مواقف..... هذا أمير المؤمنين معاوية فمن أنتم !!

abou khaled

Junior Member
مواقف..... هذا أمير المؤمنين معاوية فمن أنتم !!


= هذا معاوية الوفاء والعزة والشموخ والعدل والحكمة والنصرة لكل أبناء أمته أفرادا ومجتمعين ضد كل من يتطاول على أبناء أمته من المجوس أو الصليبيين ومما يروى من حسن إدارته وتدابيره ونصرته، أن المسلمين غزوا في أيامه غزوة فأسر جماعة منهم ، فوقفوا بين يدي ملك الروم بقسطنطينية، فتكلم بعض أسارى المسلمين ، فدنا منه بعض البطارقة - رئيس الكنيسة - ممكن كان واقفاً بين يدي الملك فلطم وجهه، وكان رجلاً من قريش فصاح: وإسلامه أين أنت عنّا يا معاوية حين صرنا أسرى فتحكم العدو في دمائنا وأعراضنا؟! فنمى ذلك الخبر إلى معاوية، فآلمه ذلك وامتنع عن الطعام والشراب، وخلا بنفسه، وامتنع عن الناس ولم يُظهر ذلك لأحد من المخلوقين، ثم أعمل التدبير في إقامة الفداء بين المسلمين والروم إلى أن فدى ذلك الرجل ومن أُسر معه من المسلمين، فلما صار الرجل إلى دار الإسلام دعاه معاوية فبره وأحسن إليه ثم قال له: لم نهملك ولم نضيعك ولا أبحنا دمك وعرضك، ولم نهنأ بعيش حتى استنقذناكم، ومعاوية أثناء ذلك يُدبر الرأي ويعمل الحيلة حتى اهتدى إلى خطة تزلزل الروم وتبعث في قلوبهم الرعب وتمنعهم من التطاول على أسير من المسلمين ابدا فبعث إلى الرجل من ساحل دمشق من مدينة صور، وكان عارفا كثير الغزوات في البحر شديد قوي من الرجال يطن الرومية ، فأحضره وخلا به، وأخبره بما قد عزم عليه وسأله إعمال الحيلة فيه والتأني له، فتوافقا على أن يدفع للرجل مالا عظيما، ليبتاع به أنواعا من الطرف والملح والجهاز من الطيب والجوهر وغير ذلك؛ وأتى مدينة قبرص فاتصل بأميرها وأخبره أن معه حاجة للملك، وأنه يريد التجارة إلى القسطنطينية، قاصدا إلى الملك وخواصه بذلك ، فروسل الملك بشأنه فأذن له، فدخل خليج القسطنطينة فلما وصلها أهدى للملك وجميع بطارقته، وبايعهم وشاراهم، وقصدهم إلا ذلك البطريق الذي لطم القرشي، وتأنى من الأمور على حسب ما رسمها له معاوية رضي الله عنه وأقبل الرجل من القسطنطينية إلى الشام، وقد أمره أكثر البطارقة أن يبتاع حوائج ذكروها، وأقبل الرجل من القسطنطينية إلى الشام، فسار إلى معاوية سرا، وذكر له من الأمر ما جرى، فابتيع له ما طلب منه وما علم أن رغبتهم فيه....
= وتقدم إليه معاوية فقال: إن ذلك البطريق إذا عدت في كرتك هذه سيعذلك عن تخلفك عن بره واستعانتك به، فاعتذر إليه ولاطفه بالقول والهدايا، واجعله القيم بأمرك والتفقد لأحوالك، فإذا أتقنت جميع ما أمرتك به، وعلمت ما غرض البطريق وإيش الذي يأمرك بابتياعه فعد به إلينا لتكون الحيلة على حسبه، فلما رجع الصوري إلى القسطنطينية ومعه جيمع ما طلب منه والزيادة مما لم يطلب زادت منزلته، وارتفعت أحواله عند الملك والبطارقة وسائر الحاشية....
= فلما كان في بعض الأيام وهو يريد الدخول إلى الملك قبض عليه ذلك البطريق في دار الملك، وقال له: ما ذنبي إليك؟ وبم استحق غيري أن تقصده وتقضي حوائجه وتعرض عني، قال المسلم: أكثر من ذكرت ابتداني وأنا رجل غريب، وأرحل إلى هذا البلد كالمتنكر من أسارى المسلمين وجواسيسهم لئلا ينموا خبري ويوشوا بأمري إلى المسلمين، والآن فإذا قد علمت ميلك إليّ فلست أحبّ أن يعتني بأمري سواك، ولا يقوم بحالي عند الملك وغيره غيرك فمرني بحوائجك وجميع ما يعرض من أمورك بأرض الإسلام، وأهدى إلى ذلك البطريق هدية حسنة من الزجاج المخروط والطيب والجوهر والطرف والثياب، ولم يزل هذا فعله، يتردد من الروم وإلى معاوية ومن معاوية إلى الروم ويسأله الملك والبطريق، وغيره من البطارقة الحوائج الجليلة والحيلة لا تتوجه إلى معاوية، حتى مضى على ذلك زمن فلما كان في بعضه قال البطريق للمسلم، وقد أراد الخروج إلى دار الإسلام: قد اشتهيت أن تقضي لي حاجة ، وهي أن تبتاع لي بساط سوسنجرد بمخاده ووسائده ويكون فيه من أنواع الألوان الحمرة والزرقة وغيرها، ويكون من صفة كذا وكذا، ولو بما بلغ ثمنه كل مبلغ ، فأنعم له بذلك، وكان من شأن الصوري أن يكون مركبه إذا ورد القسطنطينية بالقرب من موضع ذلك البطريق وكان للبطريق ضيعة سرية، وفيها قصر مشيد، ومتنزه حسن على أميال من القسطيطينة راكبة على الخليج ، وكان البطريق أكثر أوقاته في ذلك المنتزه وكانت