Ghaza

abou khaled

Junior Member
مفكرة الإسلام : غزة - فلسطين


إن تمسك المؤمن بالقرآن الكريم من الأسباب الرئيسة لثباته وصموده في زمن الفتن والملمات، وفي هذا الزمن الذي تكالبت فيه قوى الكفر على أمتنا نجد بفضل الله الأمة بخير؛ ففي غزة التي شارك العدو والقريب في حصارها نجدها عنيدة مستعصية أمام كل المؤامرات التي حيكت ضد أهلها ليرفعوا الراية البيضاء، ونجد أهل غزة يتمسكون بحبل الله، ويتمسكون بحفظ القرآن حيث تم الإعلان مؤخرًا عن تنظيم مخيمات الجيل لحفظ القرآن الكريم؛ فوجد إقبالاً غير مسبوق على مثل هذه المخيمات التي تعمل على وضع خطة يتم بموجبها حفظ القرآن الكريم خلال شهرين متتاليين، كما بدأ يلاحظ وبشكل جلي الانتشار الواسع لمراكز تحفيظ القرآن الكريم في كافة مساجد قطاع غزة، بل وتشجيع الأهالي لها، أضف إلى ذلك فأن هناك في قطاع غزة يوجد مدارس متخصصة في تحفيظ القرآن والعلوم الشرعية تهتم بتخريج أجيال حاملة لكتاب الله لم تتلوث عقولها بالأفكار الغربية الدخيلة على هذه الأمة.
عزة الأمة بتمسكها بكتاب الله :
الدكتور عبد الرحمن الجمل رئيس دار القرآن الكريم والسنة في قطاع غزة والمشرف العام على مشروع جيل القرآن الكريم، والنائب في المجلس التشريعي أكد في حديث لــ " مفكرة الإسلام " أن مصدر عزة الأمة يتمثل في القرآن الكريم، مشددًا على وجوب التمسك بكتاب الله عز وجل في كل وقت وحين .
وقال الدكتور الجمل: إذا تمكّن العدو الصهيوني من محاصرة غزة ومنعها من الدواء والغذاء، فإنه لن يتمكن بإذن الله من محاصرة عقولنا وقلوبنا على الإطلاق.
وأكد الدكتور الجمل أن سر صمود وجلد أهلنا في غزة أمام الهجمة الصهيونية الشرسة هو تمسكهم بكتاب الله عز وجل، والإقبال الرهيب من قِبل أبناء الشعب الفلسطيني على حفظ كتاب الله.
إقبال منقطع النظير :
وكانت دار القرآن الكريم والسنة قد أعلنت عن تنظيم مخيمات الجيل لحفظ القرآن الكريم في الفترة الصيفية في مدة قدرها شهرين، وذلك عبر انتقاء مجموعة متميزة من الطلاب الأذكياء والنبهاء، ومن ذوي التحصيل العلمي العالي المهتمين بهذا الأمر المشرِّف وترتيب برنامج يبدأ من الساعة الثامنة صباحًا حتى الخامسة مساء؛ بحيث يتمكن الطالب من تسميع نصف جزء تقريبًا يوميًا ( حوالي عشر صفحات يوميًا على أقل تقدير )؛ بحسب ما أوضح الدكتور "الجمل"، المشرف على المشروع.
ولعل الدافع من وراء كتابة هذا التقرير هو ملاحظة الإقبال المنقطع النظير لدى الشباب الفلسطيني بغزة للتسجيل في هذه المخيمات لدرجة لم تعد جمعية دار القرآن الكريم والسنة قادرة على استيعاب هذا الكم الهائل من الشباب المقبل على الله سبحانه وتعالى، وعلى كتابه الكريم، وهذا ما أكده الدكتور الجمل قائلاً: هناك إقبال منقطع النظير على هذه المخيمات لدرجة أنه لا طاقة لنا بهذه الأعداد الرهيبة المتوافدة على حفظ القرآن الكريم نظرًا لضعف الإمكانيات، مناشدًا في الوقت ذاته كافة المؤسسات وأصحاب رؤوس الأموال من المسلمين لدعم حلقات القرآن الكريم؛ حيث إن هذه مخيمات مغلقة ويتخللها تقديم طعام وشراب للطلاب، وبحاجة لدعم مادي ليس بالبسيط في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها غزة.
