحشمة!
أين الجلباب! أين النقاب!
ما أقبح من تجعل من نفسها عرضة للجميع بأرخص الأثمان !
خابت وخسرت تلك التي انتكست!
كلهم يعرفها إذا ما وصفت ..فلباسها يتكلم بحالها !
هل هانت معصية الله عليك!
أيها الناس ...
أروا الله ما يحب ... يريكم ما تحبون
أيها الناس
إن كلام الله يقين ووعده حق " فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم"
والاتهام لقلوبنا التي تنشغل عن أعمال القلوب فتصرفها لغيره ..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ..

منقول

 

Fatima S.Ar

Happiness = Islam
بالفعل العجب كل العجب من حالنا الآن
أخذتنا الدنيا و زينتها بعيداً على طاعة الله
اللهم أحسن خاتمتنا و اجعلها على طاعة و خير و شهادة

و أهدِ يارب شباب المسلمين و ردهم إلى دينهم رداً جميلاً

جوزيت خيراً على منقولك و نفع الله بك الأمة

:)
 

obeid

Junior Member
السلام عليكم
جوزيت خيرا أخي المرسل
جاء الدين غريبا و سيعود غريبا فطوبى للغرباء
ليت الشباب فقط تعلقوا بالدنيا و لكن الشباب و الشيبان
لو جاء أي انسان إلى الجزائر لظن نفسه في أوروبا لبعد كثير من المسلمين عن دينهم
ففي أحد المرات كنت في الحافلة فمر بنا رجل ملتحي مع زوجته المنتقبة فإذا بأحد المسلمين يسبهم لأنهم يظهرون بهذا المظهر الغريب و هو المظهر الإسلامي و نفس الأمر بالنسبة لكثير من الفتيات المنتقبات .
أعوذ بالله
ونسأل الهداية لجميع المسلمين.
 
Top