الضيعة فيما بين قسم الخليج من يلي بحر الروم والقسطنطينية، فانصرف المسلم الصوري إلى معاوية سرا ، فأخبره بالحال فأحضر معاوية جميع ما طلب منه من أرض الإسلام، وقد تقدم إليه معاوية بالخطة وكيفية إيقاعها، وكان الصوري فيما وصفنا من هذه المدة قد صار كأحدهم في المؤانسة والعشرة ، وفي الروم طمع وشره فلما دخل من البحر إلى خليج القسطنطينية وقد طابت له الريح وقرب من ضيعة البطريق، أخذ الصوري الخليج طوله نحو من ثلاثمائة وخمسين ميلا، والضياع والعمائرعلى حافتيه، والمراكب تختلف والقوارب بأنواع المتاع والأقوات إلى القسطنطينية من هذه العمائر لا تحصى كثرة ....
= فلما علم الصوري أن البطريق في ضيعته فرش البساط ونضد ذلك الصدر والمجلس بالوسائد والمخاد في صحن المركب ومجلسه، والرجال تحت المجلس بأيديهم المقاذيف مشكلة قائمة غير قاذفين بها، ولا يعلم بهم أنهم في بطن المركب إلا من ظهر منهم في عمله والريح في القلع ، والمركب مار في الخليج كأنه سهم خرج عن كبد قوس لا يستطيع القائم على الشط أن يملاأ بصره منه لسرعة سيره واستقامته في جريه ، فأشرفه على قصر البطريق وهو جالس في مستشرفه مع حرمه ، وقد أخذت من الخمر ، وعلاه الطرب وذهب به الفرح والسرور كل مذهب فلما رأى البطريق مركب الصوري زعق طربا ، وصاح فرحا وسوروا وابتهاجا بقدومه ، فدنا من أسفل القصر فحط القلع، وأشرف البطريق على المركب فنظر إلى ما فيه من حسن ذلك البسط ونظم تلك الفرش ، كأنه رياض يزهر، فلم يستطيع اللبث في موضعه حتى نزل قبل أن يخرج الصوري من مركبه إليه فطلع إلى المركب..
= فلما استقر قدمه على المركب ودنا من المجلس ضرب الصوري بعقبه على من تحت البساط وكانت علامة بينه وبين الرجال الذين في بطن المركب، فما استقر دقه في المركب بقدمه حتى اختطف المركب بالمقاذيف، وإذا هو وسط الخليج يطلب البحر لا يلوي على شيء وارتفع الصوت ولم يدر ما الخبر لمعالجة الأمور، فلم يكن الليل حتى خرج عن الخليج وتوسط البحر، وقد أوثق البطريق كتافا وطابت له الريح، فحمله في ذلك اللج، فتعلق في اليوم السابع بساحل الشام ..........
= فكان في اليوم الثالث عشر مأسورا بين يدي معاوية فسر بذلك معاوية. وقال : علي بالرجل القرشي فأُتي به وقد حضره خواص الناس، فأخذوا مجالسهم، وغص المجلس بأهله فقال معاوية رضي الله عنه للقرشي: قم فاقتص من هذا البطريق الذي لطم وجهك على بساط امبراطور الروم فإنا لم نضيعك ولا أبحنا دمك ولا عرضك، فقام القرشي فدنا من البطريق، فقال معاوية: انظر لا تتعدى ما جرى عليك ، واقتص منه على حسب ما صنع بك ولا تعتد ، وارع ما أوجب الله عليك من المماثلة، فلطمه القرشي لطمات ووكزه في حلقه، ثم أكب القرشي على يدي معاوية وأطرافه يقبلها. وقال: ما ضاع من سؤدك ، لا خاب فيك من رأسك ، أنت ملك لا يستضام تمنع حماك وتصون رعيتك ، وأكثر في وصفه ودعائه ....
= وأحسن معاوية إلى البطريق، وخلع عليه وبره، وحمل مع البساط وأضاف إلى ذلك أشياء كثيرة وهدايا إلى المللك، وقال له : ارجع إلى ملكك ، وقل له : تركت ملك المسلمين، يقيم الحدود على بساطك، ويقتص لرعيته في دار مملكتك وسلطانك وعزك ، وقال للصوري: سر معه حتى تأتي الخليج فتطرحه فيه ومن أسر معه ، ممن كان بادر فصعد إلى المركب من غلمان البطريق وخاصته ، فحملوا إلى صور مكرمين ، وحمل الجميع ، وحمل من وقته إلى الملك ومعه الهدايا والأمتعة وتباشرت الروم بقدومه ، وتلقوه مهنئين له بخلاصه من الأسر ، فكافأ الملك معاوية على ما كان من فعله في أمر البطريق والهدايا ............
= فلم يكن يستضام بعدها أسير للمسلمين في أيامه، وقال الإمبراطور: هذا أدهى العرب وأمكر الملوك، ولهذا قدمته العرب عليها، فأساس أمورها، ولو هَمَّ بأخذي لتمت له الخطة عليّ وهذا الموقف يوضح بجلاء من هو أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه وكيف كان حال المسلمين في عصرة وكيف يهابه الروم وغيرهم من الأمم التي لم تعد تجرؤ على أحد من أسرى المسلمين فضلا عن غيرهم فجزى الله أمير المؤمنين معاوية عزّ الأمة وسترها في عصره بخير ما يجزي به ا لأمراء العادلين المجاهدين المحبين لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.........


قال الحكيم: أميتوا الباطل بعدم ذكره .... وانشروا الحق بكثرة فعـلـه
 
Top