وشدد الدكتور الجمل على أن الجمعية لن تألوَ جهدًا من أجل تخريج ثلة من حملة القرآن الكريم تحمل على ظهرها آمال الأمة، وعلى رأسها تحرير مقدساتنا من دنس الصهاينة.
ولا يخفى على أحد عمل بعض المؤسسات المدعومة غربيًا تحت مسميات عديدة، وخاصة في العطلة الصيفية، على إضاعة وقت طلابنا في أمور لا تهم دينهم، بل قد تعزز عندهم فكرًا غربياً لا يخدمنا في دنيا أو آخرة؛ وعليه أكد الدكتور عبد الرحمن الجمل أن وجود طلابنا ـ وخصوصًا النوابغ منهم ـ في هذه المخيمات يحفظهم من كل من يحاول النيل من فكرهم وعقيدتهم.
ففي منطقة خانيوس وحدها جنوب قطاع غزة تم تسجيل أكثر من ألفي ( 2000 ) طالب خلال أسبوعين فقط في الفترة ما بين 11- 4 – 2008 و 25 – 4 – 2008 بحسب ما أكده مدير دائرة مخيمات جيل القرآن المهندس محمد إسماعيل المصري، في حديث لـــ " مفكرة الإسلام " مؤكدًا أن هناك أعدادًا أخرى ما زالت تتوافد لتحجز مقعدًا لها في هذه المخيمات الرائدة .
وكشف المهندس المصري عن وجود إقبال لدى مجموعة من المدرسين وأساتذة الجامعات للانتظام في هذه المخيمات؛ حيث أعرب هؤلاء عن نيتهم الحصول على إجازة لمدة شهرين خصيصًا للتفرغ لحفظ القرآن الكريم عبر هذه الفرصة التي تنظمها دار القرآن الكريم والسنة.
الحكومة بغزة تدعم :
وفي معرض رده على سؤال حول مدى دعم حكومة هنية لمثل هذه المشاريع؛ أجاب الدكتور عبد الرحمن الجمل، بصفته نائبًا في المجلس التشريعي عن حركة حماس، قائلاً: حكومة الأستاذ إسماعيل هنية تولي اهتمامًا كبيرًا لمثل هذا المشروع، لافتًا إلى أن رئيس الوزراء إسماعيل هنية يولي بصورة شخصية اهتمامًا كبيرًا بتخريج جيل يحفظ القرآن الكريم ويهتم به .
ولفت الدكتور الجمل إلى أن حكومة هنية قامت العام الماضي بتقديم حوافز مادية بقيمة مائة دولار لكل حافظ لكتاب الله عز وجل في خطوة تشجيعية منها لإنجاح المشروع .
واعتبر الدكتور الجمل أن تنظيم مثل هذه المخيمات المتخصصة لحفظ القرآن الكريم عبر جمعية دار القرآن الكريم والسنة يُعد نقلة نوعية في نشاط الجمعية التي تشرف على أكثر من ألف مركز للتحفيظ في كافة أنحاء قطاع غزة تقوم بتحفيظ ما بين خمسة عشر ألفًا إلى عشرين ألف طالب وطالبة.
كما وقامت الجمعية بتخريج عشرات الآلاف من الحفاظ والقراء المجيدين لتلاوة القرآن الكريم خلال السنوات الأخيرة .
شهداء غزة تخرجوا من حلقات القرآن :
والحقيقة التي لا يمكن إغفالها في قطاع غزة هي أن هذه الحلقات القرآنية تعد أحد المناهل الرئيسة التي ينهل منها المجاهدون في قطاع غزة تغذيتهم الفكرية وعقيدتهم التي تربي وتنمي لديهم روح الجهاد، والاستبسال في مقارعة العدو الصهيوني، وهناك العديد بل غالبية المجاهدين والاستشهاديين عند تتبع سيرتهم تجدهم ممن تربى على موائد القرآن في مساجد غزة .
وعلّق الدكتور الجمل على هذا الموضوع قائلاً: نحن نفتخر ونعتز أن يكون محفِظينا ومحفِظاتنا وحفظة القرآن الكريم الذين تخرجوا من حلقات القرآن التي ننظمها ارتقوا شهداء في سبيل الله وهم يدافعون عن ثرى هذا الوطن الغالي، مشددًا على أن القرآن الكريم يُثري روح الجهاد لدى المجاهد الفلسطيني .
وطمأن الجمل الأمة الإسلامية بأن الشعب الفلسطيني مقبل على القرآن الكريم، وهذا من البشائر التي نحملها لأمتنا لأن أمة تحمل في قلبها قرآنًا لن يضيعها الله سبحانه وتعالى حتى لو تكالبت عليها جميع الأمم
 
Top