يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( تُنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) رواه البخاري .
ويقول عليه الصلاة والسلام ( الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ) رواه مسلم .
يقول أحد معلمي القران في أحد المساجد أتاني ولد صغير يريد التسجيل في الحلقة فقلت له : هل تحفظ شيئاً من القرآن ؟ فقال: نعم
فقلت له : اقرأ من جزء عم فقرأ فقلت : هل تحفظ سورة تبارك ؟ فقال : نعم ، فتعجبت من حفظه برغم صغر سنه
فسألته عن سورة النحل ؟ فإذا به يحفظها فزاد عجبي فأردت أن أعطيه من السور الطوال فقلت : هل تحفظ البقرة ؟ فأجابني بنعم وإذا به يقرأ ولا يخطئ
فقلت : يابني هل تحفظ القرآن ؟ فقال : نعم سبحان الله وما شاء الله تبارك الله
طلبت منه أن يأتي غداً ويحضر ولي أمره وأنا في غاية التعجب كيف يمكن أن يكون ذلك الأب فكانت المفاجأة الكبرى حينما حضر الأب ورأيته وليس في مظهره ما يدل على التزامه بالسنة
فبادرني قائلاً : أعلم أنك متعجب من أنني والده ولكن سأقطع حيرتك إن وراء هذا الولد امرأه بألف رجل وأبشرك أن لدي في البيت ثلاثة أبناء كلهم حفظة للقرآن
وأن ابنتي الصغيرة تبلغ من العمر أربع سنوات تحفظ جزء عم ، فتعجبت وقلت : كيف ذلك
فقال لي ان أمهم عندما يبدئ الطفل في الكلام تبدأ معه بحفظ القران وتشجعهم على ذلك
وأن من يحفظ أولاً هو من يختار وجبة العشاء في تلك الليلة وأن من يراجع أولاً هو من يختار أين نذهب في عطلة الأسبوع وأن من يختم أولاً هو من يختار أين نسافر في الإجازة
وعلى هذه الحالة تخلق بينهم التنافس في الحفظ والمراجعة نعم هذه هي المرأة الصالحة التي إذا صلحت صلح بيتها
وهي التي أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم باختيارها زوجة من دون النساء وترك ذات المال والجمال والحسب ، فصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام
فهنيئاً لها حيث أمّنت مستقبل أطفالها بأن يأتي القرآن شفيعاً لهم يوم القيامة
قال صلى الله عليه وسلم ( يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها ) رواه ابن حبان .
فتخيلي تلك الغالية وهي واقفة يوم المحشر وتنظر إلى أبنائها وهم يرتقون أمامها وإذا بهم قد ارتفعوا إلى أعلى منزلة ثم جيء بتاج الوقار ورفع على رأسها الياقوتة فيه خير من الدنيا وما فيها
فماذا سيفعل بأبنائنا إذا قيل لهم اقرؤوا ؟ إلى أين سيصلون ؟ وهل ستوضع لنا التيجان ؟ إذا نصبت الموازين
كم في ميزان أبنائك من أغنية وكم من صورة خليعة وكم من بلوتوث فاضح بل كم من عباءة فاتنة كل هذا سيكون في ميزان آبائهم وأمهاتهم
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع فمسؤول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) رواه البخاري
فالله ما أعطانا الذرية حتى نكثر من يعصيه ولكن ليزداد الشاكرون الذاكرون فهل أبنائنا منهم فمن الآن ابدأي ببرنامج هادف مع أبنائك أو أخواتك ولتكن هذه الأحرف والآيات في ميزانك صفقة لن تندمي معها أبداً .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى) رواه مسلم
هل تعرفين ما معنى ( سلامى ) أي كل مفصل حركه لكِ الله عليه صدقة في كل يوم فيا ترى هل قابلنا هذا الفضل الكبير بهذا العمل اليسير ؟
في أحد ممرات المستشفى رأيت شاباً في السابعة والعشرين من عمره على ذاك الكرسي المتحرك
لحظة رآني استبشر وفرح لأنه لا يستطيع أن يذهب هنا وهناك مثلي ومثلك فتراه يفرح إذا رأى إنساناً يمر بجانبه وأفضل نزهة له أن يبقى في ممرات المستشفى
حين رآني قال لي ممكن دقيقة ؟ فحينما أتيت بجانبه قال لي : الله يعافيك أبطلب منك خدمة ممكن تذهب بي إلى دورة المياه
وعندما وصلنا إلى دورة المياه رفع رأسه وإذا بالعيون تلمع قال لي : ممكن تدخلني الحمام
وعندما أدخلته فإذا بالرأس يطأطئ والدموع تذرف لعلة كان يتذكر عندما كان يمشي ولا يحتاج لأحد أن يدفعه
ثم قال لي ممكن أن تضعني على الكرسي وتنزع ملابسي بدون أن تنظر الله يجزاك خير
انظر إلى هذا المشوار كم أقضيه أنا وأنت في اليوم من مرة من فتح لك الباب ؟ من نزع ملابسك ؟
هل في يوم من الأيام عندما خرجت من دورة المياه استشعرت هذه النعمة الذي حُرم منها الكثير ؟ ثم ارتفعت بقلبك إلى المنان وقلت اللهم لك الحمد أن فضلتني على كثير من العالمين
قال تعالى {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ }النمل73
فلله درها تلك الكريمة التي استشعرت عظيم نعمه سبحانه عليها فقابلت هذه النعم بالشكر والعرفان وتقربت بالنوافل إلى الكريم المنان
قال عليه الصلاة والسلام ( إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ) رواه البخاري
وفي إحدى الغرف وجدت شاباً عمره 28 سنة أصيب بجلطة في المخ فأصبح لا يعي بما يقول لا يذكر إلا آية أو حديثاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم
أتيت عنده فنظرت في وجهه فإذا فيه نور فأحببت أن أذكره بالله عز وجل
فقلت له قال تعالى {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}البقرة155 /156
فنظر إلي ثم أخذ ينظر يمنة ويسرة ويشير إلى الأجهزة والطاقم الطبي ويقول : والله ما أنتم إلا أسباب
ثم نظر إلى السماء واستشعر عظمة الجبار والدموع تذرف ثم روى حديثاً عن أحمد
ثم رفع يده وهو يبتسم ويقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ثم مات
قال تعالى {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ }الزمر30 ولكن بمَ ختمت الصحيفة ؟ ختمت بلا إلـــــــــه إلا الله
فبماذا ستختم صحائفنا ؟ من عاش على شيء مات عليه
يقول رسولنا عليه الصلاة والسلام ( يبعث كل عبد على ما مات عليه) رواه مسلم .